مع اقتراب العيد.. ارتفاع التحويلات المالية 30%

الدوحة – وكالات:

تشهد شركات الصرافة في قطر حركة كثيفة مع اقتراب عطلة عيد الضحى المبارك والارتفاع الطبيعي في عدد الحوالات التي يرسلها في معظم الحالات الوافدين العاملين في قطر إلى بلدانهم وهذا ما ادى لارتفاع الطلب على العملات الأجنبية إلى مستويات عالية، وارتفع معه الإقبال على التحويلات المالية من قطر إلى عدد كبير من الدول، ما دفع بشركات ومحال الصرافة إلى الاستعداد وبشكل مبكر لاستقبال العملاء خلال هذه الفترة وتقديم أفضل الخدمات المالية لتلبية حاجياتهم، وصرح خبراء بأن نسبة الطلب على العملات الصعبة سجلت زيادة قدرت بنسبة ثلاثين بالمئة، مؤكدين على أن ذلك كان متوقعا باعتبار أن العيد هذه السنة صادف موعد الإجازات الصيفية، كاشفين أن قيمة العملات تشهد في هذه الأيام تحركا طفيفا في حين ثبت الدولار على 3.65، وأضاف اختصاصيون أن شركات الصرافة جهزت نفسها لهذه المرحلة ووضعت خططها لتجاوز الضغط وقضاء متطلبات العملاء دون أي مشاكل تذكر، وذلك بالعمل على تكوين مراكز مالية ضخمة من العملات الأجنبية المختلفة وفي مقدمتها الدولار الأمريكي والجنيه الإسترليني واليورو وباقي العملات الرئيسية التي تشهد طلبا قويا خلال هذه الأيام، في حين قال عملاء إن النشاط الكبير الذي تشهده سوق العملات والتحويلات في فترة موسم عيد الأضحى لم تؤثر على حركتهم المالية بل بالعكس من ذلك تماما وجدوا في شركات الصرافة كل التسهيلات التي تسمح لهم بتأدية معاملاتهم على أحسن وجه، مشيرين إلى أن الخبرة الكبيرة التي اكتسبتها شركات الصرافة في السنوات الأخيرة بتعاملها مع عمال من مختلفي الجنسيات جعلها تسير مثل هذه الوضعيات بسهولة.

نشاط كبير

في حديثه للشرق أكد السيد خالد اللاري مدير شركة اللاري للصرافة أن نشاط الشركة سجل ارتفاعا ملحوظا في سوق العملة سواء تعلق الأمر بالبيع أو الشراء، واصفا الأمر بالمنطقي بالنظر إلى تزامن موسم الإجازات وموسم عيد الأضحى المبارك، مشيرا إلى أن الحركة في سوق العملة ارتفعت بما يزيد عن 30 بالمئة عما كانت عليه في السابق، كما كشف أن كل العملات ذات القيمة العالية تشهد طلبا كبيرا خلال هذه الأيام، وفي مقدمتها اليورو، البوندا أو الليرة التركية إلا أن الدولار الأمريكي يبقى السيد بعد أن تضاعف الطلب عليه خمس مرات عما كان عليه الحال خلال الأشهر الماضية.

وبخصوص أسعار العملات الأكثر طلبا في هذه الفترة بالذات، قال خالد اللاري إنها شهدت تغيرات بسيطة على سعر الصرف باستثناء الدولار الثابت بـ 3.65، فيما وصل اليورو إلى 4.16 والجنيه الإسترلنيني 4.85، مشيرًا إلى أن التحرك البسيط نحو الأعلى أو الأسفل في بعض العملات هو مؤقت وناتج عن حركة العرض والطلب التي ترتفع خلال هذه الفترة من كل عام بسبب الاستعدادات لموسم عيد الأضحى المبارك، موضحا أن الطلب على العملات الأجنبية يعد طبيعيا ومستقرا مقارنة بالطلب في السنوات الماضية خلال هذه الفترة.

العملة متوفرة

من جانبه كشف السيد جمعة المعضادي مدير شركة الدار لأعمال لصرافة أن الضغط الكبير التي تشهده شركات الصرافة في هذه الأيام بسبب تزامن موسم عيد الأضحى بالإجازات السنوية، لم يؤثر تماما على قدرة شركات ومحال الصرافة في تلبية طلبات عملائها، بعد أن استعدت أغلبها لهذا الرهان مسبقا بضخها لأموال ضخمة في سوق العملات مقابل خدمة زبائنها بأحسن وجه وتوفير كل العملات، وبالأخص الأكثر طلبا كالدولار واليورو بالإضافة إلى الجنيه الإسترليني، مفندا كل الشائعات التي يسعى البعض لترويجها بخصوص نقص في الدولار الأمريكي، بعد أن أكد أن الدولار موجود وبصفة عادية داخل السوق القطرية باستثناء بعض شركات الصرافة التي يعتبر رأس مالها ضئيلا مقارنة بالبقية، كما أشار جمعة المعضادي إلى ان احتمالية معاناة الشركات القطرية للصرافة في الوقت الحالي من ناحية السيولة المالية تبقى مستبعدة جدا في ظل توفر كل إمكانيات إدخال العملة بشتى أنواعها وبأسرع طريقة ممكنة، حيث قد يصل ذلك في بعض الأوقات إلى الطلب صباحا والاستلام مساء، وذلك عن طريق الطائرات القطرية القادمة من بلدان الكويت وعمان وهونغ كونغ، وهي الدول التي تعتبر أحد أهم مصادر استيراد شركات الصرافة القطرية للعملة الصعبة، خاتما كلامه بأن الاستعداد لهذه المرحلة لم يكن فقط بالعمل على تكوين مراكز مالية ضخمة بل بتوفير أكبر عدد من اليد العاملة داخل شركات الصرافة والزيادة حتى في ساعات العمل في بعض الأيام التي يشتد فيها الضغط وذلك بموافقة المصرف المركزي.

خبرة كبيرة

وقال احد الزبائن “عبد الرحمن الشربيني”، بالخبرة الكبيرة التي اكتسبتها شركات الصرافة في قطر من تعاملها مع عمال من 150 جنسية، وهو الأمر الذي بات يعطيها القدرة على تسيير هكذا مواقف دون أي مشاكل، وذلك ببذلها مجهودات مضاعفة لتلبية طلبات المواطنين والمقيمين في هذه المرحلة بالذات التي تشهد إقبالا كبيرا على صرف وتحويل العملات، وشدد الشربيني على أن شركات الصرافة لم تخرج عن تقاليدها التي ميزتها طيلة السنوات الماضية ونجحت في تقديم أفضل خدمة لعملائها هذه السنة أيضا، بعد أن وفرت الكم الكافي من المال الذي يسمح للجميع بقضاء حاجياتهم، وفي تعليق له عن أسباب إقبال المقيمين والمواطنين على الدولار بدلا من العملات الأخرى صرح قائلا: “الأسعار المتغيرة لليورو والجنيه الإسترليني هي من تدفعنا لذلك، فالدولار ثابت في حدود 3.65 ولا نحتاج معه لوضع حسابات كثيرة، وهو ما قد يوقع شركات الصرافة في بعض الأحيان في أزمات يكون الدولار بطلها، لكنها سرعان ما تحل وترضخ لجهود القائمين على شركات الصرافة”.

الخيارات موجودة

من جهة أخرى أرجع رضا محمد يوسف الإقبال الكبير على شركات الصرافة في الوقت الراهن إلى فترة الإجازات الصيفية التي يحتاج فيها الجميع إلى العملة من أجل التنقل لقضاء العطلة السنوبة قبل العودة إلى أجواء العمل، بالإضافة إلى موسم عيد الأضحى الذي يكون فيه المقيمون هنا في قطر مطالبين بإرسال قسط من المال لذويهم من أجل اقتناء ما ينقصهم لهذه المناسبة الدينية المباركة، مؤكدا على أن أغلبية شركة الصرافة استعدت جيدا لهذا الامتحان كما تفعل ذلك في كل عام، ولا تغير على ما خبره من تعامل مع هذه الشركات منذ تواجده في قطر، بعد أن عودته على خلقها لخزان كبير من العملة الصعبة يتيح للزبائن حرية اختيار محل الصرافة المناسب وقضاء حاجياتهم المتعلفة بالتحويل أو الصرف بسلاسة، وأضاف رضا محمد يوسف أنه بإمكان الزبون اليوم التوجه لأي صرافة دون تسجيل أي اختلاف في مستوى الخدمات، فجميع مؤسسات الصرافة جهزت نفسها بشكل متشابه يتيح للزبون راحة كبيرة تمكنه من تخليص معاملاته بطريقة عادية دون مواجهة أي مشاكل على مستوى القيمة النقدية المحولة أو توقيت استلامها.

السابق
ثياب العيد.. نشاط محموم في محلات تفصيل الملابس
التالي
تفاصيل استعدادات ودام لأضاحي العيد