موقع “لو بلوج”: شروط نجاح جهود واشنطن بإنهاء أزمة الخليج

الدوحة – بزنس كلاس:

أكد تقرير لموقع “لوبلوج” أنه بعد محاولات متقطعة من قبل واشنطن منذ صيف 2017 لإنهاء أزمة مجلس التعاون الخليجي، تدرس إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الآن دعوة قادة دول مجلس التعاون الخليجي إلى كامب ديفيد في محاولة للتوسط وإيجاد حل للأزمة التي لاتزال مطروحة ومفتوحة على كل الاحتمالات. وأضاف التقرير الذي أعده الباحث جريغوري أفانديانليان الباحث في شؤون الشرق الأوسط انه لضمان نجاح قمة المصالحة فسيحتاج الرئيس الأمريكي إلى الاعتماد على المسؤولين الأمريكيين الذين لديهم معرفة واسعة بالمنطقة ، مثل وزير الدفاع جيمس ماتيس وخبراء الشرق الأوسط في وزارة الخارجية وكفاءات من الاستخبارات الأمريكية ، بالإضافة إلى الكويتيين والعمانيين لإيجاد صيغة لكسر الجمود الذي يعتري الأزمة في المنطقة.

قمة كامب ديفيد

واعتبر التقرير أن التحدي الرئيسي لإدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يتمثل في إيجاد حل مقبول للسعوديين والإماراتيين، مما يسمح لهم بحفظ ماء الوجه، في الوقت الذي ينهون فيه الحصار المفروض على قطر. وعلى الرغم من أنه من غير المرجح أن تغلق الدوحة قناة “الجزيرة” وهو أحد مطالب دول الحصار بقيادة السعودية، فربما يمكن لأطراف النزاع التعهد بعدم التدخل في الشؤون الداخلية لبعضهم البعض، وهي عبارة رائجة في بيانات الخارجية السعودية، وهو ما ظهر في نزاع الرياض الحالي مع أوتاوا بسبب انتقادات كندا لاعتقال ناشطة حقوقية سعودية. وإذا وافق السعوديون والإماراتيون على إبرام اتفاق، فمن المرجح أن توافق مصر والبحرين كذلك. حيث قد لا يكون هذا التدخل مثل صفقة القرن التي تصور الرئيس الأمريكي في البداية تحقيقها في القضية الإسرائيلية الفلسطينية، والتي تم إحباطها جزئيا بسبب سياساته غير المقبولة الخاصة بالقدس، لكنه قد ينجح في إنهاء الخلاف الشائك بين شركاء واشنطن العرب، ويستطيع دونالد ترامب بعد ذلك أن يروج لهذا الإنجاز، ليس فقط كانتصار دبلوماسي، وإنما كانتصار بكسب دعم العرب لسياساته الخارجية في المنطقة.

قطر شريك هام

وأورد التقرير: بدأت أزمة مجلس التعاون الخليجي في أوائل يونيو 2017 حيث فرضت السعودية والإمارات والبحرين ومصر حصارًا اقتصاديًا على قطر، وغذت الأزمة القرصنة التي نفذتها الإمارات ، ومن المهم التذكير بأن الأزمة بدأت بعد أسبوعين فقط من زيارة الرئيس دونالد ترامب في مايو إلى الرياض ، حيث بدأ أن الرئيس الأمريكي يتبنى وجهة النظر السعودية والإماراتية في العديد من القضايا الإقليمية. ومع ذلك ، فإن كبار المسئولين في إدارة ترامب عدلوا هذا الموقف منهم وزير الخارجية السابق ريكس تيلرسون و وزير الدفاع جيمس ماتيس اللذين أبلغا ترامب بأن قطر شريك هام للولايات المتحدة على عدد من المستويات الاقتصادية و العسكرية بالإضافة إلى أن الدوحة تلعب دورا دبلوماسيا كوسيط في عدد من القضايا في المنطقة . وفهم الرئيس الأمريكي الرسالة التي مفادها أن فكرة الانحياز إلى جانب الكتلة التي تقودها السعودية في هذه الأزمة من شأنه أن يؤثر سلبا على هذه الروابط الاقتصادية والسياسية والأمنية المهمة مع الدوحة. و بين التقرير أن تيلرسون قام بمحاولة التوسط في الأزمة وعلى الرغم من العديد من الرحلات التي قام بها إلى المنطقة لهذا الغرض ، إلا أنه لم يتمكن من التوفيق بين الجانبين، ربما لأن السعوديين كانوا يعلمون أنه ليس لديه علاقات شخصية وثيقة مع ترامب ، ويعتقد أنهم يستطيعون الالتفاف حوله. ومن جانبهم ، ربما لم يتجاوب السعوديون قليلاً عندما ضغطت عليهم واشنطن للتوصل إلى حل يتقارب مع وجهة النظر القطرية سيما وأن صميم الخلاف هو أن دول الحصار بقيادة السعودية تفضل عدم انتهاج قطر لسياسة خارجية مستقلة ، بينما تبقى هذه الرغبة في الهيمنة على القرار مرفوضة من قبل الدوحة ، و قد أدى تحدي قطر و مواجهتها للحصار الذي قادته السعودية إلى خلق روح وطنية و حس قومي في الداخل مما عزز صمود قطر في التصدي للحصار.

التعامل مع الأزمة

وأوضح التقرير أن إدارة الرئيس دونالد ترامب قامت بإجراء مقابلات مع كل جانب من النزاع من خلال استقبال كبار المسؤولين وتعميق الروابط مع كل طرف. على سبيل المثال ، نظمت حوارا استراتيجيا مع قطر في أوائل عام 2018 ، والإشادة بجهود قطر في مكافحة الإرهاب والتطرف العنيف بكافة أشكاله وذلك بحسب ملخص لوزارة الخارجية الأمريكية كما رحبت الولايات المتحدة بتوسيع وتطوير المرافق في قاعدة العديد في الدوحة . وبعد فترة وجيزة من بدء الأزمة في يونيو 2017 و في مارس 2018 بدأ طرح ترامب نفسه فكرة استضافة قمة دول مجلس التعاون الخليجي في ربيع عام 2018 في كامب ديفيد ، لكنه شدد على أنه إذا لم يكن هناك انفراج في حل أزمة دول مجلس التعاون الخليجي ، لن يكون هناك مثل هذا الاجتماع. كما أرسل ترامب الجنرال الأمريكي المتقاعد أنتوني زيني ونائب مساعد وزيرة الخارجية تيم لندركينج إلى المنطقة لمحاولة التوسط في النزاع، ومع ذلك لم تؤد هذه الزيارات الأمريكية إلى حلحلة الوساطة . وواصل التقرير : أعلن البيت الأبيض في 3 أبريل أن القمة الخليجية المزمعة ستتأجل حتى سبتمبر. على الرغم من أن مسؤولاً أمريكياً لم يذكر اسمه زعم أن التأخير كان بسبب جدول أعمال مزدحم وقد يكون هناك عامل آخر هو تصريح وزير الخارجية السعودي عادل الجبير بأنه إذا كانت هناك قمة في كامب ديفيد ، فلن يكون هدفها حل الأزمة الخليجية ، والذي أكد على أنها مسألة “بين دول مجلس التعاون الخليجي” يبدو أن هذا التعليق يوحي بأن السعوديين كانوا قلقين من أن الضغط الأمريكي لإنهاء الأزمة قد لا يكون في صالحهم ، لذا فهم لم يكونوا متحمسين لعقد قمة في واشنطن وذكر التقرير أنه في أواخر أبريل 2018، سافر وزير الخارجية الجديد مايك بومبيو إلى الرياض. وكانت رسالته إلى المسؤولين السعوديين “هذا يكفي”، فيما يتعلق بالأزمة الخليجية وفي وقت سابق من ذلك الشهر، استضاف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير دولة قطر في البيت الأبيض، وأعرب عن دعمه القوي لقطر. وتلقى السعوديون رسالة مفادها أن صبر ترامب يوشك على النفاد بشأن الخلاف الخليجي . و في منتصف شهر الماضي أبلغ وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو نظيره الإماراتي عبدالله بن زايد برغبة الرئيس دونالد ترامب رؤية تخفيف للأزمة الخليجية وحلها بنهاية المطاف. وقال بومبيو، لـ بن زايد خلال زيارة الأخير لواشنطن، إن ترامب يأمل بـانخراط جميع الأطراف بشكل بناء قبل القمة الأمريكية الخليجية المرتقبة.

السابق
رئيس إيران يدعو سمو الأمير لحضور قمة منتدى الحوار الآسيوي
التالي
عبدالإله هارون يمنح قطر أول ذهبية في آسياد 2018