ميلان الممتع لا يستسلم .. ورومانيولي يستحق الطرد ألف مرة

 

قمة ممتعة تلك التي شاهدناها بين اي سي ميلان ومضيفه تورينو في الدوري الإيطالي، مباراة ملتهبة قدم خلالها الفريقين وجبة كروية دسمة تخللها تسجيل 4 أهداف (هدفين في كل شبكة) وإهدار شلال من الفرص، مباراة تعطي المزيد من الأمل لعشاق الكالتشيو بأن هذه البطولة ما زالت تملك المتعة بين ثناياها وربما تعود إلى سابق عهدها تدريجياً.

ميلان أهدر نقطتين في غاية الأهمية، لكن نتيجة التعادل في ظل ظروف المباراة لا تعد سيئة له، والتي وضحت لنا بعض النقاط الهامة على أداء الروسونيري:

1- الفريق مشتت دفاعياً على عكس بداية الموسم. من شاهد الروسونيري كيف دافع كفريق وبتركيز عالي ضد يوفنتوس بدون أخطاء، وكيف دافع اليوم ضد تورينو يلاحظ أن هناك فرق واضح، حيث أصبح فريق مونتيلا عشوائي نوعاً ما.

أهداف تورينو التي سكنت شباك ميلان توضح هذه الفكرة، مدافعو الروسونيري تواجدوا بكثافة في الخلف لكنهم لم يستطيعوا إيقاف لاعبين أو ثلاثة من التسديد والتسجيل، لاعب تورينو كان دائماً يملك الحرية في المراوغة أو التسديد في أكثر من لقطة بدون مشاكل مما يوضح ضعف كبير في مواجهات رجل لرجل.

المشكلة ليس هنا فقط، فالاندفاع على حامل الكرة يظهر عشوائية أكبر في عمل ميلان الدفاعي، ففي الهدفين شاهدنا اندفاع 3-4 لاعبين من لاعبي الميلان على حامل الكرة من تورينو والغريب أنه لم يلتحم معه أحد! بل يتركوه يمر بسلام أو يسدد بأريحية.

نقطة أخيرة بخصوص خط الدفاع، مهاجمو تورينو في الغالب كانوا يسبقون مدافعي الميلان نحو الكرة العرضية الأرضية، وهذا يدل على ضعف في تركيز اللاعب وضعف في احساسه بمكمن الخطورة.
2- على الصعيد الفردي لا شك بأن رومانيولي أفضل مدافعي ميلان وأكثرهم شهرة واستقرار في المستوى الفني، لكن ما قدمه اللاعب اليوم لا يمكن القبول به مهما كانت الظروف حتى لو كانت إحصاءاته العامة جيدة.

لا يعقل أن يكون اللاعب سيء لهذه الدرجة في مواجهات رجل لرجل، التمركز في مناطق فريقه، التقدم لقطع التمريرات العرضية والعامودية قبل أن تصل المهاجم. رومانيلي استحق الطرد ألف مرة اليوم ليس بسبب الخشونة إنما بسبب أدائه السيء، ويجب على مونتيلا أن يفكر في حلول دفاعية أخرى إن استمر اللاعب على هذا المنوال.

3- الحديث عن سلبيات ميلان يجب أن لا تنسينا الإيجابيات، فهناك تطور واضح جداً في تبادل الكرة على مشارف منطقة الجزاء في مثلثات جعلت تمركز تورينو بثمانية لاعبين خلف الكرة غير فعال. لاعبو الميلان تحركوا بانسيابية بين الخطوط، وجروا بسرعة رهيبة حول حامل الكرة مما وفر دائماً حلول للتمرير، كما أن حل نقل الكرة للأطراف لإرسال الكرات العرضية أو الاختراق حين إغلاق العمق كان فعال أيضاً. الروسونيري يتطور هجومياً مع مونتيلا ولم يعد يعتمد على المرتدات فقط.

4- روح ميلان ورفضه الاستسلام بل وتفانيه في العمل والقتال رغم تأخره بهدفين دون رد أمام خصم معقد وفي ملعب صعب تدل أن مونتيلا يصنع فريق لا ييأس مهما كانت الظروف، شخصية المدرب وثقافة الانتصار تغلغلت بين اللاعبين وأصبحت سمة أساسية في أداء الفريق. ميلان كان يستطيع التقدم بالنتيجة في الشوط الأول وليس تعديلها لكنه عانى من تردي اللمسة الأخيرة.

5- أخيراً، رغم الحديث عن عدم يأس ميلان وقتاله لإدراك التعادل يجب علينا الإقرار بأن العمل البدني للفريق ليس في أفضل أحواله، فبعد الدقيقة 65 تراجعت المنظومة الهجومية وقلت الحركة حول حامل الكرة، وانعدم التحرك بين الخطوط رغم أن الفريق كان بحاجة لتحقيق الانتصار عبر تسجيل هدف واحد فقط! لا يمكن أن نصف ذلك سوى بالتراجع البدني ما دام الروسونيري كان فتاك ومرعب هجومياً في أول 65 دقيقة.

السابق
بيان حول الشتائم التي تعرض لها سيرجيو راموس وريال مدريد
التالي
تشيلسي يفكر في جلب موراتا والتخلص من كوستا