قوات اليمن دخلت السعودية.. وصواريخ الحوثي تهدد موسم الحج!!

اليمن – السعودية – وكالات – بزنس كلاس:

عادت أخبار اليمن لتطغى على المشهد الخليجي مع التطورات المتلاحقة التي يشهدها هذا الملف رغم تغييبه القسري عن المشهد نتيجة تفاقم الأزمة الخليجية إثر شن السعودية والإمارات لعدوانهما “الثاني” على قطر رغم أن العدوان الأول على اليمن لم يؤد إلى أي نتائج يمكن أن نعتبرها قريباً من النجاح.

ثلاثة مشاهد من اليمن توضح المرحلة التي وصلت لها الأمور في الخليج عموماً والسعودية خصوصاً:

1- صواريخ الحوثيين التي باتت حدثاً يومياً في الأجواء السعودية ومخاطر هذه الصواريخ على موسم الحج في المملكة. غضافة إلى كونها أصبحت مادة يومية تؤرق السعوديين الذين باتوا يرون أن حرب أميرهم الشاب ضد اليمن الفقير أصبحت فجأة داخل مدنهم وهم يرون صواريخ الحوثي تحرمهم النوم وتصادر أحلام النصر في لياليهم القلقة.

2 – التقدم الميداني الكبير الذي أحرزته مؤخراً قوات الحوثي والرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح داخل الأراضي السعودية. وما دخول منطقة جيزان سوى خطوة أولى ربما تمتد لتصل إلى ما هو أخطر واسوأ من ذلك بالنسبة للسعوديين خصوصاً فريق الحكام بينهم.

3- التراجع الحاد لقوات هادي المدعومة سعوديا وإماراتياً في الجبهة الداخلية لليمن واستهداف مواقع وبواخر إماراتية بشكل مباشر ليس آخرها البارجة الإماراتية التي سقطت نتيجة ضربة يمنية ما زال الجميع يبحثون عن تفسير لنوع السلاح الذي استخدم لضربها.

إضافة لحدث آخر لا يقل أهمية وهو المظاهرة الضخمة التي نظمها اليمنيون في صنعاء متعالين على جراحهم والحرب الظالمة والكوليرا، لنصرة المسجد الأقصى والقدس وفلسطين عموماً وسط تخاذل عربي يندي له الجبين.

فقد قالت جماعة أنصار الله الحوثية اليوم السبت 29 يوليو / تموز إن مسلحيها والقوات الموالية للرئيس اليمني السابق، علي عبدالله صالح، سيطروا على عدة مواقع عسكرية سعودية، جنوبي المملكة. ونقلت وكالة “سبأ” التابعة للحوثيين عن مصدر عسكري قوله إن”الجيش و اللجان الشعبية (حوثيون وموالون لصالح) سيطروا على موقع غرب موقع الفواز في منطقة نجران السعودية”، مشيرا إلى ” سقوط قتلى وجرحى في صفوف الجيش السعودي، مع قنص جندي سعودي في الموقع نفسه”.

وذكر المصدر أن “عناصر الجيش واللجان الشعبية نفذوا عملية نوعية سيطروا خلالها على مواقع ومعسكرات سعودية في منطقة جيزان منها معسكر الجابري ومواقع الفريضة وملحمة والغاوية”.

ومن جهة اخرى أعلنت جماعة أنصار الله (الحوثيين)، اليوم السبت، استهداف بارجة تابعة لقوات التحالف العربي قبالة سواحل محافظة تعز جنوب غربي اليمن. وقالت الجماعة، في بيان، إن “وحدة القوات البحرية والدفاع الساحلي قصفت اليوم، بارجة إماراتية قبالة سواحل مديرية المخا التابعة لمحافظة تعز. ولم توضح تلك الوسائل كيفية قصف البارجة، واكتفت بالقول إن العملية تمت بـ”سلاح مناسب”. كانت الجماعة أعلنت، في 24 يوليو/تموز الجاري، تدمير زورق حربي للتحالف قالت حينذاك إنه “كان يقوم بالتشويش على راداراتها قبالة سواحل الحديدة”، وأعلنت الإمارات عقب ذلك أن زورقا تابعا لها اصطدم بسفينة تجارية في الخليج العربي.

وقبل ذلك بيومين وصلت صواريخ اليمن إلى “ما بعد الرياض” مع إطلاق حركة “أنصار الله” الحوثيّة صاروخًا باليستيًا من طِراز “فرقان 1″ باتجاه قاعدة الملك فهد الجويّة في الطائف، واعتراضه من قبل الدّفاعات الأرضيّة السعوديّة (صواريخ باتريوت) في التصدّي له قبل الوصول إلى هدفه.

الحُكومة السعودية أرادت توظيف إطلاق هذا الصاروخ في إطار استراتيجيتها الإعلاميّة التي “تُشيطن” التحالف “الحُوثي المُؤتمري”، من خلال القول أنّه كان مُحاولةً “يائسة” لإفشال موسم الحج، وأنه دليلٌ على استمرار تهريب هذه الصواريخ (من إيران) إلى الأراضي اليمنيّة بسبب غياب الرّقابة الدوليّة عن ميناء الحُديدة.

لا نعتقد أن الشق الأول من الاتهامات السعوديّة سيجد آذانًا صاغية إلا في نطاقٍ محدود، لأن الصاروخ المَذكور، مثل صواريخ أُخرى مُماثلة، جرى إطلاقها في السّابق، سواء باتجاه القاعدة الجويّة المَذكورة في الطائف، أو باتجاه قاعدةٍ أخرى قريبة من الرّياض، جرى اعتراضه في منطقة الواصلية في مُحافظة الطائف، التي تَبعد عن مدينة مكّة حوالي 70 كيلومترًا.

هُناك مثل يقول “الطّلق الذي لا يُصيب يدويش”، أي يُزعج، وينطبق هذا المثل العربي، جُزئيًا أو كُليًّا، على عملية إطلاق هذه الصواريخ، فصحيح أنها لا تُصيب أهدافها بسبب تقدّم الدّفاعات الجويّة السعودية وترسانتها الحافلة بصواريخ “الباتريوت” الاعتراضيّة، ولكنّها تُحدث أثرًا نفسيًّا كبيرًا في أوساط السعوديين، وتُخرج هذه الحرب ضد اليمن من نِطاقها الحدودي، وتنقلها إلى قلب المُدن السعوديّة الرئيسيّة.

الحُوثيون وحليفهم الرئيسي علي عبد الله صالح ينتمون إلى أفقر الدّول العربيّة، ويُدافعون عن أنفسهم في مُواجهة عُدوان يشنّه تحالف يُمثّل أقوى الدّول العربيّة وأغناها، فهؤلاء اليمنيون لا يَملكون الطائرات الحربيّة الحديثة لفَقرهم، وحتى لو كان لديهم المال، فإن الإدارة الأمريكيّة لن تبيعها لهم، وذلك حاكوا تجربة “حزب الله” وحركة “حماس″ في اللّجوء إلى السّلاح الصاروخي الذي أثبت فاعليته في لُبنان وقطاع غزّة، ليس لأن مصدر تكنولوجيا هذه الصواريخ واحد، وإنّما لأن نوع الطائرات وصواريخها الفتّاكة واحد أيضًا، أي من أمريكا.

الصّاروخ الباليستي “الحوثي الصالحي” لم يَرِد إفشال مَوسم الحج، وإنّما التّذكير بأنّ هُناك عُدوانًا وشعبًا مُحاصرًا في اليمن، تفتك به المجاعات والكوليرا تحت ذريعة لم تَعد تُقنع إلا القلّة، وهي عَودة الشرعيّة، وبوسائلٍ وطرقٍ استكبارية تدميريّة، وغير شرعيّة أيضًا.

السابق
اختفاء خاتم بـ985 ألف دولار من أحد أكبر متاحف بريطانيا
التالي
خبراء: الأزمة الخليجية عصفت بتحالفات المنطقة.. وخلطت الحابل بالنابل!!