لوفيف البلجيكية: تضاعف أخطاء السعودية والإمارات منذ بدء الأزمة الخليجية

وكالات – بزنس كلاس:

أكدت مجلة لوفيف البلجيكية أنه رغم الحصار الذي لم تشهد الدوحة مثيل له، إلا أنها لا تزال صامدة وشامخة، ويبدو أنها فازت بكل شيء: الحملة السياسية والإعلامية والاقتصادية. حيث كانت قطر أكثر من مجرد هدف سهل لوسائل الإعلام وتمكنت من تجاوز الأزمة.

واستشهد التقرير بتصريح لسعادة السيدة لولوة راشد الخاطر المتحدثة الرسمية لوزارة الخارجية: “هذه الأزمة جمعت حولنا المؤيدين والحلفاء من كافة أنحاء العالم بالإضافة إلى ذلك، اكتسب اقتصادنا معايير الجودة، وأصبحنا نستورد العديد من السلع ذات جودة أعلى من تلك التي كنا نشتريها من جيراننا.. للأزمة إيجابياتها رغم أنها كلفتنا الكثير فإنها دفعتنا لتحدي أنفسنا أكثر من أي وقت مضى”.

وقال موفد المجلة الباحث في العلوم السياسية دكتور سيبستيان بوسيوس “اليوم، لا تشعر بالكاد بآثار الحصار عند زيارة الدوحة. ولا تحس أنك في بلد تحت الحصار أو بلد على حافة الهاوية. إنها دولة تتمتع بالمرونة الكاملة”. وأضاف: عندما تسير في شوارع الدوحة، بعد عام من بداية الأزمة، ليس هناك أي مظاهر كساد أو تعطل سواء في الشوارع أو في مواقع البناء تحت الإنشاء المنتشرة في الخليج الغربي والكورنيش، إن جميع المشاريع مستمرة، حيث سيفتتح متحف قطر الوطني الجديد للمصمم جان نوفيل أبوابه في ديسمبر 2018. كما أن سوق واقف المركز الاجتماعي للدوحة لا يفرغ من الزوار، وتعج الفنادق المرموقة بالعديد من السياح؛ أما النشاط في مطار حمد الدولي فهو على قدم وساق، ونشاطه مرتفع أكثر من أي وقت مضى.

وأضاف التقرير أن الخطوط الجوية القطرية أعلنت عن صفقة هامة لإيرباص وبوينج في ديسمبر 2017. كما أن الاستعدادات لنهائيات كأس العالم 2022 لكرة القدم، التي سيكون تنظيمها سابقة في العالم العربي، تسير بشكل جيد، فالملاعب السبعة في طور الانجاز محترمة الآجال المتفق عليها.

 

تجاوز الأزمة

بيّن التقرير أن الدوحة تمكنت من تجاوز مخلفات الحصار ليس فقط بالاعتماد على احتياطيات صندوق ثروتها السيادي ودعم حلفائها من البلدان الشريكة لكنها استطاعت كشف الأكاذيب وفضح التلاعب السياسي المدبر من قبل السعودية والإمارات، حيث تحدثت نيويورك تايمز عن استخدام الفريق الانتخابي للرئيس الأمريكي دونالد ترامب من قبل الرياض وأبوظبي من خلال تمويلهم للانتخابات، مقابل دعمهم ضد قطر. كما أنه بدون الاعتماد على قدرة القطريين على التكيف والمرونة التي ميزت سياستهم منذ استقلال الدوحة في 1971، لم يكن من الممكن تجاوز الأزمة بهذا الشكل، كما أن أكاذيب دول الحصار لعبت إلى حد كبير دورا لصالح الدوحة سيما وأن السعودية لم تستسغ خروج الدوحة عن دائرة الهيمنة.

واعتبر التقرير أن أحد مميزات الدوحة اهتمامها بالتعليم، حيث توليه صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر أولوية كبرى، وتعمل من خلال مؤسسة قطر على تطوير مشاريعها حول العالم بفضل برنامج “التعليم فوق الجميع”، الذي يوفر التعليم للأطفال غير القادرين على مزاولة تعليمهم.

كما تقوم مؤسسة صلتك القطرية غير الحكومية بتوفير مليون فرصة عمل للشباب في العالم العربي بحلول عام 2020. وفي مايو 2018، أعلنت المؤسسة عن توفير 200،000 فرصة عمل للشباب في المغرب فقط.

إرهاصات الحصار

وواصل التقرير: ربما كانت الرباعية تأمل في أن تقضي على الدوحة بعد إنهاكها. وكان اتهامها بتمويل الإرهاب أسهل الإستراتيجية في السياق الحالي، ولكن سرعان ما اكتشف أنه أقرب إلى كذبة الإدارة الأمريكية حول الأسلحة الكيميائية في العراق عام 2003. ولم يتم الكشف عن أي دليل يمكنه إدانتها.

بينما وجدت الدوحة نفسها أمام تحديات كبيرة:

كيف يمكن الاستمرار وحدودها البرية الوحيدة مع السعودية مغلقة؟ كيف يمكنها المحافظة على حركة التنقل في ظل حظر جوي؟ هل يمكن جمع شمل العائلات المشتركة التي قسمها الحصار؟ كيف يمكن تلبية المطالب التي فرضتها دول الحصار، وهي تهدف ببساطة إلى المس بسيادة البلاد؟

وفي غضون عام، وجدت الدوحة العديد من الأجوبة على هذه الأسئلة، في الوقت الذي تضاعفت أخطاء جيرانها، على غرار أخبار مزيفة لتشويه قطر، والكشف عن المناورات الغامضة التي قامت بها كل من الرياض وأبو ظبي في واشنطن، إلى جانب الخسائر الاقتصادية لدول الحصار، حيث إن 80٪ من صادرات ميناء دبي موجهة لقطر، كما أن التغيرات الاجتماعية والسياسية الشاملة في السعودية تولد عدم الاستقرار سيما في ظل الحرب المميتة ضد اليمن والمكلفة جداً لميزانية الرياض.

الحصار الاجتماعي

وشدد التقرير على أن القطريين عانوا من أزمة اجتماعية خطيرة، بسبب الحصار، أصبحت العديد من العائلات منقسمة بين عشية وضحاها، حيث أن 75٪ من القطريين لديهم قريب من إحدى الدول المسؤولة عن الحصار كما حرم الكثير من الطلاب من مواصلة تعليمهم. وتم طرد العديد من القطريين الذين كانوا يعتمرون في مكة في بداية الأزمة، كما تم إخراج المرضى من مستشفيات دول الحصار.

وأكد التقرير أنه بمجرد اندلاع الأزمة، حاولت قطر الدخول في حوار والتفاوض مع حلفائها السابقين مع رفض قاطع لتقديم تنازلات تمس بسيادتها. وتظلمت الدوحة لدى مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة ، واستعانت بفريق من المحامين والمستشارين القانونيين للدفاع عن نزاهتها وموقفها السيادي، مطالبة بحرية الحركة والتنقل، إعادة توحيد الأسر، والحق في التعليم، وزيارة الأماكن المقدسة.

السابق
ميناء حمد: خطوط بحرية مع 150 وجهة في العالم
التالي
نقدم خدمات لأكثر من 315 مطاراً في العالم ونسعى لتعزيز حضورنا في المنطقة