انتصر ريال مدريد على يوفنتوس في نهائي كادريف في بطولة دوري ابطال أوروبا ليحقق بذلك زيدان ورفاقه رقم قياسي غير مسبوق وهو الفوز ببطولتين متتاليتين في نسختها الجديدة الا ان ما يلاحظ ما جرى في اللقاء يلخصه نقاط عديدة أهمها:
كيف امتص زيدان حماس اليوفي؟
الشوط الأول:
كما كان معتاد فقد بدأ زيدان المباراة متراجعاً الى الوراء بعض الشيء غالقاً المساحات على رفاق بوفون لئلا تاتي مفاجئة مدوية مع بداية المباراة ونجح زيدان في ذلك بواسطة استبسال نافاس وبالمساندة الدفاعية من خط الوسط عن طريق كروس ولوكا مع عودة ايسكو لدائرة وسط الملعب مع الاعتماد على الهجمات المرتدة المنظمة وجاء له ما أراد في الدقيقة 20 من الشوط الاول بواسطة انطلاقة متميزة من كروس بمساهمة بنزيما وكارفخال ليختمها رونالدو بشباك بوفون.
من بعد ذلك أدى زيدان أولى مهامه في الشوط الأول اما الثاني فهي الحفاظ على الهدف الذي لم يدوم تقدمه الا سبع دقائق من بعدها احرز مانزوكيتش هدف التعادل للنادي الإيطالي بطريقة ساحرة يتحمل جزء منها الظهير الأيمن كارفخال.
من بعدها سيطر النادي الملكي على المباراة طيلة الوقت المتبقي من الشوط الأول لينتهي بالتعادل 1-1.
الشوط الثاني:
بدأ ريال مدريد ضاغطاً مع إعطاء الحرية بالتقدم لكارفخال ومارسيلو بالتركيز في اول عشر دقائق من الشوط باللعب على الجهة اليسرى في الهجوم عن طريق اسقاط الكرة لايسكو خلف بارزالي مع سحب الفيس لمنطقة الريال وايضاً سحب بنزيما للمدفاع بونوتشي لإتاحة اكبر مساحة لايسكو، وبحلول الدقيقة 60 بدأ ريال مدريد بالتنويع في اللعب حيث دخل ايسكو خلف سامي خضيرة وبيانيتش وتقدم مودريتش وكروس امامهما مع رية تقدم الظهيرين في بناء الهجمة بذلك استطاع زيدان من تضييق الخناق على اليوفي، وحقق ما أراد بتسجيل هدفين خلال ثلاث دقائق فقط والرابع في الوقت الاضافي، بينما لم يتلقى دفاع اليوفي مساندة حقيقة من الفيس وديبالا وهيغوايين في عملية مسك الكرة لاطول وقت ممكن فما ان قطع اليوفي الكرة استعادها الريال مجدداً وهو ما يوضح ايضاً ضعف الجانب البدني لرفاق بوفون الذي سنتكلم عنه لاحقاً.
ما هو سر احتلال ريال مدريد للشوط الثاني؟
بلا شك فقد يعتبر ريال مدريد افضل معدل لياقة بدنية في العالم لدى لاعبيه وذلك يعود بفضل سياسة المداورة التي اتبعها زيدان طيلة الموسم بوجود لاعب بمستوى اكثر من جيد في كل مركز في ريال مدريد فكل لاعب تقريباً استراح ما بين 7_10 مباريات في الموسم وهو ما بين له ذلك امام البايرن واتلتيكو مدريد واليوم امام يوفنتوس، اللياقة البدنية وتنويع اللعب هي من حطمت يوفنتوس وجعلته يلهث خلف الكرة وليتلقى أربعة اهداف قاسية كانت على بوفون، اليغري هو المسؤول الأول عن كل هذا هو السبب في عدم اراحة اللاعبين في المباريات البسيطة والسهلة حتى عندما احتاج يوفنتوس الى نقطة واحدة لحسم الدوري شاهدنا قيام اليغري باشراك تشكيلة كاملة حينها، بهذه الطريقة لم يعطي الراحة البدنية للأساسيين ولم يعطي الثقة الأكبر للاعبيه الاحتياط، ولا ننسى ايضاً ان المنافسة على ثلاث بطولات في تشكيلة واحدة ليس الامر الهين، اما فيما يخص بتنويع اللعب فالضربة كانت موجعة من العمق خصوصاً وان بيانيتش وخضيرة لا يتمتعان بصفات لاعبي خط سط دفاعي حيث كان وضعهم محرج امام ايسكو وكروس ومودريتش.
ماذا بعد الثنائية؟
الأجواء الان في النادي الملكي في الأفضل بالتاريخ على الاطلاق، بطولة دوري وبطولتين على التوالي لدوري ابطال أوروبا شيء ليس بالسهل، بالإضافة الى لقب كاس العالم للاندية وبطولة السوبر الأوربي وأرقام قياسية للاعبي الملكي، ما يجب على بيريز فعله هو ترك زيدان ليعمل بتجديد عقده اولاً وبالإنصات جيداً لما يطلبه ولما يقرره، التركيز على عملية جلب النجوم قرار فيه الكثير من العواقب فجلب نجم امام كل هذه الكوكبة الرائعة سيخلق مشاكل كثيرة وهذا ما شاهدناه في صراع زيدان والصحافة عندما كان يفاضل بيل على ايسكو وبالعكس، فما بالك لو تم التعاقد مع هازارد او امبابي فكيف سيكون المشهد؟ الحل الأمثل هو اللجوء للمواهب بالأحرى للمواهب الاسبانية او الاوربية كما تم فعله مع فاران وكارفخال وكاسيميرو واسينسو وناتشو هؤلاء يمثلون روح النادي لا أمواله الكبيرة المغرية.
ما سر نجاح زيدان؟
التوقعات كثيرة والترجيحات عديدة كذلك لكن لنلخص اهم عاملين لنجاح زيدان:
المداورة بالهدوء:
سياسة المداورة كانت ناجحة جداً في مدريد على عكس بقية الفرق التي تمتلك دكة احتياط جيدة لكن زيزو احسن التعامل معها دون احداث اية مشكلة وهذا ما تم بالفعل مع خيميس وموراتا ودانييلو وكوفازيج وايسكو، فالصحافة لم ترحم زيدان على جلوس هذه الأسماء في دكة الاحتياط في بداية الموسم وفي منتصف الموسم، الا ان الفرنسي المحنك تعامل بحذر في تصريحاته التي لم تكن غاضبة للاعبيه ولا للصحافة الى ان سيخرج جزءاً منهم مرفوعي الراس شاكرين زيدان لكل ما قدمه لهم.
الـحـب:
كثيرة هي الفرق التي تمتلك نجوم وأسماء أمثال تشيلسي ومان سيتي وبايرن ميونيخ لكن ريال مدريد مع زيدان حالة مختلفة كيف؟
كل ما قام به لاعبو ريال مدريد هو حباً بزيدان بصراحة الأسماء ليست كل شيء فلو كانت الأسماء كل شيء لكان البايرن حقق الابطال مرتين او المان سيتي ايضاً لكن حب اللاعبين لزيدان يجعلهم يقدمون ما لديهم واكثر المهام الدفاعية التي يقوم بها رونالدو وموديتش وبنزيما هي حباً واحتراماً لما يطلبه زيدان في كل مباراة بل حتى وان وصل الامر لجلوس البعض منهم فرونالدو عندما يستبدل لا ينزعج بمثلما كان ينزعج في فترة ما قبل زيدان، ويشمل ذلك جميع نجوم الفريق، كذلك دكة الاحتياط فخيميس وايسكو وبقية اللاعبين لم يكونوا متهجمين على زيزو بسبب جلوسهم على الدكة بل كانت تصريحاتهم تحمل عتب محب، هذه السياسة من الصعب ان تجدها في أي نادي لربما هي عقلية زيزو ام بسبب قرب عمره من اللاعبين، لا اظن ان السبب الثاني هو الاصح، فكثير من المدربين تجد أعمارهم قريبة للاعبيهم.