واشنطن بوست لابن سلمان: سؤال أخير لو سمحت..

وكالات – بزنس كلاس:

“أشكركم صاحب السمو (ولي العهد السعودي محمد بن سلمان) على هذه المقابلة” ولكن هناك سؤال يجب عليك الإجابة عنه.. هكذا يقول ” فريد هيات” محرر افتتاحيات صحيفة واشنطن بوست اليوم في ظل التطورات الأخيرة التي تشهدها قضية مقتل جمال خاشقجي في القنصلية السعودية في إسطنبول 2 أكتوبر الماضي.

وترى واشنطن بوست أن هناك سؤال ينبغي أن يطرح على ولي العهد السعودي كلما سنحت الفرصة لمقابلته، وسؤال آخر لابد من توجيهه للرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

ويقول فريد هيات في بداية المقال، بحسب الجزيرة نت، إن على كل من يقابل ولي العهد السعودي أن يقول “أشكركم صاحب السمو على هذه المقابلة.. لكن لماذا يُجلب منشار عظام لعملية خطف؟”.

وأضاف أنه ينبغي كذلك استجواب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وكذلك أعضاء فريقه الذين “يتوقون حتى الآن إلى أن يظلوا مجرد إكسسوارات بعد مقتل جمال خاشقجي”.

وبالإضافة إلى السؤال الذي يجب توجيهه لولي العهد السعودي، تؤكد واشنطن بوست أن هناك سؤال آخر يجب على الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الإجابة عنه وهو “لماذا تصر على المساعدة في هذه الجريمة؟” ما دام السعوديون، بمن فيهم المدعي العام قد تراجعوا عن فريتهم المتناقضة منذ أسابيع.

وتساءل الكاتب عما إذا كانت أمريكا كبلد مرتاحة لحليف يستدرج صحفياً يعيش في شمال فرجينيا إلى ما ينبغي أن يكون ملاذاً آمناً لغرض الاغتيال والتقطيع، ومن ثم يكذب بكل وقاحة وسخافة حول هذا الأمر.

ورد فريد هيات على تساؤله قائلاً “بالنسبة إلى ترامب، يبدو أن الإجابة هي نعم، نحن مرتاحون لما جرى، وبالنسبة لوزير الخارجية مايك بومبيو، الأمر عادي، أما مستشار الأمن القومي جون بولتون فلا يبدو معنياً بالموضوع”.

وطرح الكاتب السؤال نفسه على زعيم الأغلبية بمجلس الشيوخ ميتش ماكونيل ورئيس مجلس النواب بول ريان قائلاً هل أنتما مرتاحان لما حصل؟ هل توافقان الكونغرس على هذا التستر؟ قائلا إن لدى الكونغرس بدائل أخرى.

واستطرد الكاتب في سرد قصة خاشقجي الذي كان يفترض أن يصبح عمره 60 عاماً في 13 من أكتوبر الماضي، وكيف أنه دخل قنصلية بلاده بإسطنبول في الثاني من الشهر المذكور للحصول على وثائق مدنية وترك خطيبته خارج القنصلية ولم يُر بعد ذلك.

وأضاف قائلاً إن “نظام ولي العهد محمد بن سلمان قال لصحيفة واشنطن بوست وللكونغرس وللعالم كله إن خاشقجي غادر القنصلية بعد فترة قصيرة من دخوله”.

وعند سؤال السعوديين عن شريط الفيديو الذي يظهر مغادرته، تذرعوا بأن الكاميرات لا تعمل، وعندما طلبت منهم الأوراق التي جاء لتوقيعها لم يكلفوا أنفسهم عناء الرد، على حد تعبيره.

ولم يكن ليعلم عنه شيء لو أن الأتراك لم ينشروا صور الفريق الذي اغتاله ويثبتوا أن لديهم شريطا لتفاصيل قتله، بل إنهم كانوا كشفوا منذ البداية أن من بين الفريق خبيرا في الطب الشرعي وأنه كان يستمع للموسيقى وقت تقطيعه لجثة خاشقجي.

وتحدث الكاتب عن الروايات السعودية المختلفة التي تتالت طارحاً من جديد السؤال لماذا أرسل فريق من 15 شخصاً لتقديم دعوة للعودة وحتى لو كان يريد إعادته بالقوة، فلماذا جلب معه منشار عظام؟ ومضيفاً سؤالاً آخر أين جثة خاشقجي؟

وخرج الكاتب باستنتاج مفاده أنه لا يعتقد أن لدى أي عضو في حكومة الولايات المتحدة أدنى شك في أن مهندس هذه الجريمة كان ولي العهد، مثلما خلصت لذلك وكالة المخابرات المركزية، وأن أقرب المقربين منه هم من نفذوا العملية ولم يكونوا ليجرؤوا على التصرف دون علمه، حسب الكاتب.

وأضاف أن محمد بن سلمان يراهن على أن بإمكانه جعل ترامب وبومبيو وبولتون يبتلعون قصته الخيالية المخزية ويبدو حتى الآن أن رهانه لا يزال في محله.

لكن هذا لا يعني، حسب هيات، أن على الباقين منا مسايرة ذلك، واختتم مقاله بالسؤال الذي ابتدأه به، لماذا منشار للخطف يا صاحب السمو؟

وتشهد قضية خاشقجي تطورات متسارعة خلال اليومين الماضيين بدأت بما خلصت إليه المخابرات الأمريكية “سي آي إيه”، بحسب وسائل إعلام أمريكية ووكالات أنباء عالمية، من أن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان هو من أمر بقتل جمال خاشقجي في اسطنبول.

وقالت صحيفة واشنطن بوست، الجمعة، إن وكالة المخابرات المركزية الأمريكية خلصت إلى أن الأمير محمد أمر باغتيال خاشقجي، مشيرة نقلاً عن أشخاص مطلعين على هذا الأمر إن وكالة المخابرات المركزية الأمريكية توصلت إلى استنتاجها بعد تقييم عدة مصادر للمخابرات من بينها اتصال هاتفي أجراه الأمير خالد بن سلمان شقيق ولي العهد وسفير السعودية لدى الولايات المتحدة الأمريكية مع خاشقجي.

وأضافت أن الأمير خالد أبلغ خاشقجي ضرورة ذهابه إلى القنصلية السعودية باسطنبول للحصول على الوثائق التي يحتاجها من أجل زواجه من امرأة تركية وقدم له تأكيدات بأنه لن يمسه أذى.

وقالت الصحيفة نقلاً عن أشخاص على دراية بهذه المكالمة إنه لم يتضح ما إذا كان الأمير خالد كان يعرف أن خاشقجي سيُقتل ولكنه أجرى هذا الاتصال بناء على توجيهات شقيقه، لافتة أيضاً إلى أن وكالة المخابرات المركزية الأمريكية فحصت أيضاً مكالمة من داخل القنصلية السعودية في اسطنبول بعد قتل خاشقجي.

ونقلت “واشنطن بوست” عن أشخاص استمعوا لهذه المكالمة قولهم إن ماهر مطرب، وهو مسؤول أمني كثيراً ما شوهد بجوار الأمير محمد، أجرى هذا الاتصال بسعود القحطاني، وهو من كبار مساعدي الأمير محمد، ليبلغه بأن العملية تمت.

وكانت النيابة السعودية أعلنت الخميس “توجيه التهم إلى 11 شخصاً من الموقوفين في قضية مقتل جمال خاشقجي وعددهم 21″، وطالبت بقتل “من أمر وباشر الجريمة منهم وعددهم خمسة أشخاص، وإيقاع العقوبات الشرعية على البقية”، مطالبة بإعدام 5 متهمين في جريمة قتل خاشقجي، معلنة أن الآمر باستعادته إلى الرياض هو نائب رئيس الاستخبارات السابق أحمد عسيري، وأن الآمر بقتله هو “قائد المهمة” الذي لم تسمه، معترفة بأن جثة جمال خاشقجي تم تقطيعها بعد قتله في قنصلية بلاده بإسطنبول.

وأشار المتحدث باسم النيابة السعودية خلال المؤتمر الصحفي إلى أن “واقعة قتل خاشقجي بدأت يوم 29 سبتمبر الماضي وأنه تم تشكيل فريق لاستعادة خاشقجي بأمر من نائب رئيس الاستخبارات السابق أحمد عسيري.

وقال إن المستشار السابق في الديوان الملكي السعودي سعود القحطاني كان دوره بالتنسيق مع نائب رئيس الاستخبارات العامة وهو طلب الالتقاء بمجموعة التفاوض لتقديم معلومات مفيدة لهم نظراً لخلفيته الإعلامية، موضحة أن “المستشار السابق تم منعه من السفر وهو قيد التحقيق”. وزعم أن “قائد مهمة استعادة خاشقجي قرر قتله في حال فشل في إقناعه”.

وكان الهدف الرئيسي من بيان النيابة السعودية هو تبرئة ولي العهد محمد بن سلمان وذلك من خلال ما جاء على لسان المتحدث باسمها قائلاً إن ما أسماه نتائج التحقيقات خلصت إلى أنه “صدر أمر باستعادة خاشقجي بالإقناع وإن لم يقتنع يعاد بالقوة وأن الآمر بذلك هو نائب رئيس الاستخبارات العامة السابق أحمد عسيري الذي أصدر أمره إلى قائد المهمة (لم يذكره)”.

وقالت النيابة السعودية إن “قائد المهمة قام بتشكيل فريق من 15 شخصاً لاحتواء واستعادة خاشقجي يتشكل من ثلاث مجموعات (تفاوضي – استخباري – لوجستي) واقترح قائد المهمة على عسيري أن يتم تكليف زميل سابق له مكلف بالعمل مع مستشار سابق (لم يذكر اسمه) ليقوم بترؤس مجموعة التفاوض لوجود سابق معرفة له معه”.

السابق
سمو الأمير من روما: علاقات قطر مع إيطاليا استراتيجية
التالي
الرياض تستهدف تركيا بآخر ما لدها من أسلحة: لا تذهبوا للسياحة في إسطنبول!!