هندرسون اختنق فغاب ليفربول .. وكلوب بقي ينظر على عمل كومان!

 

انتصار قاتل وشاق حققه ليفربول على حساب مضيفه وجاره إيفرتون بهدف نظيف في ديربي الميرسيسايد، انتصار أتى بعد عمل طويل لمدة 94 دقيقة في مباراة مرهقة على الصعيد البدني والتي حاول خلالها كلا المدربين تعطيل مفاتيح لعب المدرب الآخر هجومياً خصوصاً من جانب رونالد كومان مدرب إيفرتون.

1- إيفرتون طبق أسلوبين لتعطيل مفاتيح لعب ليفربول وكلاهما اعتمد على الضغط على حامل الكرة. الأول هو الضغط على ليفربول في مناطقه وبالتحديد على جوردان هيندرسون.
من دقق في عملية بناء ليفربول للهجمات بكل تأكيد لاحظ أن روس باركلي مارس ضغط غير طبيعي على هندرسون كلما استلم الأخير الكرة، بل أنه في إحدى لقطات الشوط الأول جرى هندرسون بعرض الملعب بشكل كامل من الطرف الأيسر لملعب ليفربول إلى الأيمن وفي ذات الوقت كان باركلي يلحقه بجنون ودون توقف، ثم كاد أن يتسبب بإصابته في الشوط الثاني.

الهدف هنا بسيط، منع العقل المدبر لهجمات ليفربول من نقل الكرة من الدفاع إلى خط الوسط الهجومي أو المهاجمين، وبالتالي جعل الكرة تبقى في ملعب الريدز، مما يحمي مرمى إيفرتون من الهجمات. بذلك اختنق ليفربول مما جعل الكرة تدخل لمنطقة جزاء إيفرتون لأول مرة بعد 27 دقيقة!

الحل الثاني من إيفرتون تمثل بالتراجع بجميع اللاعبين إلى مناطقه والدفاع أمام منطقة الجزاء بخطة 5-4-1 ، حيث كان يتواجد أبعد لاعب في وسط ملعب الفريق الأزرق وأقرب لاعب على خط منطقة الجزاء، وفوق هذا كله كان يمارس ضغط كبير على حامل الكرة من الريدز إن اقترب من هذه المنطقة. بالتالي غاب ليفربول هجومياً تماماً.
2- كان المطلوب من كلوب فعله أن يعيد ماني وفيرمينيو أكثر لمناطق فريقه حتى يستلموا الكرة من هندرسون، مع استبدال لالانا بوقت مبكر كون اللاعب لم يساعد جوردان على الإطلاق، وهنا يتضح أكثر تأثير غياب كوتينيو القادر على التحرك بين الخطوط والتعامل مع الكرة تحت الضغط ومساعدة هندرسون على نقلها للثلث الأخير من ملعب الخصم.

كما كان على كلوب أن يجرب حل التمريرة الطويلة الساقطة في ظهر المدافعين، أخطر فرص الريدز أتت عبر تمريرة طويلة مع بداية الشوط الثاني، حينها اعتقدت أن المدرب يحاول التعامل مع الضغط العالي لإيفرتون عبر إرسال الكرة بتمريرة طويلة إلى الثلث الأخير من ملعبه، قبل أن نكتشف جميعاً أن المحاولة كانت خروج عن النص من اللاعبين وليست تعليمات مدرب.

3- إن كان إيفرتون يفكر دفاعياً فإن ليفربول هو الآخر فكر بتحسين مستوى الدفاع، أو بالأحرى السيطرة على مفاتيح لعب إيفرتون، ذلك اتضح بقيام هندرسون بتأدية دور باركلي مع لوكاكو! أي أن قائد الريدز كان دائماً يضغط على لوكاكو بدون توقف كون إيفرتون يلعب على التمريرة الطويلة إلى المهاجم البلجيكي. ذلك جعل خط دفاع ليفربول يؤدي دور الفلتر النهائي للهجمات التي لم تصله أساساً.

4- العمل البدني من إيفرتون بالضغط على لاعبي ليفربول كان مبهر حيث لم يتوقف طوال 98 دقيقة. كومان مدرب هولندي وعمل مع كرويف في برشلونة، وهو يعلم أنك إذا أردت حرمان فريق يلعب كرة قدم جماعية وممتع من الانتصار فأفضل شيء تفعله أن تضع جميع لاعبيه تحت الضغط البدني والنفسي، بل وترتكب الخشونة ضدهم بين الحين والآخر، وهذا ما كان يحصل بالفعل على أرض الملعب.

5- كل فريق فكر في كيفية تعطيل مفاتيح لعب الخصم بشكل أكبر من التفكير في كيفية تسجيل الأهداف، فكان تقديم أداء تكتيكي وبدني بدون متعة او إقناع هجومياً من قبلهما أمر عادي وطبيعي.

السابق
كأس العالم للأندية تقود كاشيما أنتلرز إلى العالمية
التالي
يورجن كلوب يسجل رقماً تاريخياً في ديربي الميرسيسايد