السعودية أدركت بعد مرور عام أن ترامب يريد إنهاء الأزمة الخليجية قبل أغسطس القادم
قال موقع “ميديا بارت” الاستقصائي الفرنسي أن القرار السياسي الكبير الذي اتخذته السعودية بـ حصار قطر هو خطأ إستراتيجي وقح. يضاف إلى خطأ الحرب في اليمن.
واعتبر الموقع الإخباري الفرنسي في تقريره أنّ من حسنات الحصار الذي فرضته السعودية والإمارات والبحرين ومصر على قطر منذ عام، أنه دفع الحكومة القطرية إلى إطلاق خطة زراعية واسعة تتمثل في إنشاء مزارع في منطقة الصحراء، حيث أصبحت قطر قادرة اليوم على إنتاج نصف احتياجاتها من الحليب ومشتقاته واللحوم والأسماك، وهي اليوم تهدف إلى تحقيق 90 في المائة من الاكتفاء الذاتي ابتداء من عام 2019.
وتابع الموقع الفرنسي القول إن قطر شرعت في سياسة شراء الأسلحة بهدف حماية ترابها الوطني من أي عدوان محتمل، حيث قامت بتعزيز ترسانتها العسكرية الدفاعية بست وثلاثين طائرة F15 الأمريكية و24 طائرة بريطانية من طراز تيفون و12 طائرة رافال فرنسية، مع احتمال تعزيزها بـ36 إضافية، دون احتساب معدات عسكرية أخرى.
وأوضح التقرير الذي ترجمته صحيفة القدس العربي أنّ قطر تمتلك ثروة غازية ضخمة تسمح لها بالمضي قدما فيها، حيث من المتوقع أن ترتفع صادرتها من الغاز من 77 مليون طن في الوقت الراهن إلى 100 مليون طن، في الفترة مابين عامي 2022 و2024، ما من شأنه أن يضمن للبلدان المستهلكة التي تريد تغيير محاطاتها لتوليد الطاقة القديمة من الفحم أو النفط إمدادات وافرة وحافزا إضافيا على تجاهل دعوات أو مكالمات دول الحصار.
أوضح الموقع الفرنسي أن الأمور ليست وردية بالكامل، معتبرة أن هناك آثار سلبية للحصار على قطر، أبرزها من الناحية الانسانية تفريق العائلات، ومن الناحية السياسية تعطل مجلس التعاون الخليجي، وأيـضا ترك “حصار قطر جراحاً يصعب علاجها”، حسبما نقل الموقع الفرنسي عن علي فتح الله نجاد الباحث المساعد في معهد بروكينكز بالدوحة، والذي اعتبر أن هذا الحصار حتى و إن انتهى فإنه “سيظل يخيم مثل (سيف ديموقليس) على رؤوس الدول الأخرى التي ستقول لنفسها: إذا حدث ذلك في قطر، فقد يحدث لنا”.
وعلاوة على ذلك، رأى ميديا بارت أن السعودية أدركت اليوم وبعد مرور عام على الحصار أنه لا يمكنها أن تثق بشكل تام في دونالد ترامب، الذي يريدُ أن تنتهي الأزمة الخليجية قبل نهاية شهر أغسطس القادم، لأنها تهدد السياسة الأمريكية في المنطقة..