لوسيل.. مدينة قطر المستقبلية لتطورها العمراني

تكلفة إنجازها بلغت 40 مليار يورو.. مشاريع مدينة لوسيل تشهد تطوراً عقارياً مبهراً

الدوحة- بزنس كلاس ….

نشر موقع إذاعة “europ 1” الناطقة بالفرنسية تقريرا تكلم فيه عن التطور الكبير الذي تشهده قطر من الناحية العمرانية، في طريق احتضانها لكأس العالم في نسختها الثانية والعشرين، وقدم التقرير مع بدايته وصفا للورشات المتعددة التي فتحتها قطر في مختلف أرجائها منذ الإعلان عن احتضانها للمونديال عام 2010، مؤكدا أن أشغال التطوير تسير بوتيرة متسارعة وعلى مدار كامل ساعات اليوم، مشيرا إلى أن كل هذه الأعمال ستنتهي بعد سنة من الآن أو سنتين كأقصى تقدير.

واستندت “europ 1” في البرهنة على النمو الكبير الذي يميز الدوحة خلال الفترة الأخيرة، على تصريحات الفرنسي ستيفان جوكي والمقيم في قطر منذ 13 سنة، والذي تكلم عن التقدم الواسع الذي تشهده المشاريع القطرية في مختلف الأرجاء، قائلا: “قبل سنوات من الآن كانت أغلب مدن البلاد عبارة عن صحراء، أما اليوم فقد تغير الوضع عما كان عليه تماما”.

وأكد التقرير أن قطر نجحت في طريق استضافتها للمونديال بعد أربع سنوات من الآن في استغلال الصحراء وإطلاق مدن وملاعب حديثة داخلها وبلمسة إبداعية، مثلما هو الحال في مدينة لوسيل الواقعة على بعد خمسة عشر كيلوميترا شمال العاصمة الدوحة، والتي ما زالت إلى الآن ورشة يجري العمل فيها، بالرغم من تقدم وتيرة الأشغال، مشددا على أن المدينة وبمجرد الانتهاء منها فستكون الصورة الحقيقية لقطر المستقبلية من حيث الجمال والتطور، وهي التي تستعد لاستقبال آلاف السياح الزائرين في الفترة المقبلة، من خلال شبكة طرقات حديثة، بالإضافة إلى الريل، مستشهدا بما يخص تطور المدينة بتصريحات إحدى مقيمات المدينة منذ أربع سنوات، والتي نوهت بالتقدم الكبير الذي تشهده لوسيل، مبينة أنها تندهش في كل مرة تعود فيها إلى لوسيل من إجازتها الصيفية، نظرا لسرعة ظهور البنايات وناطحات السحاب، موضحة أن كل هذا لم يكن موجودا قبل سنوات قليلة من الآن.

وكشفت “europ 1 ” عن أن قطر خصصت أربعين مليار يورو من أجل تطوير لوسيل، وتحويلها من طابعها الرملي إلى مدينة بناطحات السحاب بكورنيش سحري وبمراكز تجارية حديثة، ما يوحي فعلا بأننا على موعد مع ظهور مدينة مستقبلية حضارية كانت أو رياضية، متحدثة عن ملعب مدينة لوسيل الذي سيحتضن افتتاح ونهائي كأس العالم، والذي سيتماشى وكل شروط الحداثة خاصة بتوافره على نظام تكييف جديد، سيستعمل لأول مرة في هكذا مشاريع لكرة القدم، حسب ما صرح به تميم العابد المسؤول عن مشروع ملعب لوسيل، والذي أكد أن الاستاد سيوفر كل الراحة للاعبين من أجل تقديم أفضل ما لديهم، وهم الذين سيلعبون في ملعب مكيف وحرارة لا تتجاوز 26 درجة”.

الجدير بالذكر أن “europ 1 ” ليست الوسيلة الإعلامية الوحيدة التي تناولت التطور العمراني الكبير الذي تشهده مدينة لوسيل، وهي الذي سبقها في ذلك موقع ” business insider ” الذي نشر تقريرا، تحدث فيه عن المدن التي شارفت على الخروج إلى الواقع، بعد أن كانت قبل سنوات حبرا على ورق، وهي القائمة التي ضمت مدينة لوسيل التي توقعت الانتهاء من كامل أشغالها عام 2020، مبينة على أن المدينة المشيدة على مساحة 100 كيلومتر مربع، وبعيدا عن احتوائها للملعب الذي سيشهد حفلي افتتاح وختام كأس العالم 2022، فإنها ستتزين بالعديد من ناطحات السحاب المجهزة بأنابيب قمامة هوائية، بالإضافة إلى اثنين وعشرين فندقا ما يتيح لها القدرة على استضافة 450 ألف شخص بصورة دائمة.

وتعتبر مدينة لوسيل أضخم مشاريع شركة الديار القطرية، فهي أكثر من مجرد مشروع عقاري؛ إنها مدينة شاملة التخطيط، وهي تعبر عن مدى التقدم الذي حققته قطر على نطاق واسع.

تقوم على بناء هذه المدينة شركة لوسيل للتطوير العقاري بالإنابة عن شركة الديار القطرية. وتعد المدينة أضخم مجمع مستقل يجري بناؤه في دولة قطر، وهي تجسد رؤية قطر الوطنية 2030 في مجال التطوير العقاري.

ومن المقرر أن تستوعب المدينة أكثر من 200 ألف نسمة، يعيشون في محيطها الخلاب. كما يتوقع أن يعمل في المدينة نحو 170 ألف شخص، إضافة إلى 80 ألف شخص يتوقع أن يزوروا المرافق الترفيهية بالمدينة. ولن تشتمل أحياء المدينة الـ 19 على فرص جديدة للسكن والتجارة والضيافة ومتاجر التجزئة وحسب، بل ستوفر كل ما يحتاجه السكان من مدارس ومساجد ومرافق طبية ورياضية وترفيهية ومراكز تسوق.

إنها مدينة المستقبل، فهي تحتوي على شبكة سكك حديدية خفيفة، ونظام مواصلات بالتاكسي المائي، وشبكة طرق للمشاة والدراجات الهوائية. ويجري العمل على قدم وساق داخل المجمع المتطور ذي الطراز العالمي الذي تبلغ مساحته 38 كليو مترا مربعا.

مدينة لوسيل هي المكان الذي يتجسد فيه فن الإبداع العقاري، وهي أفضل مكان تبرز فيه قيمنا والتزامنا تجاه المجتمعات التي تعمل فيها الديار القطرية.

وسيخدم ترام لوسيل المقيمين في هذه المدينة من خلال توفير وسيلة نقل صديقة للبيئة، لن تصل بين الوجهات داخل لوسيل فحسب، بل ستربطها بالدوحة أيضاً من خلال مترو الدوحة، وتمتد خطوط ترام لوسيل على مسافة 19 كلم. وقد تم تخطيط هذه الشبكة لتشمل: أربعة خطوط.

وتضم 25 محطة فوق مستوى الأرض في هيئات متنوعة (أنظمة مركزية، وأنظمة فرعية، وأنظمة ثنائية، وجسر مستقل لربط ركاب ترام لوسيل بشبكة سكك الحديد الإقليمية، ومرفق مستودع وتشغيل قطار النقل الخفيف والصيانة والتخزين، ومسار تجريبي، مع الاستعانة بأحدث أنظمة التشغيل الكهربائي دون أسلاك للقطارات.

السابق
مقالة اولى دليل طبي
التالي
صاحب السمو يهدي أمير الكويت قميص العنابي بطل آسيا