منتدى أبوظبي.. “هاجس الرعب من قطر”!!

وكالات – بزنس كلاس:

أطل من جديد بوق أبوظبي أنور قرقاش بتصريحات تثير السخرية والضحك، حيث قال في كلمته أمس بملتقى أبوظبي الاستراتيجي الخامس الذي تنظمه الإمارة سنويا لبث سمومها ونشر أجنداتها المشبوهة :”إن القيم التي صاغت شعبنا وصاغت علاقاتنا مع العالم هي قيم تتمثل بالاعتدال والتسامح والتعاون والتعاطف والتفاؤل، وهي القيم التي تجسدت في حيوية دولتنا وتحولها إلى مركز اقتصادي وإعلامي وتكنولوجي في الإقليم”. وأضاف بأن المنطقة تمر باضطرابات وتحديات غير مسبوقة، وأن الإمارات تنطلق في مجابهة هذه التحديات من مبادئ أساسية هي احترام السيادة والتعددية والتعاون ودعم الاستقرار.
وأوضح أن مجموعة عناصر تقوي الاستقرار في المنطقة، أولها الحاجة إلى تحالف عربي لمعالجة التحديات الأمنية القائمة، ويعد مجلس التعاون الخليجي لاعبا رئيسيا في هذا التحالف. والعنصر الثاني لدعم الاستقرار هو احترام السيادة الوطنية وإنهاء التدخل في شؤون الآخرين، مدعيا أن الإمارات داعم قوي للإصلاحات في المنطقة، حيث قدمت مليارات الدولارات لتعزيز التنمية المستدامة في الإقليم برمته.
قرقاش وهو يتحدث عن بلاده باعتبارها مصدرة لقيم الاعتدال والتسامح والتعاون يتناسى أن حكومة بلاده هي من شجعت ومارست التعصب والتعذيب والتمييز في الداخل والخارج، وهو ما تؤكده التقارير والمنظمات الدولية المعنية بحقوق الإنسان، حيث قالت الحملة الدولية لمقاطعة الإمارات إن عدد الوفيات والجرائم ضد العمال الأجانب يزداد يوما بعد يوم ، بسبب العنصرية والتمييز في الإمارات. وأكدت الحملة ان الإمارات تسيء معاملة العمال الأجانب في دولة الإمارات حيث تنتهك المعاهدات والاتفاقيات الدولية لحقوق الإنسان بشكل يومي. علاوة على وجود عشرات السجون سيئة السمعة حيث يتم بداخلها التعذيب بشتى صوره ضد المعارضين والناشطين والأجانب. وسجلت التقارير الدولية حالات عديد من اختطاف الأجانب والعمال سواء الأوروبيين او الأسيويين.

السيادة والاستقرار

وادعى قرقاش أن الإمارات تواجه تحديات المنطقة انطلاقا من مبادئ احترام السيادة والتعددية والتعاون ودعم الاستقرار، وهذا الكلام ينافي الواقع تماما. فأبوظبي لم تحترم أبدا سيادة الدول الاخرى ولا شؤونها وقرارها الداخلي، وخير مثال على ذلك ما تحاول القيام به مع قطر إلى جانب السعودية والبحرين ومصر، فتلك الدول تريد السيطرة على السيادة القطرية وقرار الدوحة، ولذلك افتعلت الأزمة الخليجية، بعد نشر أخبار وتصريحات كاذبة قبل عام ونصف، ثم فرضت حصارا جائرا على قطر ولم تراعي أي مبادىء أو دين. ولم تراعي الاختلاف والتعددية في الأراء كما تدعي، بل كانت عاملا من عوامل عدم الاستقرار في الإقليم.
وكان التدخل الإماراتي المشبوه في اليمن أهم مهدد للاستقرار في المنطقة، حيث أكد تقرير أممي أن الإمارات والمليشيات التابعة لها تهدد أمن واستقرار اليمن، مشيرا الى تورط نظام ابوظبي وأذرعه في انتهاكات جسيمة. وقال التقرير إن القوات التي تسلحها دول التحالف في اليمن، وخاصة الإمارات، تشكل تهديدا لأمنه واستقراره ومتورطة في انتهاكات. وأضاف أن قوات الحزام الأمني والنخبة الحضرمية والشبوانية التي تتبع الإمارات تقوض الحكومة، ومتورطة في انتهاكات للقانون الدولي الإنساني.

خرافة وحدة مجلس التعاون

ويواصل قرقاش أوهامه بالقول إن هناك حاجة إلى تحالف عربي لمعالجة التحديات الأمنية ويكون مجلس التعاون الخليجي لاعبا رئيسيا في هذا التحالف. والسؤال الذي لم يجب عليه..كيف سيتمكن مجلس التعاون من ذلك وهو مفكك بفعل حصار قطر وبفعل سياسة السعودية والإمارات الرعناء؟. وفي هذا الإطار، أكد “المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية” في لندن، أن مجلس التعاون الخليجي بدأ في التفكك نتيجة للصدع بين دول الحصار (السعودية والإمارات والبحرين)، ودولة قطر، وأن الأزمة الناجمة عن إجراءات دول الحصار تجاه الدوحة قد تفضي به إلى التلاشي إن استمرت الأزمة. وأشار المركز إلى أن الإمارات طرحت علنًا مسألة مغادرة قطر مجلس التعاون، وبالتالي انهيار المؤسسة الإقليمية الوحيدة التي بدت مستقرة لسنوات. كما عملت الإمارات هي والسعودية على تفكيك المجلس بإنساء مجلس تنسيق بينهما يكون بديلا لمنظومة مجلس التعاون الخليجي.
ومن المبكيات المضحكات أن قرقاش تحدث عن أن بلاده داعم قوي للإصلاحات في المنطقة كما أنها تقدم المعونات إلى دول المنطقة من أجل إحداث تنمية. ويبدو أن قرقاش كان في حاجة إلى من يذكره بأن المعونات الإماراتية في المنطقة مشبوهة ولها أجندة سياسية، كما حدث في الصومال واليمن غيرها من البلدان. واستغلت الحكومة الإماراتية الجمعيات الخيرية في أغراض غير نظيفة، ومقابل المنح والقروض والمساعدات كانت القواعد العسكرية والهيمنة والسيطرة الإماراتية حاضرة.

قطر ترعبهم

ولم يغب عن منظمي ملتقى أبوظبي الاستراتيجي الخامس الذي بدأ أمس أن يقحموا قطر في محاوره إلى جانب محاور عالمية ومنها إغراء القوة في السياسات الأمريكية خلال إدارة الرئيس الحالي دونالد ترمب، والطموح الروسي للقوة من ناحية التقييم الموضوعي لهذه القوة والتحديات الداخلية والخارجية التي تواجهها وتحد منها، وصعود الهند كقوة آسيوية رئيسية، والحدود الجغرافية والاقتصادية التي تحيط بقوة الصين، وبحث أوروبا عن دورها القديم أو سعيها لدور جديد في ميزان القوى العالمي، وطرق استخراج القوة الكامنة في القارة الأفريقية ذات الإمكانات والموارد الهائلة في ظل تحديات الأمن والاستقرار، وصفقة القرن وتفكيك شفرتها بعيداً عن التهويل فيها أو التقليل منها في محاولة لفهم إعادة صياغة الشرق الأوسط الجديد، والتحديات التي تواجه العالم العربي داخلياً وإقليمياً مثل الحرب في سوريا والوضع في اليمن وليبيا، كما ستتطرق جلسات الملتقى إلى سوق الطاقة المضطرب في ظل التحولات الجيواقتصادية الدولية، كما ستبحث جلسات الملتقى تقييم القوة التركية، والقوة الإيرانية والقوة لدى قطر.
ويبدو أن قطر الصغيرة جدا جدا حسب تصور مسؤولي دول الحصار، ترعب تلك الدول وخاصة الإمارات، فقوتها الاقتصادية والمالية على مرئى ومسمع من العالم، وقوتها الناعمة أصبحت حديث العالم، وتحالفاتها الاقليمية والدولية نموذج يحتذى في العلاقات الدولية. وسياساتها الثابتة أشاد بها العالم حيث إنها تسعى للاستقرار وإحداث التنمية والوساطة بين الفرقاء والمتنازعين، ومساندة الشعوب المستضعفة والوقوف إلى جوار الحق والعدل والمبادىء والإنسانية ولا تنتظر اشادة ولا شهادة من منتديات الفتنة ، وكل تلك السياسات الأخلاقية لا يعرفها مسؤولي أبوظبي، فهم أبعد ما يكونون عن هذا المستوى الراقي.
السابق
سلاح الجوي الإسرائيلي يدمر مقر فضائية الأقصى بالكامل
التالي
لم تعد تكتفي بالسعوديين.. سفارة الرياض في تونس تحتجز صحافيين تونسيين!!