من دون ميسي.. ثلاث ملاحظات تكتيكية تنصف فالفيردي أمام سباليتي

 

حقق برشلونة فوزاً مهماً على حساب إنتر ميلان، ليتصدر مجموعته برصيد تسع نقاط، ويحافظ الطليان على المركز الثاني، بعد تعادل توتنهام وأيندهوفن في إيطاليا، خلال مباراة سيطر عليها أصحاب الأرض من البداية إلى النهاية، مع تفوق ملحوظ لفالفيردي على سباليتي في مباراة من دون ميسي!

 

– التحفظ سيد الموقف
لا يثق أحد في ديمبلي بعد مباراة إشبيلية، ومع لعب مالكوم دقائق شبه معدومة هذا الموسم، فإن الخيارات صارت شبه معدومة، ومتوقعة للغاية، ليبدأ رافينيا كضلع ثالث في الهجوم، على مقربة من سواريز وكوتينيو، في رسم قريب من 4-3-2-1 بدون أجنحة صريحة. وفي الوسط هناك بوسكيتس، أرثور، وراكيتتش، بينما بالدفاع بدأ روبرتو كظهير أيمن، بجوار بيكيه، لونجليه، وجوردي ألبا.
أما إنتر فدخل بخطة 4-2-3-1، لكن مع بعض التعديلات عن الديربي الأخير، بتواجد كاندريا، بيرزيتش على الطرفين، وفي العمق بورخا فاليرو، أمام ثنائي المحور فيتشينو وبروزوفيتش، وخلف المهاجم الوحيد إيكاردي. وفي الدفاع اشترك دامبروزيو، سكرينيار، ميراندا، وأسامواه أمام المرمى.

 

– إنتر لا يهاجم
بالغ سباليتي في تحفظه الشديد، لم يهاجم أبدا، ولعب بمعظم لاعبيه في نصف ملعبهم، مع ضغط ضعيف أمام مرمى تير شتيجن، ليصعد لاعبو برشلونة بالكرة من الخلف إلى الأمام دون عناء. وتركزت هجمات الطليان على عرضيات بيرزيتش يسارا، ووجود إيكاردي وخلفه بورخا فاليرو داخل منطقة الجزاء، لكن بطء الأرجنتيني في بعض المحاولات حال دون تسجيل فريقه أهداف.
اهتم المدرب الإيطالي بمنع برشلونة من الهجوم أكثر من خلق فرص لنفسه، لذلك تواجد دامبروزيو أساسيا بدلا من فيرساليكو، لإيقاف جبهة ألبا بالتعاون مع كاندريفا، كذلك عاد فاليرو خطوات للخلف، ليكون أقرب إلى لاعب الوسط الثالث، بجوار ثنائي الارتكاز، في تحول واضح إلى ما يشبه 4-5-1.
– سيطرة برشلونة
صحيح أن ميسي لا يلعب، وهجوم برشلونة أضعف بمراحل في غيابه، لكن تعامل فالفيردي مع الشوط الأول بهدوء، من خلال دخول رافينيا وكوتينيو إلى العمق، وصعود أرثور على مقربة من سواريز، ليضغط الفريق برباعي صريح وخلفه بوسكيتس وراكيتتش، مع ثبات الظهيرين على الخط، لحماية الأطراف من المرتدات في حالة مرور الكرة من الثلث الأول لإنتر.
نجحت خطة برشلونة في الضغط، ليفشل دفاع إنتر في إخراج الكرات بسلاسة، ليبدأ الفريق الإيطالي في تشتيت التمريرات دون فائدة، ويسيطر أصحاب الأرض على مجريات اللعب تماما، حتى جاء هدف التقدم، عن طريق لا مركزية ثلاثي الهجوم، بتحول سواريز إلى اليمين، ودخول رافينيا إلى منطقة الجزاء، كمهاجم وهمي متحرك، ليحصل على تمريرة زميله ويضع الكرة في شباك هاندانوفيتش.
– تغييرات سباليتي
سرعان ما عدل سباليتي من خططه، بإشراك بوليتانو مكان كاندريفا، ثم لوتارو مارتينيز بدلا من بورخا فاليرو، ليلعب إنتر برسم قريب من 4-4-2، بصعود مارتينيز ثم كايتا بعد دخوله، على مقربة من إيكاردي، وفتح الأطراف عن طريق بوليتانو. ولعبت التغييرات دورا في تحسن حالة إنتر، لكن هذا التحسن لم يدم طويلا، لعدم وجود صانع لعب بالعمق، وافتقاد الفريق للاعب قوي في التسديد مثل ناينجولان، بالإضافة لاستعادة برشلونة نسق المباراة سريعا، بفضل مهارة البرازيلي أرثور.
أرثور لاعب لا يفقد الكرة بسرعة، يراوغ ويتحكم ويدور حول نفسه، لذلك كان بمثابة المحطة الأولى لكسر موجات الضغط الإيطالية، مع قيام بوسكيتس بدور محوري في مساندته أسفل الدائرة، ليصبح برشلونة أفضل كثيراً في نصف ملعبه، ويسيطر تماما على المجريات في النصف الحاسم من الشوط الثاني.
– تكتيك فالفيردي
أشرك إرنستو رافينيا من البداية، ليساعد روبرتو في الشق الدفاعي، لكن ربما لم يكن قرار البدأ بسيرجي صحيحا، لأنه يدخل للعمق مثل زميله البرازيلي، ليفتقد الفريق لاعبا سريعا على الخط، لذلك تحسنت الأمور مع دخول سيميدو، وتحول روبرتو إلى العمق كلاعب وسط إضافي، ليفتح برشلونة الأطراف عن طريق ثنائية سيميدو وألبا.
صعود أظهرة برشلونة هجومياً، أجبر فريق إنتر على ترك المساحات بالعمق، ليستغلها سواريز الذي قام بمهمة كبيرة على مستوى صناعة اللعب، بالتبادل مع كوتينيو الذي أضاع أكثر من فرصة مؤكدة. ورغم أن خروج أرثور لم يكن موفقا، لافتقاد الفريق إلى لاعب متحكم بالنسق، إلا أن دخول فيدال جعل البارسا مباشرا أمام المرمى، لوجود لاعب قادر على القطع داخل منطقة الجزاء، لذلك نجم منتخب شيلي بدأ الهدف الثاني، قبل أن يسجل ألبا مستغلا تمريرة راكيتتش.
تفوق فالفيردي رغم صافرات الاستهجان بسبب التغييرات، لأنه عرف كيف يخرج بالكرة من الخلف، ضغط بذكاء عندما سنحت الفرصة، ووضع سواريز في مكان مثالي بالمركز 10، أملا في سحب الدفاعات واستغلال القادم من الخلف، ليسجل رافينيا ثم ألبا بنفس الطريقة تقريبا، مع اختلاف المشهد بين الشوطين.

 

في النهاية استحق برشلونة الثلاث نقاط، بفضل نجاحه في خلخلة دفاعات إنتر، وهروبه من ضغط الطليان عندما قرروا الهجوم، بالإضافة لقطعه عدة كرات في نصف ملعبهم، عن طريق قوة سواريز في الانقضاض، ومساندة راكيتتش وأرثور بالتبادل، رفقة رافينيا ثم فيدال، ليطبق البارسا ولأول مرة منذ فترة طويلة، طريقة الضغط الاسترتيجي في نصف ملعب صمه، ويحصل الفريق على دفعة معنوية كبيرة قبل الكلاسيكو، في انتظار مباراة نارية بين الغريمين الكبيرين بالكامب نو.

السابق
دوري أبطال أوروبا: ليفربول يتصدر مجموعته برباعية في شباك النجم الأحمر
التالي
دوري أبطال أوروبا: دي ماريا يقتنص التعادل لباريس سان جيرمان أمام نابولي