وعلى الرغم من مرور سبعة أسابيع على المقاطعة، لم تظهر أي أدلة على دعم قطر لجماعات متطرفة، فإنه قد يكون هناك عدد من المقيمين في قطر يرعون الإرهاب، لكن هذا لا يعد دليلًا على دعم قطر للإرهاب، فالجيش الجمهور الأيرلندي تمكن من جمع الكثير من التبرعات في أمريكا، لكن لم يتهم أحد الولايات المتحدة بدعم الإرهاب.
وعلى الجانب الآخر كانت تتعاون الأجهزة الأمنية الأمريكية مع نظرائها في بريطانيا لوقف إراقة الدماء، كذلك تعمل الأجهزة الأمنية القطرية مع حلفائها في الغرب لمراقبة الجماعات المتطرفة، حيث طلبت الاستخبارات الأمريكية والبريطانية من طالبان وغيرها من الجماعات المتطرفة فتح مكاتب تمثيل لها في الدوحة.
ونقلت الصحيفة عن عميل سابق في الاستخبارات البريطانية، أن “الدوحة كانت أشبه بفيينا خلال الحرب الباردة، فقد ساعدتنا في مراقبة تلك الجماعات، وفتح قنوات تواصل معها”، وبالمثل ساعدت إسرائيل بالسماح لحماس بالعمل من داخل قطر بدلًا من إيران.
وفي الواقع، لم يكن الأمر له أي علاقة بالإرهاب، لكنه بسبب إصرار قطر على تبني سياسة خارجية مستقلة بدلًا من التصرف كمحمية سعودية، حيث أصرت قطر على دعم حلفائها في ليبيا وسوريا، بدلًا من السير خلف الممالك الخليجية.
الدول الداعمة لمكافحة الإرهاب طالبت قطر بترك السياسة الخارجية لهم، والكف عن انتقاد أنظمتهم عبر قناة “الجزيرة” التي أثارت استياءهم.
وأضافت الصحيفة، أنه كان من الواضح أن دول المقاطعة كانت تهدف لتغيير النظام في الدوحة، وكان من الممكن استخدام القوة لتنفيذ هذا الأمر، إلا أن انتشار الجنود الأتراك في الدوحة، حال دون وقوع ذلك.
وأكدت أن الدول المقاطعة ستصاب بالإحباط إذا حاولت الاعتماد على المقاطعة الاقتصادية لإجبار الدوحة على تغيير سياستها، فشوارع الدوحة أصبحت مغطاة بشعارات وصور لدعم أميرهم.
وأشارت “واشنطن إكزامينر” إلى أن المقاطعة من الممكن أن تكون شبه دائمة، حيث إن قطر قادرة على الصمود أمام الحصار الاقتصادي، ومع وجود القوات التركية في الدوحة، فقطر في مأمن من التدخل العسكري، إلا أنه من الصعب تخيل حجم التنازلات التي ستقدمها الدول المقاطعة لقطر، دون فقدان كرامتها، والتي تعد عاملًا هامًا في اللعبة السياسية في المنطقة العربية.
وفي الوقت نفسه لن تتمكن الولايات المتحدة من تحمل هذا الخلاف طويلًا، والذي يقع على بعد خطوات من إيران، ففي الغالب ستعمل أمريكا على وقف التصعيد في تلك المشكلة، ومحاربة دعم الإرهاب في دول المنطقة ومن ضمنها قطر.
وفي سياق متصل، قالت مجلة ناشيونال إنترست الأميركية National Interest إن من الصعب أن تتخلى واشنطن عن دولة قطر وستقوم بدلا من ذلك بالضغط على السعودية وقطر لتتصالحا.
وأوضحت أن تصريحات وأفعال المؤسسة الدبلوماسية الأميركية ووزارة الدفاع منذ بدء أزمة حصار قطر تشير إلى أن واشنطن تخطط للاستمرار في العمل بشكل وثيق مع جميع دول مجلس التعاون الخليجي في مكافحة الإرهاب مع رفضها تبريرات دول الحصار الأربع.
وأوضحت أن واشنطن ستضغط أيضا على السعودية والإمارات للتوقيع على اتفاقيات مماثلة لتلك التي وقعت عليها قطر لمكافحة تمويل الإرهاب أو تفسير رفضهما لعدم التوقيع، وأن توقيع قطر عليها يهدد جهود دول الحصار الأربع لإقناع واشنطن بأن ترى دولة قطر كما تراها هي.
وأضافت المجلة أن توقيع هذه الاتفاقية وإكمال واشنطن والدوحة صفقة المقاتلات بقيمة 12 مليار دولار، سينقل التركيز نحو السعودية ودول الحصار الأخرى رغم التغريدات التي بثها الرئيس الأميركي دونالد ترمب الشهر الماضي.
وأشارت إلى أن الرسائل المتباينة للإدارة الأميركية عن أزمة حصار قطر توضح الطبيعة المعقدة والمتعددة الجوانب للمزاعم ضد الدوحة.
وأوردت أن كثيرا من المراقبين يقولون إن تزعم السعودية لحملة اتهام قطر بدعم “الإرهاب” كمن يبادر لاتهام الآخرين بما يعانيه من عيوب، وإن الرياض دعمت أكثر من أي دولة عربية أخرى “التطرف الفكري المفضي إلى تبني العنف”.
وأشارت المجلة إلى تعليق آي سي هاموند مستشار وزير الخارجية الأميركي لشؤون الاتصالات بأن مطالب دول الحصار “طريق ذو اتجاهين”، وتصريح رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي بوب كوركر بأن “دعم السعودية للإرهاب يفوق كثيرا ما تفعله قطر”، وإلى موافقة الكونغرس على قانون جاستا “الذي يتضمن أن السعودية لها يد في هجمات 11 سبتمبر2001″، وإلى تأييد ترمب لهذا القانون قبل أن يصبح رئيسا.
واختتمت قائلة إن إدارة ترمب ستواجه بيئة أكثر تحديا في الشرق الأوسط تقلل حجم ما تحققه من أهدافها المرسومة