بلومبرغ: خروج قطر من أوبك سيمزق المجموعة

وكالات – بزنس كلاس:

قالت وكالة بلومبيرغ الاقتصادية إن انسحاب دولة قطر من منظمة الدول المصدرة للبترول “أوبك” بدءا من الأول من يناير المقبل، يعد مثالاً نادراً على أن تسمم الأوضاع السياسية في الشرق الأوسط سيمزق المجموعة التي تكتلت على مدى عقود.

وأضحت الوكالة أن وزير الدولة لشؤون الطاقة في قطر لم يذكر الخلفية السياسية لقرار انسحاب قطر، إلا الخلافات مع المملكة العربية السعودية والتي أدت إلى حصار قطر منذ يونيو 2017 تظل حاضرة في الأجواء.

ونقلت الوكالة عن هيليما كروفت، الخبيرة الاستراتيجية، ومحللة سابقة في وكالة الاستخبارات المركزية ، “إن رمزية القرار القطري عميقة” مشيرة إلى أن هذه الخطوة ستؤدي على الأغلب إلى استنتاج أن الانقسامات الجيوسياسية في المنطقة أصبحت مستعصية للغاية”.

ونوهت الوكالة بأن المتحدث باسم منظمة البلدان المصدرة للبترول “أوبك” رفض التعليق.

ووفق تحليل بلومبيرغ فإنه على الرغم من أن مشاركة قطر في إنتاج “أوبك” لا يزيد عن 2 % ، إلا أنها تضع سابقة مزعجة أمام مجموعة تفخر بوضع المصالح الاقتصادية المشتركة فوق الأوضاع السياسية والأحداث الكارثية مثل الحرب العراقية الإيرانية في الثمانينيات أو العراق للكويت عام 1991.

كما نقلت الوكالة عن أمريتا سين، كبيرة المحللين في شركة الاستشارات النفطية في لندن، إن الانسحاب من “أوبك” هو قرار رمزي إلى حد كبير بالنسبة لقطر، فقد كان إنتاجها من النفط ثابتًا مع وجود احتمالات محدودة للزيادات”.

** علاقات متوترة

وسلطت الوكالة الضوء على العلاقات المتوترة التي شهدتها أوبك خلال العقود الماضية، مشيرة إلى “أن العلاقات داخل أوبك تتآكل أحياناً وكثيرا ما يتكهن المراقبون بأن المجموعة يمكن أن تتمزق”، وتضيف: “مع ذلك، استمر وزراء النفط من إيران والعراق في حضور اجتماعات أوبك حتى في الوقت الذي خاضت فيه دولتهم حرباً دموية شملت استخدام الأسلحة الكيماوية.

وتتابع: في منتصف التسعينيات، كانت فنزويلا على حافة الانسحاب، كما حاول بعض السياسيين اليمينيين في الولايات المتحدة إقناع العراق بالانسحاب بعد الغزو عام 2003 ، لكن بغداد قاومت الضغوط، كما أن إيران والمملكة العربية السعودية يتنافسان منذ سنوات، حيث دعمتا طرفي نقيض في الحروب الأهلية في سوريا واليمن ، لكنهما ما زالا يستطيعان التفاوض حول التسويات داخل أبوك.

ونوهت الوكالة بأن قطر كانت أول دولة تنضم إلى أوبك بعد أن شكلت الدول الخمس المؤسسة – إيران والعراق والكويت والمملكة العربية السعودية وفنزويلا – المجموعة في عام 1960. وهي أول دولة شرق أوسطية تغادر المجموعة.

وأضافت: يأتي انسحاب قطر وسط تصاعد أزمة خليجية، حيث تتعرض قطر لحصار من قبل التحالف بقيادة السعودية منذ الخامس من يونيو 2017.

وأوضحت أن “قطر تغادر “أوبك” في وقت تحمل فيه المنظمة مخاطر سياسية واسعة النطاق، فبالإضافة إلى هجوم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عليها، تقوم وزارة العدل الأمريكية بشكل رسمي بمراجعة التشريعات للحد من قوة المنظمة، مشيرة إلى أنه إذا تم تمرير مشروع قانون NOPEC ، فقد يتعرض أعضاء المجموعة لهجمات قانونية بموجب قانون شيرمان لمكافحة الاحتكار لعام 1890 ، الذي استخدم منذ أكثر من قرن لتفكيك إمبراطورية النفط لجون روكفلر.

وقال جو مكمونيجل، وهو محلل نفطي في شركة Hedgeye Risk Management LLC ومسؤول كبير سابق في وزارة الطاقة الأمريكية، إن رحيل قطر “يمثل مشكلة معنوية لأوبك في وقت حرج”.

السابق
لوبوغ الأمريكي: الرياض تهرب للأمام وتهاجم قطر
التالي
رئيس الأركان يلتقي الملحقين العسكريين التركي والصومالي