متى ستقوم التعليم بتوضيح آلية عمل لجنة لمراجعة وتعديل المناهج الجديدة؟!!

الدوحة – بزنس كلاس:

أعلنت وزارة التعليم والتعليم العالي قبل شهرين عن تشكيل لجنة لمراجعة وتعديل المناهج الجديدة، على خلفية ظهور أخطاء وعبارات ركيكة وخادشة للحياء في منهج التربية الإسلامية للصف السابع، إذ أكدت الوزارة أن اللجنة سوف تتولى العمل على تنقيح المناهج بما يتوافق مع أعراف وقيم وأخلاق المجتمع القطري.

ومنذ ذلك الوقت وإلى الآن، لم تقم وزارة التعليم بتوضيح آلية عمل اللجنة، أو حتى أسماء أعضائها، مما أثار تساؤلات حول جدية الأمر، فيما شكك البعض في وجود هذه اللجنة المزعومة من الأساس، وأن التعليم أعلنت عن تشكيلها لتهدئة الرأي العام الغاضب من مستوى المناهج الجديدة، وأنهم راضون تمام الرضا عن هذه المناهج ولا توجد نية حقيقية لتعديلها.

وكان سعادة وزير التعليم والتعليم العالي قد أكد في تصريحات سابقة أن هذه المناهج متطورة وتركز على الهوية والقيم ومهارات القرن الحادي والعشرين، وعلى ما حدث من تطورفي متطلبات التعلم. وأضاف الوزير أن المناهج تركز على التعلم الذاتي، وعلى الكفايات وليس التلقين، لافتاً إلى أن هناك ملاحظات على المنهج فهذا شيء طبيعي، فكل منهج بعدما يتم تعديله في الطبعة الأولى منه، يحتاج إلى تنقيح كثير، مما يشير إلى الرضا التام لدى القيادات التعليمية عن المناهج الجديدة.

وعقب تصريحات المسئولين بالتعليم حول المناهج، ظهرت مشاكل أخرى تتعلق بغموض بعض الأسئلة في المقررات ومصادر التعلم، حيث اشتكى أولياء أمور من عدم قدرتهم على فهم الأسئلة لمساعدة أبنائهم الطلبة في المراحل السنية الصغيرة لحل الواجبات المدرسية، مؤكدين أن هذه الأسئلة من الصعب فهمها أو شرحها للطالب، خاصة في مرحلة التعليم المبكر. لتخرج وزارة التعليم وتعلن عن تخصيص خط ساخن، ورابط عبر موقع الوزارة لتلقي الملاحظات والتغذية الراجعة حول المناهج الجديدة، بمشاركة الطلاب وأولياء الأمور وجميع العاملين بالحقل التعليمي.

وبسبب غموض الوزارة في التعامل مع ملف المناهج الجديدة، تزايدت التساؤلات حول مدى كفاءة أعضاء اللجان المسئولة سواء عن تطوير المناهج أو تعديلها، خاصة وأن المسؤولين أكدوا الاستعانة بخبرات أجنبية لتطوير وتعديل المناهج، بالرغم من وجود كوادر وطنية لديها خبرات تصل إلى 25 عاماً في الحقل التعليمي، إلا أن جميع هذه الكوادر تم الاستغناء عنها عند وضع المناهج المطورة. فضلاً عن تغيير المناهج بصورة مستمرة ومتقاربة، مما يؤثر على قدرة الطالب على الاستيعاب، وكذلك المعلم. فيما تظل وزارة التعليم صامتة تماماً عن توضيح تلك الأمور العالقة بشكل مفصل.

عائشة الجابر: المحسوبية معيار التعليم لاختيار أعضاء لجان تطوير المناهج

من جهتها قالت الخبيرة التربوية عائشة الجابر: إن لجنة تعديل المناهج التي أعلنت عنها وزارة التعليم والتعليم العالي قبل شهرين، لم تُظهر أية نتائج تتعلق بأوجه القصور والأخطاء العلمية بالمناهج الجديدة، لافتة إلى أن المناهج الجديدة تحتوي على العديد من المشكلات التي تتعلق بدقة المعلومات العلمية، وارتباط المناهج بمعايير تربوية وقيمية.

وأضافت الجابر أن أساس المشكلة يرجع إلى تخلي الوزارة عن المعايير التربوية في إعداد وتنقيح المناهج، ففي الماضي كانت أي لجنة يتم تشكيلها لتطوير المناهج، تعتمد على خبراء تربويين، بالإضافة إلى المتخصصين في المادة العلمية، كما أن أعضاء اللجنة كانوا من الكوادر القطرية ذوي الخبرة في الحقل التعليمي. أما الآن فمعظم أعضاء اللجان المسؤولة عن تطوير المناهج ليست لهم أي خبرات على الإطلاق.

وأشارت إلى أن مناهج الدراسات الاجتماعية الجديدة للمرحلة الثانوية على سبيل المثال، شارك في مراجعتها أحد الأشخاص الذين ليس لهم أي صلة بالمادة، وكل خبرته لا تتعدى سوى 5 سنوات في الميدان التعليمي، مما نتج عنه في النهاية مناهج ومواد علمية مبتورة، مع عدم وجود تسلسل تاريخي للمقررات داخل مادة التاريخ، موضحة أن ذلك الوضع المأساوي- على حد وصفها- أدى إلى عدم قدرة المعلم نفسه على استيعاب التغيرات التي طرأت على المناهج، كما أن الموجهين أيضاً يجدون صعوبة في المتابعة والتقييم على أسس علمية صحيحة.

وأشارت إلى أن مستوى الأسئلة في الكتب الدراسية الجديدة سيئ للغاية، ولا يقيس العمق الفكري والمعرفي لدى الطالب، بل إن الكتاب المدرسي الآن يحتوي على العديد من الأسئلة المبهمة التي لا يستطيع لا الطالب ولا معلمه الإجابه عنها، لافتة إلى أن واضعي المناهج الجديدة أحياناً يلجأون إلى الانترنت لوضع المواد العلمية الخاصة بالمناهج، كما أن أعضاء اللجان المسئولة عن تطوير المناهج يتم اختيارهم بالمحسوبية وليس بالكفاءة والخبرة.

وأكدت الجابر أن وزارة التعليم خلال الثلاث سنوات الماضية، أجرت تعديلات متعددة على المناهج، وفي كل عام يجد الطالب والمعلم تغييرات كبيرة في المناهج، وهذا منهج علمي خاطئ، حيث يؤدي إلى ارتباك لدى المعلم والطالب. ففي السابق كان يتم الاعتماد على تنقيح المناهج فقط وفقاً لمعايير أكثر شمولاً، أما الآن بسبب انعدام خبر اللجان الاستشارية والفنية، يتم تعديل المناهج بشكل مستمر، مما يؤدي إلى ظهور أخطاء تستوجب القيام بتعديلات أخرى في السنة اللاحقة وإعداد مصادر تعلم جديدة، معتبرة ذلك خللا واضحا في إجراءات الوزارة، وإهدارا للمال العام.

أولياء أمور للشرق:  نطالب وزارة التعليم بمزيد من الشفافية وإعلان النتائج

من جهتهم طالب عدد من أولياء الأمور، وزارة التعليم والتعليم العالي، بضرورة الكشف عن نتائج ومخرجات اللجنة التي تم اعلان عنها، لمراجعة وتنقيح المناهج، مؤكدين على انه يحق لأولياء الأمور معرفة كافة النتائج التي وصلت إليها، كما طالبوا بمزيد من الشفافية وخاصة فيما يتعلق بمستقبل الأبناء، وعدم الاستهتار أو إصدار القرارات لتهدئة الرأي العام فقط.

وقالوا “للشرق” انه يجب إعادة النظر في كافة التعديلات، ووضع الانتقادات في عين الاعتبار، مشددين على ضرورة وضع مناهج تتناسب مع اعمار الطلبة، وان لا تفوق قدراتهم الادراكية والذهنية، وان تراعي متطلبات المرحلة الراهنة مع ضرورة توائمها مع العادات والتقاليد وطبيعة المجتمع القطري.. مطالبين بضرورة الإسراع في دراسة أوجه القصور، والاستعانة بأهل الخبرة في سبيل الخروج بأفضل المناهج لطلابنا.

 طارق السليطي: تم الإعلان عن اللجنة لتهدئة الرأي العام

يرى المواطن طارق السليطي أن اللجنة التي تم الاعلان عنها من قبل وزارة التعليم كانت نوعا ما لتهدئة الرأي العام فقط، مؤكدا على أن المناهج السابقة في الدولة، لم نر مثل هذه الأخطاء، ولذلك يجب مراعاة ان تكون المناهج التي تدرس للطلبة، مناسبة لاعمار الطلاب، وألا تحتوي على بعض الالفاظ غير المناسبة لطبيعة وثقافة المجتمع القطري، وطالب بضرورة مراجعة المناهج التي تم تطويرها مؤخرا على وجه السرعة، مشددا على أهمية التدرج عند القيام بتطوير المناهج، مع ضرورة وضع معايير عالية تضمن وتراعي عمر الطالب، ومستواه الفكري وقدراته الادراكية حتى لا تشكل المناهج خطورة على الطالب في المستقبل.. وأكد السليطي ان تطوير المناهج بين الحين والآخر هي ظاهرة صحية جدا و لكن مع ضرورة مراعاة أمور كثيرة حين الاقدام على مثل هذه الخطوة الكبيرة، وذلك من خلال تشكيل لجنة استشارية لمراجعتها وتدقيقها، فضلا عن ضرورة معرفة اسباب ضعف مخرجات اللغة العربية عن الابناء، وخاصة وانه احيانا بعض المناهج صعبة لدرجة ان الآباء لا يستطيعون الاستذكار لأبنائهم.

حمد الكبيسي: معرفة نتائج ومخرجات اللجنة حق لأولياء الأمور

من جانبه قال المواطن حمد الكبيسي، أنه يجب على وزارة التعليم الكشف عن نتائج اللجنة التي تم تشكيلها، خاصة وانه يحق لجميع اولياء الأمور معرفة كافة مخرجات تلك اللجنة، متسائلا هل ما حدث من جانب وزارة التعليم مجرد تسكين وتهدئة للرأي العام؟ معربا عن أمله في إصدار قرار رسمي ليعلن فيه عن نتائج تلك اللجنة بشفافية.. وتابع قائلا: يجب و ضع العديد من النقاط قبل حدوث أي عملية تعديل او تغيير للمناهج المدرسية.. وأشار الى ان هناك أسسا ومعايير وضعتها الوزارة في سبيل ذلك و يجب تطبيقها على اكمل وجه حتى نحصل على النتيجة المطلوبة.. وأضاف انه من الضروري تطوير مصادر التعلم بين الحين والآخر مواكبة للعصر الحالي، ومن اللازم أيضا تطوير الوسائل التعليمية الحديثة ولكن مع الحرص على عدم الاسفاف في تقديم المعلومة وتبسيطها و تقديم وجبة غنية وسهلة بعيدة عن المعاني الخارجة وتتناسب مع العادات والتقاليد القطرية الاصيلة.. وشدد الكبيسي على ضرورة تلافي أي سقطة في المناهج الجديدة والإسراع في عملية التغيير والتعديل و تشكيل لجنة تضم نخبة من الخبراء والمثقفين والاكاديميين البارزين لسد الثغرات ووضع الانتقادات بعين الاعتبار وذلك لما له الأثر الكبير على مستقبل أطفالنا وشبابنا.

 أنور الطيري: الشفافية مطلب مهم لجميع أولياء الأمور

قال أنور الطيري، انه يجب ان يكون هناك مزيد من الشفافية، مع ضرورة إعلان جميع النتائج والمخرجات، الناتجة عن اللجنة التي تم الاعلان عنها من قبل وزارة التعليم والتعليم العالي، معتبرا انه في حال عدم الاعلان، سيتعتبر أن هذا القرار كان بمثابة تهدئة لاولياء الامور.. وتابع قائلا: لابد من تطوير وتحديث المناهج بين الحين والآخر، و لكن يجب ان تضع الوزارة العديد من النقاط في عين الاعتبار حينما تقوم بمثل هذه الخطوة. وأضاف يجب ان تتم هذه الخطوة على ايدي خبراء واكاديميين بارزين لان مستقبل الجيل يقع على عاتقهم، والاجيال في هذه المراحل العمرية تعتبر مستقبلة لاي معلومة وبالتالي يجب مراعاه تقديم المعلومات بالطريقة الصحيحة و السلسة و البعيدة عن الالفاظ الخارجة وتبسيط المعلومة حتى يستوعبها الطالب، و لا تترك أي اثر سلبي على نفوس الطلبة في المرحلة المقبلة.. وأكد ان هناك جهودا تبذل من قبل وزارة التعليم و الخطوة التي قامت بها في سبيل التطوير ولكن قد تحدث بعض الهفوات و الأخطاء التي يجب مراعاتها ووضعها بعين الاعتبار و تلافيها على الفور حتى لا تتسبب باي أضرار للأجيال القادمة.

البوعينين للشرق: ندعو وزارة التعليم لاطلاع المجتمع على الجهود الجارية حالياً لتعديل المناهج

وأكد المواطن جمال علي البوعينين، ولي أمر، أن الاستجابة السريعة لوزارة التعليم والتعليم العالي في الاعلان عن انشاء لجنة لمراجعة المناهج كان لها أكبر الأثر في تهدئة الرأي العام.

ولفت البوعينين الى أن اجراءات الوزارة حتى الآن مرضية، مشيرا الى أن أولياء الأمور في انتظار النتائج التي سيخرج بها أعضاء اللجنة والتي من شأنها اعادة الامور الى نصابها الطبيعي.

وبين جمال البوعينين أن وجود بعض الألفاظ في بعض المناهج لا ينفي الجهد الكبير الذي تبذله وزارة التعليم في مجال تطوير المناهج والبيئة التعليمية في قطر، مؤكدا أن الأخطاء يمكن تداركها

وذكر البوعينين أن عدم رضا أولياء الأمور عما حدث مرجعه الى الحرص على الأبناء من التعرض لألفاظ قد تخدش بعض القيم لديهم، داعيا الوزارة الى اطلاع المجتمع على الجهود الجارية حاليا لتعديل المناهج.

وتابع قائلا” إن ما حدث من حملة على مواقع التواصل الاجتماعي ربما كانت تستهدف لفت نظر الجهات المعنية في وزارة التعليم والتعليم العالي الى أهمية تعديل المناهج بما يتلائم مع العادات والتقاليد والتراث السائدة في المجتمع”.

الجابر: اسناد وضع المناهج لشخصيات وطنية من ذوي الخبرة والكفاءة يبني جيلاً معافاً فكرياً

وشدد المواطن ابراهيم الجابر على ضرورة اسناد بناء المناهج لشخصيات وطنية من ذوي الخبرة والمشهود لها بالكفاءة، مؤكدا أن المجتمع القطري يزخر بهذه النماذج القادرة على وضع مناهج متوازنة تكفل بناء جيل جديد معاف فكريا.

وأضاف قائلا” ولا يصح أن يتم احضار أشخاص من الخارج لهذه المهمة الحساسة التي من شأنها بناء وجدان الجيل الصاعد الذي يعول عليه في استكمال مسيرة البناء والتطور والنهضة التي تشهدها بلادنا الحبيبة”.

وشدد الجابر على أن استجابة وزارة التعليم السريعة لمطالب المجتمع يشير الى حرص الوزارة على تدارك الأخطاء وتصحيحها، مؤكدا من جديد في السياق ذاته على أنه من الخطأ اسناد المناهج لأشخاص ليسوا على اطلاع كاف بعادات وتقاليد المجتمع. وتابع قائلا” كما انه من الخطأ أيضا استيراد مناهج من الخارج لا تتناسب مع المجتمع وهو ما يرفضه المواطنين والمقيمين على حد سواء”.

وأشار الجابر الى أهمية أن تعلن اللجنة عن نتائج عملها، مؤكدا ثقته في اللجنة وقدرتها على تصحيح الاخطاء التي ظهرت في بعض المناهج.

وأوضح الجابر أن المناهج القديمة التي تربى عليها أجيال في قطر لا يعيبها شيء، داعيا الى أهمية جعل هذه المناهج كمعيار عند وضع مناهج جديدة وهو من شأنه تلافي الأخطاء التي قد تظهر عند التطوير.

السابق
“مجتهد” يكشف: هذه تفاصيل الانقلاب على ابن سلمان
التالي
صحيفة فرنسية: قطر باتت جاهزة لمونديال 2022