منع طائراتها من الهبوط فيها ورفض إقالة محافظها.. هل تفجر عدن خلاف هادي مع أبوظبي؟!

عدن – وكالات – بزنس كلاس:

دخل الصراع على اليمن مرحلة جديدة تفاقم المحنة التي يعيشها اليمنيون نتيجة الحرب الظالمة التي تشن ضدهم تحت ذرائع واهية بمقدار تلك التي يسوقها السعودي والإماراتي لحصار دولة قطر. لكن ما يثير قلق اليمينون اليوم أكثر من الحرب هو محاولات الهيمنة بالقوة التي تمارسها أبوظبي حتى على حلفائها في المشهد اليمني ما يهدد بانفراط عقد “التحالف العربي” في حرب اليمن وتحويل البلاد إلى دولة فاشلة بعد ان دمرت الآلة العسكرية السعودية والإماراتية كل اشكال الحياة فيها.

فقد تصاعدت الخلافات بين الحكومة اليمنية ودولة الإمارات وذلك بعد رفض الرئيس عبد ربه منصور هادي إقالة محافظ عدن عبد العزيز المفلحي ومنع الإمارات لطائرات تحمل النقود للبنك المركزي من الهبوط في عدن.

وألمح مستشار وزارة الإعلام اليمنية والسكرتير الصحفي السابق في رئاسة الجمهورية مختار الرحبي، إلى أن الخلاف مع الإمارات بلغ ذروته، وأكد أن العبث الإماراتي لن يطول. وقال الرحبي في منشور بصفحته على “فيسبوك”:”نحن شركاء ولسنا أتباعا لأحد، وليعرف الجميع هذا جيدا لدينا قضية واحدة ومصير مشترك مع الأشقاء والجيران ولكن القرار السيادي سيبقى يمنيا”.

وأشار الرحبي إلى أن العبث الحاصل لن يطول وكما قال الرئيس هادي “للصبر حدود”. وكان الرئيس هادي قد كشف في اجتماع مع عدد من الشخصيات السياسية والاجتماعية، في الرياض عن معلومات تحدث بها لأول مرة، وتكشف عن الضغوطات التي يمارسها الإماراتيون عليه.

وقال “هادي” إن “الإمارات تتصرف خارج أهداف التحالف المعلنة وخارج ما اتفقوا عليه وأنه يبلغ السعودية بكل تصرفاتها أولا بأول”. بحسب مصادر حضرت الاجتماع. واشتكى “هادي” ذلك الأمر قائلا:”الإماراتيون يرسلون لي أسماء عيَّن هذا في منصب كذا، وهذا في منصب كذا، في البداية جاملناهم وأصدرنا قرارات بالأسماء التي طلبوها، لكن زاد عن حده فرفضتُ طلباتهم ودخلنا معهم في توتر”.

وأردف، بحسب مواقع إخبارية يمنية:”أنا صبرت على الحوثي وعلي عبد الله لكن حين وصل الأمر إلى مرحلة محاولة فرضهم تعيين قياداتهم في مناصب في الدولة والإخلال بعملية الشراكة لصالحهم باسم السلم والشراكة، رأيتم إلى أين وصلت الأمور ضدهم اليوم”..

وتابع هادي قائلا:”نحن في أزمة ولا ننكر أن دولا في التحالف حاليا خرجت على الأهداف لكن الأمور لا تزال بيد السلطة الشرعية وهي من تضبط مجريات الأحداث في النهاية، سنترك لهم مجالا ومساحة حتى يكشفوا أنفسهم للعالم”.

الرئيس اليمني في الميدان

وأوضح هادي أن “الإمارات تريد أن تسيطر على مأرب وعلى صنعاء وهذا سيزيد من المشكلة وتريد القضاء على الإصلاح رغم أن موقفه واضح”. واستطرد قائلا:”منعوا التعزيزات لمطار عدن وسيئون ومنعوا هبوط طائرة النقد والآن يعملون للسيطرة على آبار النفط والغاز وهذا يجرد الشرعية من كل شيء”. وأضاف:”لا تتوقعوا أن الصبر مفتوح، كل شيء له حدود، وحين ينفذ صبري تجاههم عليهم أن يتحملوا النتائج”.

ميدانيا، تشهد مدينة عدن جنوب اليمن، توترا شديدا، بعد إقدام قوات موالية للإمارات على قتل مدير أمن مديرية رصد، العقيد حسين قماطة، الموالي للشرعية اليمنية، حيث اعتصمت قبائل من أهالي الضحية للمطالبة بتسليم القتلة، وهددت بالتصعيد، في حين دعا الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي الجميع لضبط النفس.

وأكد مصدر أمني لـ”الشرق”، أن قوات موالية للإمارات هاجمت فندقًا في مدينة عدن يقيم فيه حسين قماطة مدير أمن مديرية رصد التابعة إداريًا لمحافظة أبين (جنوب اليمن)، الاثنين الماضي، وأطلقت النار عليه بكثافة مع قائد الحزام الأمني في رصد عبد الزراق الجردمي ومرافقيهم، ما أدى إلى مقتله على الفور، وإصابة الآخرين الذين اقتادوهم معهم.

مشيراً إلى أن معسكر القوات الإماراتية في عدن استدعى قماطة أكثر من مرة وعندما لم يذهب إليهم أصدروا أمر ضبط قهري ضده وأرسلوا أفراد أمن موالين لهم للهجوم عليه بعد معرفة مكانه.

وذكر شهود عيان، أن قوات الأمن سحلت جثة المسؤول الأمني المغدور به في الفندق، عقب الهجوم، واقتادت رفاقه إلى مقر البحث الجنائي، ثم اقتحمت الفندق مرة أخرى، وشرعت في تحطيم الكاميرات. وأعلنت قيادات وأبناء يافع التي ينتمي إليها القتيل قماطة، اعتصاما مفتوحا بساحة العروض بخور مكسر، للمطالبة بتسليم القتلة، مؤكدين أن استهدافه سياسي.

وتبذل الحكومة الشرعية محاولات لاحتواء الوضع، حيث وجه محافظ عدن عبد العزيز المفلحي، السلطات المختصة بفتح تحقيق فوري وعاجل بشأن قتل مدير أمن رصد، والكشف عن أسبابها وتداعياتها واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة والبت بالقضية بشكل عاجل..

ووجه الرئيس هادي، بضرورة التزام الجميع بضبط النفس وإحالة القضية للجهات المختصة للبت فيها بشكل عاجل. ولاحقا، أعلن نائب مدير أمن عدن العقيد علي الذيب الكازمي تعليق عمله احتجاجا على إقدام جنود أمن على اغتيال قماطة.

وتشير مصادر إلى أن مدير أمن عدن اللواء شلال شائع، أحد القيادات الموالية للإمارات هو من أرسل قوات أمنية لمهاجمة الفندق الذي يقيم فيه مدير أمن رصد، وقامت باغتياله، بناء على توجيهات تلقاها من معسكر القوات الإماراتية في عدن.

وطالبت قيادات في الحكومة اليمنية الشرعية، أكثر من مرة، بإقالة شائع، وتعيين مدير أمن جديد يتم اختياره من قبل فريق «الشرعية»، شريطة أن لا يكون مقربًا من الإمارات، وهو الأمر الذي لم يتم حتى الآن.

وكانت القوات الإماراتية في عدن، اعتقلت مؤخرا عددا من القيادات الأمنية في محافظة أبين، بما فيهم مدير أمن المحافظة العميد عبد الله الفضلي الذي أفرجت عنه لاحقا، فيما البقية لا يزالون في سجونها دون معرفة الأسباب.

السابق
وزير الخارجية: إعادة بناء الثقة بمجلس التعاون تحتاج إلى “وقت طويل”
التالي
بنوك أبوظبي ودبي تسرح موظفيها على نطاق واسع.. خسائر مستمرة!!