ليس من أجل فلسطين.. الملك سلمان يتراجع عن صفقة القرن لهذه الأسباب

وكالات – بزنس كلاس:

تراجعت السعودية عن “صفقة القرن” وأبلغت الإدارة الامريكية بأنها لن تكون قادرة على دعمها، وأرسلت خطاباً بهذا المعنى إلى البيت الأبيض، الأمر الذي يعد تنصلاً عن هذه الصفقة، وبعد اعتراف واشنطن بالقدس عاصمة لإسرائيل.
وبيّن موقع ميدل إيست مونيتور أن صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية نقلت عن مصدر دبلوماسي لم يذكر اسمه قوله: “إن التغيير في الموقف السعودي من خطة السلام جاء نتيجة اعتراف واشنطن بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية هناك”، حيث أبلغ السعوديون الإدارة الأمريكية: “لا يمكننا الآن تنفيذ ما وعدنا به قبل قرار الولايات المتحدة بشأن القدس”.
وأوضحت الصحيفة أن السعودية عبّرت عن هذا الموقف في سلسلة من المحادثات الهاتفية التي عقدها مؤخراً مع كبار المسؤولين الأمريكيين ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس وغيره من القادة العرب. وأشارت الصحيفة إلى أن “مصر والأردن حثوا الإدارة الأمريكية على اقتراح خطة سلام إذا كانت منصفة للجانب الفلسطيني”. وأضاف أن الأردنيين حذروا الإدارة الأمريكية من أن أي خطة متحيزة لإسرائيل قد تسبب مشاكل في الأردن، سيجبر عمان على رفض الاقتراح. من جهة أخرى، نقلت “رويترز” عن دبلوماسي عربي بارز في الرياض قوله: “إن الولايات المتحدة ارتكبت خطأ بالاعتقاد بأن دولة واحدة يمكنها الضغط على بقية الدول للاستسلام، لا يمكن لأي زعيم عربي التخلي عن القدس أو الشعب الفلسطيني”.
>> ميدل إيست مونيتور عن صفقة القرن
وترصد “الشرق” خبايا ما يسمى بـ “صفقة القرن” وأسباب تراجع السعودية عنها، بعد أن كانت جزءاً منها وداعمة لها، هذا الموقف السعودي الجديد، يثير تساؤلات، حول جدواه، هل هو تكتيكي أم يقظة لكون القدس الضحية لـ”صفقة القرن”، وأن حقوق الفلسطينيين باتت في مهب الريح، كما أنها تخشى ردة فعل الشعوب، وبذلك لا تريد أن تتحمل مسؤولية تصفية القضية المركزية للأمة العربية، رغم أنها كانت أول من أبلغ الفلسطينيين بـ “صفقة القرن”، بل كانت على اطلاع بتفاصيلها.
مصطلح “صفقة القرن” تردد سابقاً عام 2006 عبر ما عُرف بـ”عرض أولمرت”، وفي 21 فبراير 2016؛ عُقد في العقبة الأردنية -وفق تسريب لصحيفة هآرتس- لقاءٌ رباعي، ناقش أفكاراً جديدة للحل على أساس من يهودية الدولة وتبادل الأراضي، لكن الجميع أنكروا هذا الاجتماع عدا رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو..
وكان مايكل وولف قد كشف في كتابه “نار وغضب: داخل البيت الأبيض” في يناير الماضي أول تفاصيل الصفقة. وجاء مصطلح”صفقة القرن”، لأول مرة، على لسان الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، عند زيارته البيت الأبيض في 3 أبريل 2017. المرحلة الثانية لـ”صفقة القرن” ذاهبة في اتجاه مشروعيْ يوشع وآيلاند بغض النظر عن مساحات أراضي التبادل، حيث يتنازل الفلسطينيون عن مساحة متفق عليها من الضفة (الكتل الاستيطانية) وجزء من الغور، ومقابلها نظيرتها من أراضي سيناء بموازاة حدود غزة وسيناء، وستحصل مصر من “إسرائيل” على مساحة مكافئة من وادي فيران جنوب صحراء النقب.
وقد تدخل السعودية على خط تقديم أرض لتمثل شريكاً، خاصة أن البعض يرى أن جزيرتيْ تيران وصنافير كانتا عربوناً للسعودية في سياق مشروع تبادل الأراضي الضخم. لكن الطريق لتنفيذ “صفقة القرن” ليس سهلاً، لرفض الفلسطنيون لها، وتأكيدهم أنهم سيفشلون كل المؤامرات لتصفية القضية الفلسطنية.
السعودية وإسرائيل تجبران الفلسطينيين على التخلي عن حقوقهم..
ريتشارد فولك: “صفقة القرن” رشوة جيوسياسية
أكد البروفيسور الأمريكي ريتشارد فولك، أستاذ القانون الدولي في جامعة برينستون في الولايات المتحدة الأمريكية، أن “صفقة القرن” أضعفت بشكل كبير الدور القيادي العالمي للولايات المتحدة، التي تقلصت مصداقيتها كوسيط محايد بسبب انحيازها لإسرائيل.
وبيّن البروفيسور فولك في تقريره نشره موقع “ماندوياس” أن ما يروج له القادة الإسرائيليون، بأن السلام ممكناً إذا تخلى الفلسطينيون عن حقهم في تقرير المصير مقابل الاستفادة من “السلام الاقتصادي” من كرم إسرائيل هو ليس أكثر من “رشوة جيوسياسية”. وأضاف: في مثل هذه الصفقة ليس الشيطان في التفاصيل، بل هو جوهر ما هو مقترح.

>> تقرير موقع ماندوياس عن صفقة القرن

ودعا فولك إلى وضع “صفقة القرن” في منظورها الصحيح من خلال تجاهلها، باعتبارها محاولة فظّة لارتكاب “جريمة القرن!”. وأكد فولك أن هناك تفاصيل مهينة تتضمن قبول السيطرة الإسرائيلية المطلقة على القدس، وإنكار تام لحق العودة للاجئين الفلسطينيين. واعتبر فولك هذه الفترة أسوأ الأوقات لأن التحالفات في العالم العربي مع القوى الجيوسياسية بدت لصالح نجاح المشروع الصهيوني إلى درجة غير مسبوقة وأن الحكومات العربية الكبرى تتجه نحو مواقف “التطبيع” مع إسرائيل من دون أن تصر على الشرط المسبق للتوصل إلى سلام دائم مع الفلسطينيين. هذه النكسة الإقليمية أضعفت فلسطين دبلوماسياً ومادياً. وفي نفس الوقت، لم تخف الإدارة الأمريكية من تأييدها لأهداف صهيونية قصوى، ووافقت على دعم ما تريده إسرائيل والسعودية.
الكانتون الجديد في الضفة الغربية مخطط قديم لدبي..
الإندبندنت: صفقة القرن منحت القدس لإسرائيل
الدوحة – ترجمة الشرق:
اعتبر الكاتب البريطاني روبرت فيسك في مقال نشرته صحيفة “الإندبندنت” أنه ليس هناك ما هو مميز بشأن “صفقة القرن” باستثناء استمرار وجود المستوطنات اليهودية الجديدة، على قمم التلال في الضفة الغربية، وهذا الوضع يفترض أنه إذا كان الفلسطينيين أقل جوعاً، وأفضل تغذية، ويتطلعون إلى وظائف أفضل وآفاق للمستقبل وليس لديهم كابوس الأونورا لمراقبتهم، سيكونون قادرين على عكس مدى سوء حالهم إذا كانت لديهم دولتهم وحدودهم وأمنهم، والقدس الشرقية، وعدم وجود مستعمرات إسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة”.
وشدد فيسك على أن استرجاع الأحداث التاريخية يجعل الصفقة أكثر سخرية، أولاً، أعطى إعتراف واشنطن القدس للإسرائيليين، بعد ذلك، حين يشتكي الفلسطينيون يقطع مساعدتهم الإنسانية ويقودهم إلى اليأس، ثم، من باب المجاملة تعرض الإدارة الأمريكية لهم آلاف الدولارات في “الصفقة النهائية” إذا توقفوا فقط عن هذه المطالب غير الواقعية والمناهضة للنازية والعنصرية من أجل إقامة الدولة والبحث عن وضع حد للاستعمار.
وكشفت صحيفة” الإندبندنت” أن “صفقة القرن” تتضمن إشراك السعوديين والإماراتيين والمصريين، خاصة فيما أسمته “الكانتون الجديد”، حيث يعود الأمر إلى المخطط القديم لدبي في الضفة الغربية، ويشمل محطات الكهرباء المدفوعة من قبل أبوظبي، والأسواق الحرة المصرية في رفح، والأسهم السعودية في الشركات الفلسطينية، وهذا المخطط تبناه شمعون بيرس، واقترحه جون كيري، حيث هناك خطة اقتصادية لفلسطين المنسية التي تبلغ تكلفتها 4 مليارات دولار وتم اقترحها في المنتدى الاقتصادي العالمي قبل أكثر من خمس سنوات.
السابق
تحذير من رياح قوية ورؤية متدنية
التالي
مرسيدس مايباخ «إس كلاس» 2018.. قفزة نحو القيادة الذاتية