وكالات – بزنس كلاس:
نشر موقع “لوبلوغ” الأمريكي مقالاً حمل عنوان «العدوان الدبلوماسي السعودي: يتناسى خاشقجي ويصعِّد مع قطر!»، جاء فيه أنه في الوقت الذي كان يحاول فيه ولي العهد السعودي بن سلمان القيام بزيارات ودية لعدة دول عربية، كانت الحملة الدبلوماسية السعودية تهدف لتحقيق هدفين محددين؛ أولهما تناسي جريمة اغتيال خاشقجي وكأنها لم تكن والثاني عبر الهجوم على قطر منعاً لأي مكاسب تعود على الدوحة عبر المأزق الذي وضعت السعودية نفسها فيه.
وجاءت نتائج الحملة السعودية الدبلوماسية بصورة متناقضة وعلى نحو متوقع ولم تستطع فقط سوى خديعة الدول التي تبحث عن مصالح مالية وسياسية واقتصادية مثل مصر والبحرين وبعض الساسة المنتفعين في تونس، وأيضاً نجحت مع دول مثل الإمارات وروسيا والصين والتي تشترك مع السعودية في تبني نظم سلطوية لا تعترف بالحريات وتدعم السلطات المطلقة.
وفي الوقت الذي اعتبر فيه البعض أن موقف ترامب مثَّل صفعة عامة للسعودية بوصفها بدعم الإرهاب، ولكنه من غير المرجح تنازله عن رغبته في تحصين وحماية التحالف الأمريكي السعودي، وحماية ولي العهد السعودي من التداعيات المحتملة لاغتيال خاشقجي، وهو موقف مشابه لما قامت به بريطانيا والتي من جانب آخر لم تستبعد احتمالية فرض عقوبات أمريكية في حال تبين أن واقعة الاغتيال تم التخطيط لها من الحكومة السعودية ذاتها وليست إحدى العمليات التي نفذتها فرقة قتل مارقة بالمملكة.
ويشير المقال إلى أن أحد الركائز الأساسية التي تقوم عليها الحملة السعودية يبدو أنها تستهدف فلسطين والعراق واللتان لم يتم تضمنهما في جدول زيارات بن سلمان، يأتي هذا في الوقت الذي ما زالت فيه دولة قطر تواصل صمودها أمام الحصار المستمر منذ 18 شهراً بعد أن شنت السعودية والإمارات حصاراً اقتصادياً ودبلوماسياً على الدوحة، وذكرت السعودية أنها قدمت 60 مليون دولار للسلطة الفلسطينية التي تخضع لتقييد بالغ إثر الضغوطات التي تفرضها إدارة ترامب على الشعب الفلسطيني والتي قطعت ملايين الدولارات التي كانت تقدمها للسلطة الفلسطينية، الأمر نفسه مع وكالة الأمم المتحدة للإغاثة واللاجئين (الأونروا) والتي وقف تمويلها الذي كان يصب في صالح اللاجئين الفلسطينيين، وجاء هذا الدعم السعودي في مقابل عدة تصريحات كانت تحتاجها السعودية من المسؤولين الفلسطينيين بدعم التحقيقات السعودية وقبول نتائجها، والأمر نفسه مع العراق حيث توافدت الوفود الدبلوماسية السعودية إلى بغداد لتحقيق الهدف نفسه ومحاولة اشتراط الدعم المالي في مقابل الصمت والتصريحات الإيجابية لصالح المملكة.
وأشار الموقع إلى أن احتجاجات كبيرة ضد ولي العهد السعودي شهدتها تونس، كما أن بن سلمان تمت ملاحقته بعشرات الدعاوى القانونية والقضائية والمطالبة بمحاكمته، وكل هذا من شأنه التسبب في أن يحد ولي العهد من خطط سفره المستقبلية، فإن الأيام الأخيرة أثبتت أن بن سلمان شخص غير مرغوب به عالمياً.