كهرماء: الدوحة تتناول موضوع الاستدامة بمنتهى الجدية

الدوحة – بزنس كلاس:

استعرض سعادة المهندس عيسى بن هلال الكواري، رئيس المؤسسة العامة القطرية للكهرباء والماء، في كلمته التي ألقاها أمس خلال الجلسة الافتتاحية لأعمال مؤتمر «قمة الاستدامة»؛ أبرز أعمال رواد الاستدامة في قطر، على غرار إطلاق البرنامج الوطني للترشيد وكفاءة الطاقة «ترشيد»، ومشروع «Zero Flaring» في حقل الشاهين، وتوليد الكهرباء بالغاز الطبيعي بدلاً من الفحم الحجري وغيرها من مشاريع الاستدامة؛ مشدداً على أن دولة قطر تأخذ مسألة احتواء التغير المناخي بكل مسؤولية. ويتجلى ذلك بشكل واضح من خلال المحور البيئي ضمن رؤية قطر الوطنية 2030.
حول انعقاد الدورة الثانية لمؤتمر قمة الاستدامة في دولة قطر، قال الكواري: «يأتي انعقاد هذا المؤتمر في وقت تواجه فيه البشرية تحديات تتجاوز حدود الجغرافيا، وتتمثل في القدرة على تحقيق التنمية المستدامة لمجتمعاتنا والتصدي لقضايا التغير المناخي. ويعد النشاط البشري الذي يتمحور حول الطاقة والصناعة والبيئة العمرانية والنقل بجميع أنواعه من أهم الأمور التي تستلزم البحث والمناقشة ووضع الأطر والاستراتيجات الملائمة التي تساهم في تحقيق الرفاه لأجيالنا الحاضرة ودون المساس بمكتسبات الأجيال القادمة».
وألقى رئيس «كهرماء» الضوء على اتفاق التقلب المناخي الذي تم التوصل إليه في ديسمبر 2015 بباريس والمعروف اصطلاحاً بـ «اتقافية باريس»؛ حيث التزمت أغلب دول العالم ومن بينها دولة قطر بالعمل على احتواء التغير المناخي، فضلاً عن تنفيد دول العالم في 25 سبتمبر 2015 17 هدفاً رئيسياً لتحقيق التنمية المستدامة وضمان الرفاه للجميع، وتعد قضايا الاستدامة والتغير المناخي ضروريات تلك الأهداف.
مسؤولية
على هذه الخلفية، قال الكواري: «إننا في دولة قطر، باعتبارنا عضواً فاعلاً في المجتمع الدولي، نأخذ مثل هذه الاعتبارات بكل مسؤولية. ويتجلى ذلك بشكل واضح من خلال المحور البيئي ضمن رؤية قطر الوطنية 2030، التي أطلقها حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، علاوةً على وجودها ضمن دستور دولة قطر. ويعزز هذا الاهتمام الطبيعة الجغرافية لدولة قطر التي تحيط بها المياه من ثلاثة جهات، مما قد يجعلها عرضة للتأثيرات السلبية في حال عدم احتواء التغير المناخي».
أعمال
وألقى الكواري الضوء على أبرز الأعمال التي ينفذها رواد الاستدامة في قطر بمختلف القطاعات من بينها الطاقة والصناعة؛ حيث دشنت «كهرماء» برنامجاً وطنياً للترشيد وكفاءة الطاقة «ترشيد»، يُعنى بكفاءة الطاقة وخفض هدر المياه، مما كان له الأثر الإيجابي الكبير على أرض الواقع، بحسب تعبير المهندس عيسى بن هلال الكواري الذي قال إنه «ساهم في خفض استهلاك معدل الفرد من الكهرباء بنسبة 18 %، ومن المياه بنسبة 20 %، وفقاً لإحصائيات العام 2016. إضافة إلى خفض حوالي 8.5 مليون طن من الانبعاثات الكربونية منذ إطلاقه عام 2012 وحتى العام 2016. ويستهدف «ترشيد» خلال الخمس سنوات المقبلة وحتى العام 2022 خفض معدل استهلاك الفرد من الطاقة الكهربائية ليصل حتى 25 % و35 % من المياه. وخفض حوالي 6 مليون طن من الانبعاثات الكربونية الضارة».
المباني
وعلى مستوى البيئة العمرانية، أشار رئيس «كهرماء» إلى العديد من المبادرات، من بينها إقبال الهيئة القطرية للمواصفات والمقاييس على استحداث فصل جديد في مواصفات قطر للتشييد (QCS) بعنوان «البناء الأخضر»، يشتمل على معايير كَمية تتعلق بالطاقة والمياه والمواد والبيئة الداخلية. وتعمل اللجنة العليا للمشاريع والإرث والمسؤولة عن تنظيم بطولة كأس العالم في العام 2022 ببصمة كربونية محايدة، بالإضافة إلى بناء جميع منشآتها وفقاً لمعايير «جي ساس» (GSAS) المعتمدة من الاتحاد الدولي لكرة القدم، مما يحقق وفراً في الطاقة والمياه يقدر بأكثر من 40 % مقارنة بالمعدلات العادية للاستهلاك. ودشنت المنظمة الخليجية للبحث والتطوير، بالتعاون مع اللجنة العليا للمشاريع والإرث، برنامج المجلس الخليجي للبصمة الكربونية (GCT)، والذي يُعنى بتقييم المشاريع التي تهدف إلى تقليل بصمتها الكربونية وإتاحتها للراغبين في الاستفادة من تلك الوحدات الكربونية.
كما تبنّت مدينة لوسيل -والتي تعد أكبر مدينة حديثة متعددة الاستخدامات في قطر- معايير «جي ساس» ضمن اشتراطات الترخيص لجميع مبانيها الحكومية والخاصة، مما يجعلها ضمن قائمة المدن المستدامة على مستوى العالم. وتتولى هيئة الأشغال العامة تطوير مشاريعها من المدارس والمساجد والمراكز الصحية والمباني الإدارية للمؤسسات الحكومية، وفق معايير الأبنية الخضراء «جي ساس».
وتم تطوير المخططات الحضرية للمناطق الاقتصادية الجديدة وفق متطلبات «جي ساس» للأبنية الخضراء، كما اعتمدت إدارة المناطق تطبيق حد أدنى للمعايير التي يجب على المستثمرين الالتزام بتحقيقها في مشاريعهم.

قطاع النقل
وعلى صعيد قطاع النقل، أشار رئيس «كهرماء» إلى أن مشروع سكك الحديد القطرية «الريل» يعتبر من أكبر مشاريع البنى التحتية وأكثرها استدامة؛ حيث وُضعت اشتراطات بيئية صارمة لتصميم وبناء وتشغيل المحطات كافة، بما يحقق مستوى أربع نجوم وفقاً لمعايير «جي ساس»، ووفراً في الانبعاثات الكربونية بما لا يقل عن 30 % مقارنة بالمعدلات العادية.

السابق
قطر: فائض الميزان التجاري في أكتوبر 8.7 مليار ريال
التالي
شراكة بين قطر للتنمية والخليجية للبحث والتطوير: ” QCool”