واشنطن بوست: الحصار وقصة الصراع على القاهرة

واشنطن – وكالات – بزنس كلاس:

نشرت “واشنطن بوست” في موقعها الإلكتروني في مقال تحت عنوان” كيف برزت مصر في مركز صراع دول مجلس التعاون الخليجي مع قطر؟”، أن مصر كانت محور الصراع الدائر في الأزمة الخليجية، حيث تحولت إلى ساحة رئيسية للصراع بين دول الخليج.

ومنذ اندلاع ثورات الربيع العربي في عام 2011، كانت مصر نقطة محورية مارست فيها بلدان الخليج محاولاتها للتدخل السياسي والاقتصادي. ففي الوقت الذي كانت تدعم فيه قطر جماعة الإخوان، دعمت كل من السعودية والإمارات نظام الرئيس عبدالفتاح السيسي.

وأشارت الصحيفة إلى أنه في سبيل دعم الاستقرار السياسي في مصر بعد 30 يونيو، لجأت السعودية والإمارات إلى تقديم كافة أشكال الدعم المالي لمصر. مضيفة أنه على مدار السنوات الأربع الماضية شهدت المساعدات الخليجية لمصر العديد من التقلبات، حيث كان 2016 عامًا صعبًا على الاقتصاد المصري، مما دفع مصر للجوء لصندوق النقد والبنك الدوليين لمساعدتها في أزمتها المالية، ودعم استقرار الجنيه المصري.

لتعود المساعدات الخليجية لمصر مرة أخرى، حيث تعتبر الصحيفة أنه في الوقت الحالي، يبقى الاستثمار في الاستقرار السياسي والنمو الاقتصادي في مصر أولوية للسياسة الخارجية للإمارات والسعودية.

لكن الكاتب يرى أن الغاز الطبيعي القطري يعقد موقف مصر التي لا تزال تعتمد على قطر لإمداداتها من الغاز الطبيعي المسال، وقد تناقصت قدرة مصر على تلبية احتياجاتها من الطاقة بسبب العوائق المالية.

وفي الوقت الذي تتمتع فيه مصر بموقف جغرافي وسياسي مهم، تؤكد الصحيفة أن مصالح مصر الاقتصادية مقسمة بصورة غير مستقرة بين أطراف نزاع مجلس التعاون الخليجي.

وتعد كل من الإمارات والأردن ومصر كبرى الدول المستوردة للغاز القطري في منطقة الشرق الأوسط، ويبقى التساؤل عن مدى قدرة تلك العلاقات الاقتصادية بين قطر ومصر والإمارات على الاستمرار في ظل تلك الأزمة السياسية بينهم.

وإذا كانت أزمة دول مجلس التعاون ستتفاقم مع زيادة العقوبات التجارية على قطر وشركائها التجاريين، فإن العواقب الاقتصادية ستكون عالمية، كما يقول كاتب المقال.

من جانب آخر يقول الموقع الأمريكي إن سيطرة مصر على قناة السويس تضعها في موقع قوي لتحديد تدفق الغاز القطري إلى أوروبا، ولكنها أيضا تضر بسمعة مصر إذا ما حاولت تعطيل تدفق التجارة عبر بوابتها الدولية.

وزاد الموقع أن مصر وجدت نفسها في الوقت الراهن في وضع وسط، حيث إنها تمنع السفن القطرية من التوقف على طول الطريق في موانئها ومناطقها الاقتصادية، لكنها تسمح بمرورها عبر القناة، مؤكدة أنه في حال تصاعدت الأزمة الخليجية، ستصبح العواقب الاقتصادية على مستوى العالم.

وتابعت الصحيفة أن حالة مصر تعد بمثابة اختبار لبعض إجراءات التقشف التي تحتاج دول مجلس التعاون إلى تنفيذها في الداخل، وهي تراقب كيف سيؤثر تخفيض دعم الخبز والوقود على المجتمع المصري. وأكدت في النهاية أن الخلاف بين قطر ودول الحصار لها، هو بشكل أو بآخر خلاف حول استخدام الاقتصاد لتحقيق مكاسب سياسية.

السابق
بوفون.. أفضل حاس في أوروبا 2016 / 2017
التالي
التفاصيل الكاملة لقانون المستخدمين في المنازل