كيف يستطيع ليفربول الفوز بالدوري؟

 

بدا ليفربول هذا الموسم و كأنه انسجم أكثر فأكثر مع أفكار يورغن كلوب ,عبر الألماني عن ذلك عندما قال أن الفوز على هال سيتي (5-1) في سبتمبر و رغم أنه في بداية الموسم إلا أنه اعتبرها أفضل مباراة لعبها الفريق في تطبيق الضغط على الخصم

منذ بداية الموسم التحضيري و حتى المباراة الأخيرة التي لعبها في الدوري أمام سندرلاند ,طبق كلوب خطة 4-3-3 في اللعب ,الأمر كان مفاجأة بعض الشيء لمتتبعي خطط الألماني الذي أكد أن شكل الخطة يتبع بشكل أساسي الطريقة التي تدافع بها , كما نوه إلى أنه لا يهتم بشكل الخطة سواء 4-3-3 أو غيرها.
أهمية ماني في التشكيلة:

شكل قدوم ماني أيضاً إضافة مهمة جداً لتشكيلة كلوب ,اللاعب يلعب كجناح تقليدي أحياناً أو يأخذ مكان فيرمينيو كمهاجم عندما يتراجع الأخير إلى وسط الملعب لاستلام الكرة مما يخلق تنوعاً بين 4-2-3-1 و 4-3-3 .

و رغم أن كلوب صرح بأن الفريق لا يستطيع أن يلعب 4-3-3 بشكلها التقليدي الهولندي لعدم امتلاكه أجنحة صريحة , إلا أن شكل الفريق و خصوصاً بعد انتداب ماني يبدو أقرب لهذه الخطة.

الكاونتر بريسينغ هو أفضل صانع ألعاب:

يعتبر كلوب أن الضغط على الخصم في نصف ملعبه هو صانع الألعاب الأفضل في العالم ,بظهيرين على الأطراف يدخلان وسط الملعب عند الضرورة لاغلاق الرؤية على حامل الكرة ,الضغط العالي ب 7 لاعبين هو صانع الالعاب المفضل لكلوب لاعتباره أن أفضل لحظة لمهاجمة الخصم هي لحظة فقدانه للكرة

يتقدم آدام لالانا غالباً في ال 4-2-3-1 ليلعب كرقم 8 و ليترك فينالدوم إلى جانب هندرسون ,الأمر يسهل في تطبيق الضغط على الخصم عندما يحاول الخروج بالكرة ,الكابتن هندرسون يلعب كرقم 6 يغطي مساحة كبيرة من الملعب مما جعله يقدم مباريات ملفتة للنظر هذا الموسم منذ أن رفع كلوب من سقف المهام المطلوبة منه ,الدور الذي يقوم به إما أن يكون نجماً أو أن يكون اللاعب الأول في التعرض للانتقاد.
يقف فينالدوم و أحد قلبي الدفاع (ماتيب في معظم الأحيان )إلى جانب الكابتن هندرسون لتخفيف الضغط عنه و تقليل الفراغات أمام الخصم ,استعادة الكرة ثم تسليمها إلى كوتينيو أو فيرمينيو المتراجع لبناء الهجمة ,الثنائي البرازيلي يعتبر مثاليا لخطط كلوب في تطبيق الهجوم المعاكس و الابداع في استغلال المساحات في دفاع الخصم أثناء الارتداد ,و الأهم من ذلك قدرة كوتينيو على رؤية المرمى و التسديد من بعيد.

يقول الألماني عن لاعبه البرازيلي فيرمينيو:

“هو لاعب يشترك في كل شيء ,دفاعياً و هجومياً ,يطبق الضغط بشكل مثالي و يستطيع أن يلعب بكل مراكز الهجوم ,عندما يتسلم الكرة فإنه لا يفكر كثيراً لأن كل شيء يفعله نابع من حدسه و موهبته”

كلمات كلوب تعطي انطباعاً مهماً عن قيمة فيرمينيو في تشكيلة ليفربول ,الذي لا يفضل الرتابة و الوقوف في مكان واحد و انتظار الكرة ,فيرمينيو يقوم تماماً بما يحب كلوب أن يقوم به المهاجم.

تعاقدات كلوب:

تعاقد ليفربول مع ماني و فينالدوم و ماتيب ليدخلوا التشكيلة الأساسية فوراً ,تحويل ميلنر لمركز الظهير الأيسر نقطة تحسب لكلوب نظراً لسد حاجة الفريق في هذا المكان و الأداء الرائع الذي يقدمه الانلكيزي ,ولكن هل يحتاج ليفربول لدخول سوق الانتقالات في العشرين يوم المتبقية؟

خلال سنواته مع بروسيا دورتموند أجرى الألماني 4 تعاقدات فقط خلال سوق الانتقالات الشتوية ,أحدها هوملز عام 2010 و نوري شاهين عام 2013 ,و فاز بلقب البوندسليغا مرتين (2011-2012) دون اجراء اي تعاقد في الشتاء.

اصابة كوتينيو الطويلة واصابة ماتيب و رحيل ماني لكاس افريقيا (سيغيب عن 9 مباريات )كل ذلك سيؤثر بشكل كبير على عمق التشكيلة الاساسية بغياب 3 أعمدة رئيسية فيها.

اكتمل حظ كلوب العاثر برزنامة صعبة جداً على فريقه في يناير ,9 مباريات في هذا الشهر هو الرقم الاعلى الذي سيلعبه الفريق منذ أصبحت البطولة على هذا الشكل عام 1992

سوق الانتقالات الشتوية الممكنة:

الالماني يبدو متعنتاً لقراره بعدم الدخول في سوق الانتقالات هذا الشتاء ,يشرح وجهة نظره بأنه لا يمكن أن تسد فراغ ما لعدة اسابيع أو لنصف موسم.طالما ان الفريق لا يعاني من الاصابات الطويلة للاعبيه اذا يمكن تدارك الغيابات باللاعبين الموجودين

تعاقدات الشتاء دائماً تأتي بثمارها في انكلترا كتعاقد تشلسي مع مانيش عام 2006 والمان يونايتد مع هنريك لارسون عام 2007,ثقة كلوب المفرطة بتشكيلته قد تصيبه بخيبة أمل عند نهاية الموسم بما أن ضغط فترة الأعياد و الجهد سيظهر تدريجياً حتى مايو-أيار المقبل.

تعاقدات من نوعية غابرييل باربوسا (إنتر ميلان ) هجومياً و فيجيل فان ديك(ساوثامبتون ) دفاعياً و محمود داوود (بروسيا مونشغلادباخ) في خط الوسط تبدو مناسبة للفريق و لطريقة كلوب.

هل يستطيع ليفربول الفوز باللقب؟

تراهن الفرق على الصلابة الدفاعية في الفوز بالالقاب فيما يبدو أنه ليس الرهان الأكبر لليفربول هذا الموسم ,الفريق حتى الآن سجل 48 هدفاً كأكثر الفرق تسجيلاً في الدوري حتى الآن , فيما تلقى 23 هدفأ كأكثر الفرق تلقياً للأهداف بين ال 6 الكبار!

الفريق يبدو هشاً في بعض المباريات من الناحية الدفاعية خصوصاً عند غياب ماتيب و غياب هندرسون الذهني ,كما أن معاناة الضربات الثابتة تبدو المشكلة الأكبر باعتراف كلوب ذاته.

الإيجابيات تتمثل في غياب ليفربول عن المشهد الأوروبي الأمر الذي من شأنه أن يكون في صالحه في الصراع على اللقب ,كما أنه بعد موقعة الأولد ترافولد سيلعب ضد توتنهام و الأرسنال وتشلسي في الأنفيلد الذي يبدو مخيفاً هذا الموسم ,كل ذلك يظهر امكانية كبيرة لليفربول لتحقيق الحلم.

غياب جيرارد و كاراجير يبدو مهماً للريدز أيضاً في الصراع على اللقب ,يبدو سماع ذلك غريباً بعض الشيء ولكن ما حصل قبل 3 مواسم لا يمكن أن يتكرر عندما تقع الآمال و الانتقادات على لاعب واحد فقط ,غياب جيرارد و معشوق الجماهير الآخر كاراجير يجعل مهمة تحمل الأعباء والضغط جماعية بدلاً من أن تكون فردية.

تستطيع جماهير ليفربول العريق ان تحلم بلقب طال انتظاره منذ عام 1990 فقط في حال استطاع الفريق سد هفواته الدفاعية ,تسجيل الأهداف وحده ورغم تنوع اللاعبين المسجلين يبقى دون فائدة في بعض الأحيان خصوصاً عندما يتلقى الفريق الأهداف بطريقة ساذجة ,و كل تلك الاسئلة يعرف اجابتها رجل وحيد هو يورغن كلوب.

السابق
كريستيانو رونالدو يحث رئيسه على التوقيع مع أندريه سيلفا
التالي
قطر: توقعات بإقامة مشاريع استثمارية كبيرة في تغليف وتعبئة الأغذية العضوية