في مصنع لإنتاج اللحوم بالمنطقة الصناعية المترامية الأطراف في الدوحة يرابط العمال في مواقعهم ليلاً مرتدين أقنعتهم يحملون بدأب صناديق الدجاج على طول خط الإنتاج الممتد على تلك الأرضية البالغة النظافة على بساطتها.
يداوم العمال لساعات إضافية منذ أن قطعت السعودية والإمارات ودول أخرى علاقاتها، وأوقفت جميع خطوط النقل مع قطر يوم الاثنين مما أثار مخاوف من حدوث نقص في السلع الغذائية بالسوق المحلية.
وأدت حملة بعض الدول الخليجية ضد قطر إلى إلى توقف واردات الغذاء من نقاط عبور رئيسية في السعودية والإمارات، ما أدى بالدوحة للتوجه نحو دول أخرى مصدرة من بينها تركيا وإيران. بيد أنها لجأت أيضاً إلى شركات الأغذية المحلية لإمداد المتاجر بما يكفيها من السلع.
وفي مصنع اللحوم كان العمال يسارعون يوم السبت الماضي لتلقيم المفارم المعدنية البراقة بصدور الدجاج المجمد المستوردة من البرازيل قبل حملها على عربات اليد إلى عنبر مجاور، حيث تتم تعبئتها.
ومن حيث كان يجلس في مكتبه المجاور، قال أحمد الخلف رئيس الشركة العالمية لتطوير المشاريع، وهي الشركة الأم للشركة القطرية لإنتاج اللحوم: «نشغل دوامين بدلاً من واحد، وأوقفنا التصدير لتركيز إنتاجنا على السوق المحلية… هناك خطط لزيادة الإنتاج إلى ثلاثة أمثاله». وتعكف الشركة القطرية لإنتاج اللحوم على زيادة إنتاجها من الدجاج ولحم البقر والضأن إلى المثلين ليصل إلى 40 طناً يومياً. وقال الخلف إن هذا دليل على أن قطر قادرة على الاستمرار من دون الاعتماد على جيرانها الذين قاطعوها.
ما زالت تعتمد على غيرها؟
تضررت الأنشطة التي يعمل بها الخلف في قطاع الأغذية، والتي تشمل مصنع اللحوم الذي يديره أحد أنجاله ومزرعة لإنتاج الخضر، من تبعات إغلاق السعودية والإمارات لحدودهما. وما زال ما يصل إلى 30 حاوية شحن تابعة للخلف عالقة في ميناء جبل علي بدبي، وهو مركز رئيسي للأنشطة وللعبور في المنطقة. لكن المصنع يستطيع تغطية الطلب على المواد الخام عبر نقل السلع جواً بشكل مباشر من دول مثل تركيا ومن خلال موانئ أخرى في الخليج، ومن بينها صلالة في سلطنة عمان.
وقال الخلف: «بعض المعدات تأتي على متن طائرات من الخارج من أجل زيادة طاقة خط الإنتاج إلى المثلين». وكان نحو نصف كميات الغذاء القادمة لقطر يأتي عبر الحدود من المملكة السعودية. وشأنها شأن العديد من الشركات المحلية، تستورد الشركة القطرية لإنتاج اللحوم جميع كميات اللقيم الذي تصنعه وتعبئه. ويقول الخلف «نجلب المواد الخام من الخارج».
«يمكننا إمداد قطر»
تشعر شركات قطرية أخرى أيضاً بوجود فرصة. ففي مصنع منتجات الحليب الذي يمتلكه، يعمل محمد الكواري البالغ من العمر 30 عاماً خلال العطلات في شهر رمضان للإشراف على الإنتاج.
وبينما كان العمال يعبئون الزبادي تحت العلامة التجارية روعة المملوكة لشركته الخليج للمنتجات الغذائية، قال الكواري: «الوضع رائع! كما ترى، هناك الكثير من الإنتاج، ولدينا حصة كبيرة في السوق».
وقال إن المصنع ينتج 20 ألف لتر من منتجات الحليب يومياً ارتفاعاً من 15 ألف لتر. وتعتمد الخليج للمنتجات الغذائية أيضاً بكثافة على الاستيراد بما في ذلك استيراد الحليب من فرنسا. وقال: «عادة ما يأتي على متن سفن، لكن ربما يأتي جواً خلال وقت قريب دون تغيير في السعر» بفضل الدعم الحكومي.
وعن العلاقة مع دول الخليج المجاورة، قال الخلف إنه بالفعل يتطلع لأماكن أخرى. وأضاف: «سأغادر الأسبوع القادم لأجري بعض الترتيبات الأخرى للاستيراد من دول أخرى» بما في ذلك تركيا وأذربيجان وأوكرانيا.