معهد بومبيس للدراسات الإستراتيجية: قوات واشنطن لن تغادر العديد

وكالات – بزنس كلاس:

في تأكيد جديد لوقف سيل الشائعات حول نقل الولايات المتحدة الأمريكية لقاعدة العديد الجوية خارج قطر كما تجاول دول الحصار أن تروج. فقد أكد تقرير لمعهد بومبيس للدراسات الإستراتيجية أن قطر نجحت في استخدام الأزمة الخليجية لصالحها وأن الحصار كان له تأثير إيجابي على قطر معاكس لما سعت اليه السعودية والإمارات والبحرين، داخليا وإقليميا وفي المقابل تراجع نفوذ السعودية في المنطقة حيث كان الحصار بقيادتها محاولة لإجبار قطر على الرضوخ لتعزيز مكانتها والسيطرة على القرار السياسي والإستراتيجي.

وأضاف التقرير أن الحصار تسبب في التوترات داخل مجلس التعاون الخليجي، حيث إن التصعيد المفاجئ وشدة الحملة ضد الدوحة وعدم التوصل إلى حل سريع للأزمة جعل المجلس يعيش انقساما غير مسبوق وخلق حدة متزايدة في المواقف.

وجمع التقرير في 75 صفحة مجموعة من المقالات والدراسات الأكاديمية لعدد من الخبراء والأساتذة يتناولون الأزمة الخليجية، بإشراف البروفيسور مارك لينش من جامعة جورج واشنطن وبدعم من مؤسسة كارنيجي نيو في نيويورك ومؤسسة هنري لوس.

تجاوز الحصار

أكد التقرير أن رفض قطر مطالب دول الحصار عرضها إلى أشكال جديدة من الضغط على غرار حملة مكلفة للعلاقات العامة، ومحاولة تأليب القبائل، وحملة لتجريد الدوحة من مونديال 2022. وتعرضت الدوحة إلى بعض المشاكل الاقتصادية جراء الحصار، سرعان ما وجدت مصادر بديلة للمواد الغذائية وغيرها من السلع، وإلى جانب التعاون العسكري مع تركيا، عززت الدوحة علاقتها مع المسؤولين الأمريكيين، فيما أظهر الشعب القطري وطنية عالية والتفافا كبيرا حول القيادة. وكانت الاستجابة الإقليمية للحملة مختلطة، حيث فضل معظم القادة العرب عدم اتخاذ موقف مع أي جانب، وفيما وجدت السعودية والإمارات دعمًا فوريًا من البحرين ومصر، فإنهم عجزوا عن توسيع دائرة الحصار ضد قطر .

حرب المعلومات

وبين التقرير أنه بالتوازي مع الأزمة الخليجية، اشتعلت حرب القرصنة والتهم في وسائل التواصل الاجتماعي وتم تعبئة جيوش تويتر واستخدام الحسابات الوهمية لنشر علامة هاشتاغ تتهم قطر بالإرهاب، وتروج لروايات تسيء للدوحة ولاحظ التقرير أنه تقريبا جميع حسابات تويتر الوهمية التي شنت حملات ضد قطر روجت للسياسة السعودية، حيث إن نفس الحسابات سجلت الآلاف من تغريدات الترحيب بترامب في السعودية.

وذهب التقرير الى ان حرب الحسابات الوهمية كانت في شكل حملة منظمة لضرب صورة قطر في الداخل والخارج وتضليل الرأي العام، حيث إن هذه الدعاية السيبرانية أرادت تشكيل الخطاب على الانترنت للضغط على قطر للتخلي عن سياستها الخارجية.

وتطرق التقرير إلى رسائل البريد الإلكتروني لسفير الإمارات في الولايات المتحدة الأمريكية، يوسف العتيبة التي أظهرت تواصلا بين أبوظبي ومؤسسات ضغط أمريكية مؤيدة لإسرائيل، تكشف أدوارا مبهمة تلعبها هذه المنظمات للتلاعب بالسياسة الإقليمية والتأثير على البيت الأبيض.

سوء تقدير

وذكر التقرير أنه بعد استضافة عشرات القادة العرب والمسلمين في القمة الاسلامية الامريكية بالرياض، توقعت السعودية والإمارات تحقيق انتصار سريع على قطر، والحصول على تأييد إقليمي واسع. في سعي لإظهار الهيمنة السعودية- الإماراتية على مجلس التعاون الخليجي والدول العربية في الشرق الأوسط. وكما الحال في حربهما الكارثية باليمن، بالغت السعودية والإمارات كثيرا في توقع النجاح، وفشلتا في وضع خطة بديلة معقولة في حال عدم نجاح مسعاهما. ويبدو أن الدول الأربع بالغت في تقدير مخاوف قطر من استبعادها من مجلس التعاون الخليجي، وبالغت في قدرة هذه الدول على إلحاق الأذى بدولة قطر.

وقال إن المقاطعة الاقتصادية ألحقت ضررا طفيفا بواحدة من أغنى دول العالم وان قاعدة العديد التي تتواجد فيها القوات الأمريكية توفر سداً منيعاً وفعالاً، حيث أوضحت القوات الأمريكية أنها غير معنية بالاقتراحات الإماراتية لنقل القاعدة الجوية الأمريكية من قطر، كما أن طلب إغلاق قناة الجزيرة لقي استنكاراً عالمياً واسع النطاق، باعتباره انتهاكا لحرية الإعلام، بينما الدول الأربع تخضع لأنظمة قمعية.

السابق
ميناء سواكن يستقبل رافعات وقوارب سحب من قطر
التالي
الدوحة تطالب الرفع الفوري وغير المشروط للحصار الجائر ضدها