الهندسة المعمارية لا تتوقف فقط عند تقديم مبانٍ وظيفية تؤدّي غرضاً معيّناً، بل هي أحد مجالات الفنون التي تعبّر عن ثقافة وحضارة الدولة، وتشمل تاريخها وتطوّر عمارتها أيضاً، وقد تعبّر عن رؤية مستقبلية، تحمل المستقبل في خطوطها اليوم.
وهذا بالتحديد ما يقدّمه هذا التصميم، الموجود في أحد أهم ميادين هلسينكي، في فنلندا.
في قلب ميدان لاسيبالاتسي في العاصمة الفنلندية، ستجدين خمس قباب إسمنتية، ذات تصميم مستقبلي مذهل، تبرز من أرضية الميدان؛ ما هي؟ إنها أحدث مبنى لمتحف “آموس ركس” الذي افتُتح في نهاية أغسطس الماضي، لكن تلك القباب ليست هي المتحف.
إذ تقع المساحة المخصّصة للمتحف، والتي تصل إلى 23.5 ألف قدم مربع، على عمق 20 قدماً تحت الأرض، فهل تصدّقين ذلك؟
بينما تعمل تلك القباب عمل مساقط النور لإضاءة المتحف بنحو طبيعي والذي يمتد على شكل متاهة متشابكة من الممرات وقاعات العرض تحت الأرض، من تصميم شركة JKMM الفنلندية للهندسة المعمارية، فيقوم دون أعمدة إطلاقاً، بل من خلال التصميم المستقبلي الذي يعتمد على تشابك الخطوط وانسيابها، لا على الأعمدة.
وتوفّر القباب مساحة للهو أيضاً لزوّار وعابري الميدان. وتعمل نوافذها على كشف لمحات من معروضات المتحف، للفت أنظار زوار الميدان، وشد انتباههم لزيارة المتحف أيضاً. كما أن تصميمها المذهل يمنحك صوراً لا تُنسى إن قرّرت أخذ سيلفي أمامها.
بدأ المشروع في العام 2013، حين بدأت إدارة متحف آموس آندرسن للفنون بالبحث عن مساحة جديدة لمعروضات المتحف من مختلف أنواع الفنون، والتي عانت من سوء العرض في مقر المتحف السابق الذي لم يوفر إضاءة صحيحة تتناسب مع طبيعة المعروضات القيّمة.