من يفوز بكأس العالم 2018؟

 

كل شيء ضد المنطق، لا تشارك إيطاليا في كأس العالم، ألمانيا (حامل اللقب) يحتل مؤخرة مجموعة تضم السويد والمكسيك وكوريا الجنوبية، إسبانيا تقصى على يد روسيا.. فكيف يمكن أن نتوقع نتائج الفائز بهكذا بطولة!
الأفضل لا ينتصر دائما، البرازيل كانت الأكثر ثقة وقوة لكنها اصطدمت بحارس مرمى لعب مباراة عمره فتأهلت بلجيكا.. والآن يجمع نصف النهائي منتخبي كرواتيا بإنجلترا، وبلجيكا بفرنسا.. فمن يتوَّج باللقب؟
إذا نظرنا إلى مشوار كل منتخب وطريقة أدائه والصعوبات التي واجهها في طريقة سنلاحظ:
1- كرواتيا
لعبت شوطين إضافيين وركلات ترجيح في المباراتين الإقصائيتين ضد كل من الدنمارك وروسيا، وهما بالمناسبة منتخبين من بين الأقوى بدنيا، ولذا فإنها ستعاني الأمرين ضد إنجلترا بسبب المخزون اللياقي.. بالإضافة إلى ذلك فلم يظهر الكروات قدرات هجومية مميزة طوال البطولة سوى ضد منتخب أرجنتيني مهلهل.
بالطبع خط وسط كرواتيا بأساسييه وبدلائه أفضل من خط وسط إنجلترا وهي نقطة قوة يمكنها حسم المباراة متى ما كان كل من مودريتش وراكيتيتش في أوج عطائهما، وخاصة لو أشرك المدرب زالاتكو لاعبا إضافيا على الدائرة (ميلان باديلي أو بروزوفيتش، أو كوفاسيتش).
2- إنجلترا
مشوارها هو الأسهل من بين الجميع، حين واجهت كولومبيا تغيب جيميس رودريغيز عن المباراة، ولاقت السويد المنهكة تماما.
هذه النقطة تجعلنا نشكك في القدرات الحقيقية للمنتخب الإنجليزي لكنها في الوقت نفسه نقطة قوة له لأنه عانى بدنيا بشكل أقل على الرغم من أنه لجأ لركلات الترجيح لتجاوز كولومبيا.
نقطة قوة الإنجليز هي المهاجم هاري كين الذي يمتلك شخصية فولاذية وقدرات هائلة وحسا تهديفيًا مميزًا، بالإضافة إلى أن الحارس بيكفورد فاجأ الجميع بمستواه العالي على الرغم من تخوف البعض منه قبل البطولة.
3- بلجيكا

تنبه المدرب مارتينيز إلى خطئه في الوقت المناسب، بالتحديد حين كان متأخرا أمام اليابان بهدفين نظيفين في دور الـ16 وقبل نصف ساعة من النهاية، أشرك لاعب وسط يحمي دي بروين ويمنحه الحرية للانطلاق، ولذا فقد كافأته الكرة بعودة دراماتيكية وتأهل في الثواني الأخيرة على حساب الساموراي، ثم قدم كيفين دي بروين وإيدين هازارد ولوكاكو مباراة من الطراز الرفيع ضد البرازيل وساهموا في الانتصار المدوي.
يمتاز البلجيكيون بسرعة خيالية في الارتداد الهجومي، وهم أفضل المنتخبات في الهجمات المرتدة، لكن خط الدفاع ليس في مستوى الوسط والهجوم.. إذا أقصي البلجيك فسيكون بسبب أخطاء دفاعية كبيرة.
4- فرنسا

المنتخب الأكثر تكاملا على مستوى الأسماء، والأكثر هدوءا في مشواره بالبطولة، لم يتعرض للخطر سوى حين تأخر امام الأرجنتين 2-1 مع بداية الشوط الثاني في دور الـ16 فردَّ ب3 أهداف كانت قابلة للزيادة.
يفضل المدرب ديدييه ديشامب الالتزام الدفاعي على الارتجال، تكوينه كلاعب ومدرب ليوفنتوس يظهر بجلاء، وهو أمر منح المنتخب الفرنسي ثقة كبيرة وصلابة في الخط الخلفي -وربما بعض التحفظ المبالغ فيه- مع عدم نسيان أنه يمتلك ترسانة هجومية هي الأقوى دون شك بوجود جيرو وغريزمان ومبابي، ثلاثي بقدرات متباينة وهو الأكثر تكاملا، كما أن وجود كانتي في وسط الملعب نقطة قوة لخط الدفاع، ولا ننسى اللاعبين البدلاء الذين لديهم القدرة على تغيير وجه أي مباراة.
يمكن القول إن فرنسا وصلت إلى نصف النهائي بأقل مجهود من بين الأربعة الذي بلغوا هذا الدور، وربما لم تلعب أفضل مبارياتها بعد.فمن يفوز؟
على الورق، كرواتيا لديها جودة أعلى من إنجلترا في خط الوسط حيث سيحتدم الصراع، لكن إطالة أمد المباراة لمصلحة الإنجليز التي قد تضرب في الوقت القاتل حين يوشك المخزون اللياقي للكروات على النفاد.
أما بلجيكا ليس لديها ما تخسره وهي مدججة ب3 نجوم من بين الأفضل في البطولة (دي بروين- هازارد- لوكاكو) في مواجهة فرنسا الأكثر تكاملا من بين المتأهلين.

السابق
بنزيمة يفاجىء الجميع برسالة وداعية لريال مدريد
التالي
إبداع قطري.. وإعجاب روسي.. فعاليات «مجلس قطر» تستمر وسط حضور كبير