كيف فرط سيموني في حلم اتلتيكو مدريد؟

 

محمد الحكمت- ليس من عادة ريال مدريد ان يبدأ مبارياته بمثلما بدأ إياب الديربي الأوربي الامر الذي استطاع من خلاله اتلتيكو ان يحقق رقم قياسي وهو تسجيل هدفين خلال أربع دقائق فقط الرقم الذي لم يحقق أي نادي في مواجهاته الأوروبية امام النادي الملكي، وسنفصل ما جرى خلال المباراة كالآتي:

كيف شتت سيميوني خطوط الريال الثلاث:
مع انطلاق بداية المباراة كانت ضغط أبناء سيميوني واضحاُ على الثلث الأول لريال مدريد حيث نجحوا من خلال ضغط سريع على حامل الكرة بالإضافة الى غلبة اللاعبين فكل لاعب مدريدي يتجه نحوه ثلاثة لاعبين من اتلتيكو، الى درجة اجبر فيها ايسكو الى التحول من العمق كصانع العاب الى الوقوف على خط التماس بانتظار وصول الكرة الامر الذي يجسد عملية الهروب من الرقابة الشديدة، بينما بقى رونالدو وحيداً بدون أي مساندة تذكر، في حين انشغل بنزيما بمساندة وسط الملعب لبناء الهجمات.

بهذا التكتيك نجح سيميوني في بادئ الامر بعزل الثلث الأخير عن خط الوسط والدفاع بالإضافة الى منع بناء هجمة منظمة والسيطرة على الكرة لأكبر وقت ممكن، وبهذا تمكن من احراز هدفين خلال اول 16 دقيقة حيث كانت أكثر الدقائق الصعبة والحرجة على رفاق زيدان.

اين الخلل في ريال مدريد؟:

بدون ادنى شك كانت اغلب التوقعات تشير الى ان المباراة مستحيلة على اتلتيكو وليس من الممكن تسجيل أربعة اهداف على ريال مدريد في ظل وجود تكامل دفاعي من دون ايقافات واصابات، الى ان سيميوني ضرب جميع التوقعات وخطف هدفين ثمينين، ولكن بمثلما نذكر لمسات سيميوني، فيجب ان نشير الى أخطاء زيدان ورفاقه حيث اخطأوا في التعامل مع المباراة في اول 18 دقيقة فظهر ريال مدريد متسرعاً ما ان امسك الكرة حتى تسرع في عملية التحول من الدفاع الى الهجوم فشاهدنا ذلك من خلال نقل مودريتش للكرة بين اقدام ايسكو او بنزيما بينما كان من المفترض ان يركز رفاق زيدان على أهمية قتل اللعب في أولى دقائق المباراة من خلال نقل الكرات في وسط الملعب وعدم التفكير في التسجيل بشكلٍ سريع، في حين اننا شاهدنا صورة مغايرة للمباراة بعد الدقيقة 18 حيث تحولت من أحضان اتلتيكو مدريد الى أحضان ريال مدريد، والسبب يعود لسيميوني.

سيميوني يُهدي زيدان المباراة النهائية:

نجح سيميوني في التغلب على زيدان وتحقيق رقم عجزت عنه كبار الأندية وهو تسجيل هدفين خلال أربع دقائق فقط بالإضافة الى قتل اللعب وعدم اتاحة الوقت الكافي لريال مدريد لبناء هجماته المعتادة، لكن كل هذا تغير بحلول الدقيقة 18 كل شيء تغير، فمن بعدها تراجع لاعبوا اتلتيكو مدريد للخلف وكأنهم أحرزوا الأربعة اهداف الكافية للتأهل، وبعدها سيطر النادي الملكي على وسط الملعب وبدأ بمعاقبة الاتلتيكو على تراجعهم الى ان اتى ما كان متوقع وهو خطف هدف قاتل من قبل صانع العابه ايسكو بصناعة أكثر من رائعة بأقدام بنزيما.

شوط تحصيل حاصل:

بعد هدف ايسكو اصبح وضع سيميوني في الشوط الثاني هو ان كل ما عليه فعله هو الفوز على ريال مدريد باي نتيجة حتى لو كانت تعني تأهل النادي الملكي للنهائي وهو ما أراده فتراجع للخلف حفاظاً على عدم تلقيه هدف قاتل ثاني وإمكانية اللعب خلف الدفاع المتقدم الذي شاهدناه في محاولة كاراسكو في صراعه على الكرة مع دانييلو، وتلتها محاولات خجولة لم تنفع اتلتيكو في تسجيل الأهداف ولا في وضع لاعبي ريال مدريد تحت الضغط، بهذا اللعب انتهت عليه المباراة وانتهى حلم سيميوني الذي يتحمل الجزء الأكبر في نهاية ذلك الحلم.

السابق
إنتر ميلان يفكر في لويس إنريكي
التالي
رونالدو وفرصة معادلة ميسي جماعياً والتفوق عليه فردياً