ما سبب تراجع أسعار النفط بعد قرار “أوبك” تمديد خفض الإنتاج؟!!

أقرت “أوبك” تمديد اتفاق خفض الإنتاج حتى نهاية الربع السنوي الأول من العام المقبل – اتساقا مع تكهنات واسعة النطاق – ولكن في نظر المستثمرين، لم يكن هذا القرار كافيا، وهو ما دفع أسعار الخام نحو الهبوط.
عقب القرار، كان لأسعار النفط ردة فعل سلبية، حيث اتجهت نحو الانخفاض وسط خيبة أمل من المستثمرين الذين منوا أنفسهم بزيادة حجم خفض الإنتاج، وفقا لما تناولته “ماركت ووتش” في تقرير.

 

شفافية “أوبك”
– يرى خبراء أن المنظمة التزمت بالشفافية والوضوح، حيث بعثت بتلميحات للسوق قبل عقد اجتماعها، وهو ما جعل المستثمرين مستعدين للقرار ومتوقعينه، وربما يكون ذلك السبب وراء فقدان ردة الفعل الحماسية للأسعار.

 

– في جلسة الخميس عقب قرار “أوبك”، هبط “نايمكس” 4.8% أو 2.46 دولار مغلقا عند 48.90 دولار للبرميل، بينما انخفض “برنت” بنسبة 4.6% أو 2.50 دولار إلى 51.46 دولار للبرميل.

 

– كان أعضاء “أوبك” قد اتفقوا العام الماضي على خفض الإنتاج 1.2 مليون برميل يوميا لستة أشهر حتى نهاية يونيو/حزيران القادم، وتعاون منتجون غير أعضاء بالمنظمة على رأسهم روسيا بخفض 600 ألف برميل يوميا ليصل إجمالي حجم الخفض إلى 1.8 مليون برميل يوميا.

 

– تم استثناء ليبيا ونيجيريا من الاتفاق، ولا تزال الدولتان معفاتين بعد تمديده، وانضمت غينيا الاستوائية للمنظمة ليصل عددهم إلى 14 عضوا، وأكد خبراء على أن ما يهم الأسواق ليس الفترة الزمنية التي تم خلالها تمديد الاتفاق، ولكن قدرة “أوبك” على تحقيق التوازن في السوق ومجابهة الخام الصخري الأمريكي.
النفط الصخري الأمريكي
– لا يزال هناك غموض بخصوص مدى مستويات إنتاج النفط الصخري في أمريكا، وهو ما رآه محللون سببا لتخمة المعروض العالمي وردعا لأي خطوات تتخذها “أوبك” لتحقيق التوازن في السوق.

 

– أفاد أحد المحللين بأن قطاع النفط الصخري الأمريكي يعتمد على المرونة والتنافسية، وإلى أن يستقر التقدم التكنولوجي في إنتاج الخام الصخري، فإن كونه تهديدا رئيسيا لـ”أوبك” سيظل غير واضح.

 

– قال وزير الطاقة السعودي “خالد الفالح” إن سبعة أسابيع من الانخفاض في إمدادات الخام في أمريكا وتراجع مخزوناتها تمثل أنباء جيدة، كما توقعت وكالة الطاقة الدولية في تقريرها خلال مايو/أيار حدوث عجز في المعروض العالمي وعودة التوازن للسوق في المدى القريب.

 

– رغم ذلك، يرى بعض المحللين أن اتجاه أسعار النفط لن يتغير كثيرا في المدى القريب على الأقل في أعقاب قرار “أوبك” الذي خيب الآمال بعدم زيادة حجم خفض الإنتاج بأكثر من 1.8 مليون برميل يوميا.

 

– بالنسبة للخام الصخري الأمريكي، أكد خبراء على أن هناك حدودا لإنتاجه في ظل الأسعار الحالية التي تقيد الخطط الاستثمارية للشركات لزيادة التنقيب وأنشطة الاستكشاف.

 

– على الجانب الآخر، ربما يسهم ضعف معدل الفائدة والطلب القوي على السندات مرتفعة العائد بأمريكا في دعم أنشطة شركات النفط الصخري لزيادة الإنتاج، ومع الوضع في الاعتبار كل هذه الاحتمالات، ستظل أسعار النفط بين مطرقة ارتفاع الإنتاج الأمريكي وسندان خفض الإنتاج من “أوبك”.

 

– سوف تواصل لجنة مشتركة من “أوبك” ومنتجين من خارجها مراقبة أحوال السوق وستعقد اجتماعا في روسيا في غضون شهرين، بينما سينعقد الاجتماع العادي المقبل للمنظمة في الثلاثين من نوفمبر/تشرين الثاني القادم.

Previous post
البنوك القطرية بين مطرقة الودائع وسندان السيولة
Next post
توقعات بتقليص 200 مليون برميل من الخزون العالمي نتيجة تمديد خفض إنتاج النفط