وزير الخارجية: التناقض بين أقوال وأفعال دول الحصار يتجاوز مسألة إيران

الدوحة – وكالات:

أكد سعادة الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني وزير الخارجية، أن الأزمة الخليجية مفتعلة، وبدأت بارتكاب جريمة القرصنة على وكالة الأنباء القطرية، مشيراً إلى أن هناك جواً إعلامياً سلبياً لم يسبق له مثيل بين دول الحصار وقطر، وهذه البيئة لا يمكن الشعور حيالها بالارتياح.
وحول تجاوز دولة قطر أضرار الحصار، قال سعادته، في حوار خاص مع قناة «فرانس 24»، لم يكن بالدوحة أي إحساس بالأزمة، وإن كان هناك قلق في البداية وتم تجاوزه سريعاً مع تدفق البضائع، منوهاً بالتماسك الاجتماعي غير المسبوق للشعب القطري، واصفاً هذا التماسك بأنه المصدر الرئيسي للاطمئنان.
وبشأن الموقف الأميركي، أكد سعادته أن الموقف الأميركي كان واضحاً منذ البداية بالتواصل الرسمي الدائم مع دولة قطر، وحث دول الحصار على عدم التصعيد والانخراط معنا في الحوار، وعلى تقديم الأدلة على ادعاءاتهم، لكي يتم بحثها، وهو ما لم يجد استجابة، ووصل الأميركيون لقناعة بأن هناك أزمة بلا أسس واضحة.
وكشف وزير الخارجية عن أن نظيره الأميركي تيلرسون عندما زار الدوحة قدم مجموعة من الأفكار لما يشبه مبادئ وخارطة طريق، وقد أرسلت قطر تعليقها عليها، بينما بحسب آخر المعلومات لم ترد دول الحصار على الورقة الأميركية، لأنها تعيش حالة من الارتباك والتضارب في التصريحات، فمن المطالب الـ 13 وإلغائها، ثم وضع المبادئ الـ 6، ثم إعادة المطالب الـ 13، وطلب تنفيذ المبادئ الـ 6.
وحول الوساطة الكويتية، أكد سعادته أن الوساطة الكويتية مستمرة وكافة الجهود الدولية التي تقترح الحلول للأزمة تقع تحت مظلة هذه الوساطة، وحتى الجهود الأميركية تتم بالتنسيق مع جهود صاحب السمو أمير دولة الكويت، وهو قائد هذه الوساطة، وهناك رسائل متبادلة ضمنها.
ورداً على سؤال حول أي من دول الحصار سيتم التقارب معها أولاً، قال سعادة وزير الخارجية بالنسبة لنا هذه الدول اتخذت إجراءات جماعية ضد دولة قطر، وسواسية في الحصار ضدنا، إلا أنه أوضح أن كل من تورّط في جريمة القرصنة الإلكترونية سيتحمل المسؤولية كاملة.
وبشأن العلاقات مع إيران، قال سعادته: مبادئنا واضحة ومبنية على الشفافية، وموقفنا من إيران واضح منذ البداية.. قلنا إن هناك خلافات بيننا وبينها.. ولكنها جارنا الجغرافي ويجب الدخول في حوار معه، وحل المشاكل وتجاوزها، وهذا كان قرار قمة مجلس التعاون الخليجي على مستوى القادة في ديسمبر 2016 بالبحرين، وقطر تسير في نفس الاتجاه.
وأضاف: لدينا مستوى معين في العلاقات مع إيران بحكم أن بيننا حدوداً وحقل غاز مشتركاً، وعلاقتنا بها قبل الأزمة وبعدها واضحة ومستمرة، لافتاً إلى أن قطر لم تقف في وجه أي من دول مجلس التعاون التي تريد تطوير علاقتها مع إيران، وتم اتهام دولة قطر بأنها تمتلك علاقات خاصة مع إيران، رغم أنها تقع في المرتبة الخامسة في التبادل التجاري مع طهران، و96 % من التجارة الخارجية بين دول مجلس التعاون وإيران هي بين أبوظبي وطهران، كما يطلبون الآن الوساطة من العراق، لتحسين العلاقات مع إيران.
وأضاف: إن الحديث عن التناقضات بين أقوال وأفعال دول الحصار يتجاوز مسألة إيران.
وحول الادعاء بانكفاء قطر على نفسها خلال الأزمة، قال وزير الخارجية: «من المؤكد أن الأزمة التي تخص أي دولة تأخذ الجزء الأكبر من وقتها، وهو أمر طبيعي بالنسبة لأي دولة وأي أزمة»، موضحاً أنه في الملف اليمني لم يكن لقطر أي دور فعال إلا في حماية الحدود الجنوبية للسعودية، ولم يدخل جنودنا اليمن، أما في الجانب الإنساني فما زال مستمراً على نفس الوتيرة.

السابق
شراكة بين اللجنة الوطنية لمكافحة غسل الأموال مع FIN الأمريكية
التالي
ديرشبيغل: “شيوخ” أبوظبي مسؤولون عن إفلاس شركة “أير برلين”!