وكالات – بزنس كلاس:
نشرت صحيفة “واشنطن إكزامينير” مقالاً للكاتبة إيرين دان حمل عنوان «لماذا يتساهل الإسرائيليون مع قتلة خاشقجي؟»، جاء فيه انه منذ اختفاء الصحفي السعودي المعارض جمال خاشقجي ومن ثم اغتياله في قنصلية بلاده بإسطنبول، تفجرت عاصفة من الغضب الدولي وبات العالم في حالة عارمة من الغضب.. فان تقتل معارضاً بارزاً في عملية عنيفة ودموية ومخطط لها مسبقاً وتخالف كل الأعراف والقوانين الدولية وتتخفى وراء الحصانة الدبلوماسية داخل دولة أجنبية أخرى فهذا لا يمكن اعتباره مجرد فعل آثم وكريه وحسب، ولكن السعودية بجريمتها تلك بدت وكأنها تستخف وببذاءة متبجحة بكافة حلفائها والذين كانوا على استعداد لدعم المملكة والمشاركة الإيجابية معها، وما كان لأكاذيب النظام السعودي المتلاحقة سوى أن تزيد من تلك الجريمة فداحة وسوءاً.
◄ دفاع إسرائيلي عن بن سلمان
وتابع المقال: إنه في الوقت الذي تشير فيه كافة الأدلة إلى أن الأوامر وراء ارتكاب عملية اغتيال خاشقجي جاءت من أعلى السلطات المسؤولة في رأس النظام السعودي، هب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للدفاع عن بن سلمان قائلاً في وقت سابق من الشهر الحالي، إن استقرار النظام السعودي هو أمر ضروري وأساسي لاستقرار المنطقة والعالم، كما قام السفير الإسرائيلي بواشنطن رون دريمير باتخاذ موقف مشابه قائلاً إننا في الوقت الذي نطالب فيه بالإجابات حول تلك القضية، ولكننا لا يجب أن ندع عملية الاغتيال تلك لتؤثر على علاقتنا الإستراتيجية القوية بالمملكة السعودية.
◄ السعودية «مفيدة» لإسرائيل
ويتابع المقال أن الموقف الإسرائيلي يبدو واضحاً وهو أنه طالما كانت السعودية دولة “مفيدة” للمصالح الإسرائيلية، فلا داعٍ لانتقادهم بصورة لاذعة، وفيما يبدو أيضاً أن كل ما ترغبه إسرائيل من السعودية هو توطيد سلطتها ومكانتها بالمنطقة، وإن الدفاع الإسرائيلي عن بن سلمان، جاء لرغبة نتنياهو في ضمان مواصلة السعودية لضغطها على الشعب الفلسطيني للموافقة على صفقة مزعومة للسلام مع إسرائيل يدعمها ويروج لها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، كما تسعى إسرائيل أيضاً وبمبدأ “عدو عدوي صديقي” أن تقيم شراكة وتحالفا مع السعودية في تكوين جبهة ضد إيران والتي تعد عدواً إقليمياً لكل من الرياض وتل أبيب.
◄ نتنياهو يراهن على بن سلمان
ويوضح المقال أنه بالنسبة لنتياهو في تحقيق خططه وأهدافه بالمنطقة وبخاصة فيما يتعلق بصفقة القرن، فإنه يراهن على بقاء واستمرار بن سلمان على رأس النظام السعودي، وذلك رغم عاصفة الغضب الدولية التي تفجرت عقب اغتيال خاشقجي في عملية دموية ووحشية مروعة، وأن أحد الأمثلة الأخيرة لتلك العلاقة القوية -غير المعلنة- بين الرياض وتل أبيب، هو القرار الأخير الذي اتخذته السعودية بمنع الفلسطينيين الذين يحملون بطاقات ووثائق لجوء أو وثائق إقامة مؤقتة من الحصول على تأشيرات الحج والعمرة، وذلك حسبما أكد مصدر أردني مضطلع في تصريحات نقلتها صحيفة “ميدل إيست آي” البريطانية، وتعد تلك الخطوة أحد أوجه الاتفاق السعودي الإسرائيلي لطمس الهوية الفلسطينية بصورة تامة وإنهاء حق العودة بالنسبة للاجئين الفلسطينيين.
◄ منع حق العودة
ويوضح المقال أن تلك الخطة الهدف منها أن يتم إجبار الأردن ومن المرجح لبنان أيضاً بمنح الجنسية الأردنية أو اللبنانية للاجئين الفلسطينيين، وهذا إن تحقق فسيكون بمثابة هدية لإسرائيل تساعدها على وضع حد للمطالب الملحة للاجئين الفلسطينيين بحق العودة للأراضي التي تعد الآن جزءاً من الدولة اليهودية، ولتحقيق ذلك فإن الطريق أمام إسرائيل يبدو واضحاً ومحدداً من خلال التغاضي عن جريمة اغتيال خاشقجي، ومحاولة إثناء الرئيس ترامب عن أي قرار ضد المملكة وتبني الإدارة الأمريكية للموقف الإسرائيلي ذاته.