وزارة التعليم: ارتفاع تكلفة الدروس الإثرائية يدفع أهالي الطلبة نحو الدروس الخصوصية

الدوحة – وكالات:

اشتكى عدداً من أولياء الأمور، من ارتفاع أسعار الدروس الإثرائية بالمدارس الحكومية، والتي تصل إلى 2100 ريال للطالب الواحد بالنسبة إلى الدروس الخاصة، مطالبين بضرورة تخفيض الرسوم قليلاً لتكون في متناول الجميع، خاصة وأن معظم أولياء الأمور لديهم أكثر من ابن في المدارس، مما يشكل عبئاً مادياً إضافياً لتلبية احتياجاتهم من الدروس الخصوصية والحصص الإثرائية.

وأضاف أولياء الأمور لـ”الشرق” أن الكثير من الطلاب يلجؤون إلى الدروس الخصوصية عوضاً عن فصول التقوية بالمدارس الحكومية، لعدة أسباب منها توقيت الدروس الخصوصية الذي يكون في الغالب عقب الدوام المدرسي بأربع ساعات، ليتسنى للطالب أن يأخذ وقتاً من الراحة قبل مواصلة التعلم، على عكس فصول التقوية التي تكون في الغالب عقب انتهاء الدوام المدرسي مباشرة، مما يؤثر على تركيز الطالب الذي يكون في الغالب منهكاً على مدار اليوم، وعقله غير مستعد لتلقي المزيد من المعلومات.

وأوضحوا أن السبب الآخر ارتفاع أسعار فصول التقوية الخاصة، التي تتراوح بين 1200 و 2100 ريال، مما يجعل المدرس الخصوصي يرفع سعر الدرس الذي يصل إلى 200 ريال للساعة، فبدلاً من أن تحارب فصول التقوية الدروس الخصوصية، فهي تزيد من انتشار الظاهرة وارتفاع رسوم الحصة، نظراً لتفضيل أولياء الأمور للدرس الخصوصي لاعتبارات تتعلق بالتوقيت، وإمكانية اختيار المدرس، وإراحة الطالب من خلال مواصلة استذكاره من منزله، فضلاً عن عدم توافر الحصص الإثرائية إلا قبل الاختبارات فقط بشهر أو اسبوعين، فولي الأمر ينظر دائماً إلى مصلحة نجله دون النظر إلى الاعتبارات المادية.

وعلى الجانب الآخر أكد تربويون أن الدروس الإثرائية تشكل بديلاً كافياً يؤدي الغرض منه كما أنه يتيح للطالب اختيار المعلم تحت اشراف إدارة الدروس الاثرائية في كل مدرسة، كما أن الامكانيات كافة تتاح للطلبة بأجور رمزية، داعين الطلبة للاستفادة من تجربة الدروس الإثرائية قبل التفكير بالتوجه نحو الدروس الخصوصية. والتوجه نحو الدروس الإثرائية في المدارس الحكومية نظراً لقدرة مدرس الطالب في الفترة النهارية على تلافي القصور في التحصيل لديه وفق ما يقرر المنهج ومعايير التعليم.

سعد الغانم: أسعار الدروس الإثرائية لم تخفف من الأعباء المادية لولي الأمر

وقال سعد الغانم إن الدروس الإثرائية بالفعل أسعارها مرتفعة بعض الشيء وتسبب عبئاً مادياً على ولي الأمر، لذلك فهي لا تختلف عن الدروس الخصوصية، بل إن الدرس الخصوصي أكثر مرونة في المواعيد والمدرسين ومدى توافقهم مع الطالب، كما أكد أن الأجواء المدرسية ربما لا تساعد الطلاب على التركيز والإنصات الجيد لمعلم الفصل، لذلك يجد معظم الطلاب صعوبة في فهم الدروس بشكل واضح، لذا يلجأ الكثير إلى الدروس الخصوصية في المنزل، في أجواء مناسبة أكثر للفهم والتركيز.

وأوضح أن المدرسة بالطبع لها دور هام في تعليم الطالب ولكنها ليست كافية، حيث إنه يحتاج في بعض المواد إعادة شرح لبعض الجزئيات الصعبة، ولكن المعلم يقوم بتنفيذ جدول زمني محدد وخطة فصلية تمنعه من إمكانية إعادة شرح ما سبق من الدروس. وأضاف أن فصول التقوية ليست البديل الأمثل للدروس الخصوصية، لأن الطالب لا يمكنه اختيار المعلم في فصل التقوية، وربما لا يستوعب الطالب من هذا المعلم، إلا أن للطلاب حرية اختيار المدرس الخصوصي الذي يكون قادراً على توصيل المعلومة بشكل أفضل من معلم الفصل، فضلاً عن تقارب الأسعار بين الدرس الخصوصي والدرس الإثرائي للمادة.

محمد الدرويش: مطلوب إعادة النظر في توقيت الدروس الإثرائية

وقال محمد الدرويش إن الدروس الإثرائية في المدارس الحكومية كانت بديلاً مثالياً للدروس الخصوصية، نظراً لأنها كانت في السابق رسومها رمزية، ولكن مع الوقت أصبحت أسعارها مرتفعة بعض الشيء، فإذا أراد الطالب الالتحاق بأحد الدروس الإثرائية الخاصة عليه أن يدفع ما يصل إلى 2000 ريال، وهو مبلغ كبير وقد لا يناسب جميع أولياء الأمور، خاصة من لديه أكثر من 3 أبناء في المدارس، فعليه أن يدفع 6000 ريال شهرياً.

وأضاف الدرويش أن الدروس الإثرائية العامة التي تصل أعداد الطلاب بها إلى 15 طالباً تكون بالفعل بأسعار رمزية، ولكن كيف للطالب أن يستفيد منها وهو معه هذا العدد الكبير من الطلاب، فإذا قام كل طالب بالاستفسار عن جزئية صغيرة من المادة سوف يتشتت ذهن جميع الطلاب، لذا فالأفضل أن يكون الدرس مكوناً من 3 طلاب على أقصى تقدير. مشيراً إلى أن توقيت الدروس الإثرائية أيضاً غير مناسب لمعظم الطلاب الذين يجدون أنفسهم مطالبين بالمكوث عقب انتهاء الدوام المدرسي ساعة أو ساعتين إضافيتين لحضور فصل التقوية، وهو بالاساس يحتاج إلى راحة ليكون قادراً على المواصلة، والانتباه لدروسه.

فهد النعيمي: أسعار الدروس الإثرائية تساعد على انتشار الدروس الخصوصية               

وقال الدكتور فهد النعيمي إن رسوم الحصص الإثرائية الخاصة تساعد على انتشار ظاهرة الدروس الخصوصية، لأن الدرس الخصوصي يتميز عن فصول التقوية الخاصة بالمدارس بمرونة التوقيت وفقاً لظروف الطالب وحالته العقلية والجسدية التي تسمح له بالاستذكار وتقبله لشرح المواد الدراسية وتركيزه مع المعلم، فضلاً عن أن الدرس الخصوصي يكون غالباً في المنزل وليس في المدرسة، وهذا بالتأكيد يؤثر إيجاباً على الحالة النفسية للطالب.

وأضاف النعيمي أن وزارة التعليم تبذل مجهودات كبيرة في توفير بدائل أكثر أماناً للطلاب من أجل رفع مستواهم الأكاديمي، سواء عبر الدروس الإثرائية، أو الدروس المصورة، ولكن هناك حلقة مفقودة، تتسبب في تفاقم مشكلة الدروس الخصوصية بدلاً من حلها، ووزارة التعليم دون قصد تساهم في انتشار الظاهرة من خلال رفع أسعار الدروس الإثرائية، مما يجعل ولي الأمر يفضل الدروس الخصوصية لامتيازاتها العديدة ولأن فرق السعر ليس كبيراً، لذلك يجب على التعليم إعادة النظر مرة أخرى في الأسعار المعلنة للدروس الإثرائية، من أجل مصلحة الطالب في المقام الأول ولتخفيف الأعباء المادية عن أولياء الأمور.

نقلاً عن صحيفة الشرق

السابق
أجيال ينجح بربط الشباب بالسينما
التالي
ميناء حمد يلعب دوراً رئيسياً بوصول منتجات قطر إلى العالم