وكالات – بزنس كلاس:
زادت وسائل الإعلام العالمية من كثافة تغطيتها للحدث الرياضي الأبرز الذي ستشهده المنطقة العربية في 2022 حيث أصبح النجاح القطري وقدرة الدوحة على تجاوز الحصار المفروض عليها من قبل دول الحصار، عنواناً يتردد في وسائل الإعلام الأجنبية ، انجازات الدوحة أصبحت تتصدر العناوين الرئيسية ومحل اهتمام الإعلاميين الغرب ، حيث تحدثت إذاعة دويتشه فيله الألمانية عن تحضيرات قطر لمونديال 2022 وقالت إنه من المنتظر أن يكون حدثا عالميا لا ينسى . من جهته اعتبر الموقع البريطاني ميدل أيست اي أن العلاقات الوثيقة بين الدوحة وباريس خصوصا ومع أوروبا عموما يعتبر نجاحا للدبلوماسية القطرية التي تجاوزت محاولات العزل التي تتعرض لها .
تحدثت الصحفية سوندراي بونشار عبر أثير إذاعة دويتشه فيله الألمانية ، حيث أكدت أنه مع اقتراب نهاية مونديال 2018 تتجه العيون إلى الدوحة التي ستستضيف كأس العالم القادم عام 2022 في قطر ، وتجري الاستعدادات بشكل جيد في الدوحة التي تعمل على أن يكون كل شيء جاهز في الوقت المناسب، سيما وأن قطر معروفة بحب كرة القدم وتعمل على تحسين ظروف العمال و حقوق الإنسان.
مونديال تاريخي
تحدثت بونشار عن الشريط الدعائي لكأس العالم التي تم إطلاقه مؤخرا ، وقالت انه شريط دعائي يقدم لمحة عن الدوحة التي ستنظم أهم حدث في تاريخ الرياضة الأولى في العالم ، ويبرز التطور الكبير للملاعب التي ستقام فيها المباريات، كما يستعرض الشريط معالم قطر المستوحاة من الأصداف والقوارب. واعتبرت المذيعة أن من خلال الشريط الدعائي لمونديال 2022 يمكن القول إن “مونديال قطر 2022 “سيكون حدثا لا ينسى في تاريخ العرب وكرة القدم العالمية ، ونقلت الإذاعة تصريحا لأحد مسؤولى اللجنة العليا للمشاريع والإرث ” نحن فخورون جدا بما أنجزناه حتى الآن وقطر ستعمل كل ما في وسعها لتنظيم مونديال 2022 في نسخة مبهرة ”
وبين التقرير الألماني أن دولة قطر بصدد انجاز 9 ملاعب ومجمع رياضي وعدد هام من التجهيزات للبنية التحتية في استثمار هائل ، حيث سيتم تنظيم كأس العالم لأول مرة في الخريف نظرا لارتفاع درجة الحرارة في الخليج في فصل الصيف ، كما نقلت دويتشه فيله عن المسئولين القطريين عن تنظيم المونديال حرص الدولة على تحسين ظروف العمل بالنسبة لجميع عمال البناء والوافدين في كنف احترام القوانين الدولية .
قالت الإذاعة انه رغم الانتقادات السابقة لظروف عمال البناء في قطر ، فان عددا من المنظمات الدولية أثنت على التقدم الذي أحرزته الدوحة في جهود تحسين ظروف العمال واحترام المعاهدات الدولية . وتحدث التقرير عن السكن المهيأ الذي وفرته الدوحة للعمال ، مبينة أن وفودا من المنظمات العالمية تزور الدوحة باستمرار للاطلاع على التقدم الذي تحرزه في وضعية العمال ، بالإضافة إلى تأكيد الفيفا ان مونديال 2022 سيكون فرصة لتحسين ظروف العمال الأجانب في قطر.
انتصار دبلوماسي
من جانبه تحدث الموقع البريطاني ميدل أيست اي عن العلاقة القطرية الفرنسية واعتبرها نجاحا دبلوماسيا يحسب للدوحة في ظل الحصار المفروض عليها ، وقال التقرير إن هذه العلاقات تتفق مع القول المأثور “تمر الحكومات لكن المصالح تبقى”. حيث إن التعاون التاريخي بين الدوحة وباريس لم ينته مع ماكرون بل تواصل وتعزز في عدة مجالات ، وبعد اندلاع الأزمة في الخليج تم توقيع عقود تجارية وعسكرية بين قطر وفرنسا.
الواسطة لحل الأزمة
وواصل التقرير أنه يجب القول إنه كان من الصعب على باريس أن تنتقد علانية الحصار الذي نفذه عملاؤها الرئيسيون في الخليج في الوقت الذي تحتاج فيه الشركات الفرنسية إلى دعم سياسي قوي لتحقيق الفوز بعقود مربحة أخرى في المنطقة. مما اضطر باريس إلى الحياد النسبي في محاولة لعدم الإساءة إلى أي من حلفائها. غير أن فرنسا أبدت موقفا واضحا بأنها لن تتخلى عن الدوحة ، وأصبح هذا الموقف معلوما منذ بداية الأزمة، بعد قرار إرساء سفينة عسكرية فرنسية في أحد موانئ الدوحة . على الجانب القطري، لقيت هذه الرسالة تقديرا كبيرا لأنها أوضحت أن باريس لا يمكن أن تسمح بأي تدخل عسكري ضد الدوحة . كما أن صفقة الرافال واحدة من أهم الصفقات التي وقعتها الدوحة مع الشريك الفرنسي .
قطر هزمت خصومها
وبين التقرير أن تعزيز العلاقات الثنائية بين الدوحة وباريس يبرز نجاح قطر في هزيمة خطط خصومها في عزلها وتقييدها اقتصاديا وسياسيا . كما لعب ماكرون دورا جيدا في المفاوضات لحل الأزمة وطالب برفع الحصار عن الدوحة وألقى الضوء على التداعيات الإنسانية للأزمة الخليجية . ومن الواضح أن باريس تدعم الدوحة في مبدأ فتح باب الحوار مع اعتبار السيادة الوطنية خطا أحمر لا يمكن تجاوزه وقد أصبح هذا الموقف المسؤول في الدوحة بوصلة دبلوماسية منذ ذلك الحين، سيما وأن الاتهامات الموجهة من قبل دول الحصار ضد الدوحة لم تقنع الكثيرين، ومن المؤكد أن اتهام الدوحة بالضلوع في الإرهاب هي الأكثر الادعاءات المرفوضة من قبل الرئاسة الفرنسية.
وبين التقرير أن الدوحة وقعت مع فرنسا مذكرة تفاهم لمحاربة مصادر تمويل الإرهاب إلى جانب الولايات المتحدة ، مما يجعل من الدوحة لاعباً متميزاً في مكافحة الإرهاب. وعلى الرغم من الجهود التي تبذلها دول الحصار لجعل قطر مركز اتهام بالإرهاب والتمويلات المشبوهة والملايين التي تم إنفاقها على مؤسسات الضغط لترويج لهذه الفكرة وتشويه صورة الدوحة ، فمن الواضح أن العكس هو الذي يحدث حيث تمكنت الدوحة من التقدم وتجاوز تداعيات الأزمة.