هكذا بررت الإمارات رضوخها للضغط البريطاني

وكالات – بزنس كلاس:

“هتنزل المرة دي” كلمة شهيرة للفنان الراحل عبدالفتاح القصرى، لا تزال تستخدم حتى الآن وتتردد بين الحين والآخر، يبدأ المشهد باستجماع الرجل شكيمته ورجولته وعنفوانه ويخاطب زوجته غضباً: “إنتى عارفة إن كلمتى مش ممكن تنزل الأرض أبداً”، لترد عليه زوجته بكلمة واحدة ترجف أركانه وتهز كيانه: “حنفى”، ليرضح زوجها كالحمل الوديع قائلاً: “خلاص.. هتنزل المرة دى”.

هذا المشهد الكوميدي ينطبق على مستشار بن زايد عبدالخالق عبدالله، بعد تصريحاته التي أطلقها يوم 23 نوفمبر الجاري نافخاً عضلاته ومتغنياً بقوة الإمارات العظمى بعد حكم السجن المؤبد على الباحث البريطاني، بينما خرج اليوم الإثنين، “مذلولاً” بتغريدة يهنأ فيها “الجاسوس” بالبراءة ويتراجع عن تصريحه السابق بعد إصدار عفو رئاسي بإطلاق سراحه.

وكان مستشار ولي عهد أبو ظبي وقال في تغريدة له قبل 3 أيام: “علاقة الإمارات بريطانيا تاريخية وعميقة والمصالح متبادلة لكن المعطيات تشير أن الإمارات اصبحت الآن طرفاً مهماً في العلاقة وأن بريطانيا بحاجة للإمارات بقدر حاجة الإمارات لبريطانيا”، وتابع متفاخرا: “ذهبت تلك الايام حينما كانت الإمارات دولة صغيرة وبريطانيا إمبراطورية لا تغيب عنها الشمس تأمر فتطاع”.

وقال عبدالخالق عبدالله في تغريدة اليوم: “الإمارات تصدر عفوا رئاسيا عن الطالب البريطاني ماثيو هيدجز الذي اعترف انه قام بنشاطات تجسسية لصالح الاستخبارات البريطانية وصدر عليه الحكم بالسجن المؤبد ثم التمس العفو من رئيس الدولة، وزير خارحية بريطانيا يشكر الامارات، مبروك ماثيو الذي يستطيع العودة لأهله فورا”.

وقوبل تناقض الأكاديمي الإماراتي وتطبيله المفضوح بسخرية واسعة من قبل نشطاء “تويتر” الذين سلقوه بألسنة حداد، حيث سخر أحد المغردين قائلاً: ” تم العفو عن البريطاني وأهل الامارات يقبعون في السجون ولا بواكي لهم، الأبواق امثالك سيموتون كما تموت البشر ولكن الفرق ان الناس تذكرهم بسوء ولا تترحم عليهم”.

وقال أخر: “المضحك انه عبدالخالق يقول الإعفاء بناء على طلب الخارجية البريطانية والطالب متهم بالتجسس لحساب بلده بريطانيا ؟ وتمت الموافقة على طلب بلد الجاسوس بالعفو عن الجاسوس”.

وتهكم أحد المغردين قائلاً: “مواطن يبارك لجاسوس! أما وسعك السكوت ؟”، وتابع.. “ابناء وطنك المعتقلين لديكم أولى بها من البريطاني لكن قل يا دكتور انها العصا لا الأخلاق”.

وكتب أحد المغردين: “عديها المرة دي ما تقف علي الواحدة، المشكله انهم يستعجلون في كتاب  التغريدات ما عندهم بصيرة وصبر”، وقال آخر: “مبروووك لأنه تجسس على الدولة وذهب بعفو.. شكرا إمارات العروبة ومركز الثقل العربي الجديد”.

وتسائل أحد المغردين: “اتذكر قبل ايام عندما انت نزلت الخبر مستبشرا بقوة الحق في دولة الامارات وكل الناس قالت لك الموضوع شهرا او سنة ويطلع لكن فعلا طلع الامر عدة ايام فقط. ما مصير من تسجنونهم منذ سنوات وليس لديهم الجنسية البريطانية وليس عليهم تهم يا دكتور”.

وخضعت الإمارات بشكلٍ رسميّ، وتراجعت عن الحكم بالسجن المؤبد (25 عامًا) على الباحث البريطاني ماثيو هيدجز، بعد أيامٍ قليلة من الحكم واتهامه بالتجسس، وأصدرت عفواً رئاسياً اليوم الاثنين عن الأكاديمي البريطاني، وقد قوبل هذا العفو بترحيب من بريطانيا.

وجاء العفو الرئاسي الإماراتي عن الباحث البريطاني بعد دقائق من بث تسجيل فيديو يعترف فيه بأنه عضو في المخابرات البريطانية، وكانت محكمة استئناف أبو ظبي الاتحادية حكمت الأربعاء الماضي على هيدجز بالسجن المؤبد، بعد إدانته “بتهمة التجسس لصالح دولة أجنبية، وهو ما من شأنه الإضرار بالأمن العسكري والاقتصادي والسياسي لدولة الإمارات العربية  المتحدة”.

وكان هيدجز في زيارة إلى الإمارات استمرت أسبوعين، لإجراء بحوث حول تأثير ثورات الربيع العربي في إطار دراسته للدكتوراه في جامعة درم البريطانية، وقد أوقف في مايو الماضي قبيل مغادرته من دبي عائدا إلى بلاده، وفي أكتوبر الماضي، أحالت النيابة العامة الإماراتية الأكاديمي البريطاني إلى محكمة أبو ظبي الاستئنافية، لمحاكمته على الاتهامات المنسوبة إليه بالسعي والتخابر لمصلحة دولة أجنبية.

وبعد صدور القرار القضائي بالسجن المؤبد على هيدجز، أعربت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي عن قلقها العميق، فيما عبر وزير الخارجية جيرمي هنت عن صدمة كبيرة وخيبة أمل.

السابق
هيومان راتيس ووتش: دعوى ضد ابن سلمان في الأرجنتين
التالي
الوطني للسياحة.. حملة ترويج عالمية بـ 8 لغات مختلفة