الدوحة – وكالات:
أكد أكاديميون أن قرار وزارة التنمية الإدارية والعمل والشؤون الاجتماعية استثناء طلبة الطب والمدرجين في البعثة الأميرية من شرط اجتياز الخدمة الوطنية للحصول على الابتعاث للدراسة في الخارج سيحقق الاكتفاء في أحد التخصصات المطلوبة لدولة قطر، كما أكدوا أهمية شمول الاستثناء للطلبة المتفوقين علمياً في المرحلة الثانوية بغاية استيفاء احتياجات الدولة من تخصصات أخرى تضاف إلى تخصص الطب.
بداية قال التربوي سلطان الكواري في حواره مع صحيفة الشرق القطرية إن التعديلات على اشتراط انجاز الخدمة الوطنية للطلبة المبتعثين للدراسة في الخارج مُرضٍ إلا أن هناك بعض التعديلات الواجب إدخالها إلى هذا الشرط لأن هناك الكثير من أولياء الأمور يرغبون في استثناء أبنائهم المتفوقين ممن فاقت معدلاتهم 90% بالمرحلة الثانوية من شرط انجاز الخدمة الوطنية أسوةً بزملائهم المقبولين في كليات الطب المختلفة بالخارج.
وأوضح الكواري أن استثناء الطلبة المقبولين في جامعات بالخارج لدراسة تخصصات مطلوبة للمؤسسات القطرية سيؤدي إلى تلبية احتياجات تلك المؤسسات بسرعة أكبر، كما أن تشكيل قائمة بالتخصصات النادرة المطلوبة يجب أن يترافق مع استثناء المقبولين لدراستها من شرط اجتياز الخدمة الوطنية وأبرزها التخصصات العلمية.
وأضاف أن اشتراط اجتياز الخدمة الوطنية بالنسبة لبقية الطلبة قبل ابتعاثهم للدراسة في الخارج لا يشكل أي عائق أمام تحصيلهم العلمي، حيث إن أهم متطلبات التحصيل العلمي هو القدرة على الاعتماد على النفس في البحث والتحصيل الأكاديمي ودراسة المقررات ،وأن الخدمة الوطنية كفيلة بتنمية روح المسؤولية وقدرة الاعتماد على النفس لدى الطلبة.
* أهمية الاستثناء
من ناحيته أكد الأكاديمي يوسف الهيدوس أهمية استثناء المتميزين من خريجي المرحلة الثانوية من شرط اجتياز الخدمة الوطنية كأحد شروط الابتعاث للدراسة في الخارج وأن يعودوا لأدائها عند انتهاء دراستهم الجامعية.
وأوضح الهيدوس أن من شأن هذا الاستثناء إيفاء الاحتياجات من التخصصات النادرة المختلفة التي تطلبها المؤسسات القطرية المختلفة والتي لا يتمكن من الدراسة فيها إلا الطلبة المتميزون، وأن مواصلة الطالب المتميز بالدراسة الجامعية بعد الثانوية دون الانقطاع لمدة عام سيجنبه فتور الهمة وسيشكل لديه حافزا أكبر في مواصلة التحصيل العلمي.
واعتبر الهيدوس أن الطلبة المتفوقين من الحاصلين على معدل 95% فما فوق يجب أن تتاح لهم مطلق الحرية في اجتياز الخدمة الوطنية مباشرةً بعد المرحلة الثانوية أو تأجيل اجتيازها لما بعد المرحلة الجامعية، وأردف أن على القائمين على عملية ابتعاث الطلبة دراسة الاحتياجات المطلوبة من التخصصات بالنسبة للمؤسسات المختلفة وأن تتيح للطلبة الفرصة في مواصلة التعليم الجامعي مباشرة بعد الجامعي حتى تتاح لتلك المؤسسات سد احتياجاتها من التخصصات العلمية المطلوبة.
ووصف الهيدوس الخدمة الوطنية بالخدمة الجليلة التي تقع على عاتق كل مواطن وتشكل مساهمة عطاء من قبل الشباب القطري تجاه الوطن، وأنها تتميز بأنها أصبحت عملية مدروسة يشرف عليها أصحاب خبرة تعليمية وأكاديمية إضافة إلى الخبرات العسكرية المختلفة وأنها تعلم الشباب القطري انجاز مهامه المطلوبة منه والاعتماد على النفس بالنسبة للجيل الحالي من الطلبة عبر استكمال دورة عسكرية كاملة لمدة عام واحد لبرامج متكاملة وضعت من قبل مسؤولين متخصصين في مجال الخدمة الوطنية العسكرية.
وأشار الهيدوس إلى الاستعداد الذي يبديه طلاب المدرسة الثانوية العسكرية في خوض تجربة الخدمة الوطنية قبل الانتقال للمرحلة الجامعية وأن الطلاب في المدارس الثانوية الأخرى سيستفيدون من التجربة في الخدمة الوطنية، إضافة إلى الفرصة التي يقدمها الالتحاق بتخصصات الكلية العسكرية المختلفة من تسهيلات في التحصيل العلمي والالتحاق بالجامعات وفق شروط التحاق واضحة.
* استثناء الطب
من جهته أعرب الأكاديمي حسن الأحبابي أن الخدمة الوطنية لا تشكل عائقاً أمام الطلبة القطريين وأن الطلبة المتفوقين أسوةً ببقية الطلبة الناجحين لديهم فرصة أكاديمية كاملة في الابتعاث، وأشار إلى أن الدراسة في الخارج تتطلب شروطاً دراسية بينما الخدمة الوطنية هي أحد الواجبات التي يؤديها كل مواطن.
وأضاف الأحبابي أن شرط إتمام الخدمة الوطنية للابتعاث هو شرط شمل كل مواطن بين سن 18 وسن 35 أنهى التعليم الثانوي، وأن الرغبة التي لدى الكثير من أولياء الأمور بتجاوز تلك المرحلة نحو التعليم الجامعي يجب ألا تشعرهم بالقلق على مستقبل أبنائهم لأنهم سيلتحقون بجامعاتهم وفق معدلات نجاحهم أسوةً بغيرهم من الطلاب وأن هذا الشرط طُبق منذ سنوات دون أي آثار سلبية تذكر.
وأشار الأحبابي إلى أن استثناء الطلبة المبتعثين المقبولين في كليات الطب من شرط اجتياز الخدمة الوطنية يعود إلى قلة أعداد الأطباء القطريين المتخصصين في شتى المجالات، وأن هذا لا يعني بحال بأنهم لن يعودوا لتأدية الخدمة الوطنية أسوةً ببقية الطلبة، وأكد أن للخدمة الوطنية جانب هام تربوي يتعلق بتعزيز مفاهيم النظام والانضباط لدى الطلبة بين المرحلتين الثانوية والجامعية وأن الطالب المبتعث سيحصل على تجربة مهمة في الاعتماد على النفس لتلبية متطلبات الدراسة الجامعية عبر المثابرة والانضباط التي اعتادها في خدمته الوطنية.
يجدر بالذكر أن وزارة التنمية الإدارية والعمل والشؤون الاجتماعية أعلنت منتصف شهر يوليو الماضي اشتراط أداء الخدمة للطلبة المتقدمين للابتعاث، وأن تأجيل الخدمة أو الإعفاء منها يتم بشهادة صادرة من أكاديمية الخدمة الوطنية التي ستتحقق من حالات الإعفاء أو التأجيل، وأكدت أنها ووزارة التعليم والتعليم العالي لا تبتعث أي طالب إلا بعد شهادة صادرة من الأكاديمية تبين أنه دارس للطب أو من طلاب جامعات القائمة الأميرية.
نقلاً عن صحيفة الشرق القطرية