خبراء: الأزمة الخليجية عصفت بتحالفات المنطقة.. وخلطت الحابل بالنابل!!

عواصم – وكالات – بزنس كلاس:

أدخلت الأزمة الخليجية المنطقة عموماً بنفق من الاضطرابات التي كان حقاً بغنى عنها تماماً خصوصاً في هذه الفترة. ولعل دول الحصار لم تضع خطة باء لعدوانها معتقدة بأنها سوف تحرز نصراً سريعاً وحامساً خلال يوم واحد أو يومين لكنها فوجئت بأن وجدت نفسها كمن صعد إلى شجرة عالية ولم يجد من ينزله عنها فأدخلت المنطقة بفوضى اختلط فيها الحابل بالنابل ولم يعد أحد يعرف إلى أين السبيل في خضم هذه الفوضى العرامة التي خلقتها الرياض وابوظبي. مدير مركز الشراكة بين الحضارات في معهد موسكو للعلاقات الدولية فينيامين بوبوف عدَّد في مقال له نشرته صحيفة “نيزافيسيمايا غازيتا”، الاستنتاجات التي يمكن فهمها من الأزمة الخليجية.

 

كتب بوبوف: غيرت الأزمة القطرية إلى حد كبير المشهد السياسي ليس فقط في الخليج، بل وفي عموم الشرق الأوسط. والحديث يدور جوهريا عن قدرة الإسلام السياسي على الاحتفاظ بدوره في العالم المعاصر.

 

فما هي الاستنتاجات التي يمكن القيام بها من الأزمة القطرية؟

 

الاستنتاج الأول – إن أزمة قطر كشفت في المقام الأول هشاشة الأنظمة الملكية في الخليج. إذ إن حقيقة الصراع كله تكمن في أن السعوديين وحلفاءهم قرروا تأديب “الأخ الأصغر” بسبب تزايد نشاطه في دعم الجماعات المتطرفة المعادية للمملكة السعودية. وفي الوقت نفسه، شكلت علاقة قطر مع إيران مبررا لتفجير هذه الأزمة بين البلدين. وفي وقت سابق، كان السعوديون غير راضين نهائيا عن الخط السياسي للرئيس الأميركي السابق باراك أوباما، وخاصة فيما يتعلق باستعداده لتطبيع العلاقات مع إيران. كما أن الرياض كانت قلقة جدا إزاء نيات السلطات السياسية الأمريكية السماح لمواطنيها بتحصيل تعويضات مالية من المملكة بسبب أحداث الحادي عشر من سبتمبر/ أيلول الإرهابية في الولايات المتحدة. (من بين 19 منفذا للعملية الإرهابية، كان هناك 15 سعوديا)، حيث يطالب الأمريكيون بتعويض يبلغ 4 مليارات و200 مليون دولار.

 

الاستنتاج الثاني – يتلخص في أن أزمة قطر دفنت واقعيا ما يسمى مجلس التعاون الخليجي. فمن الناحية الفعلية، أيدت السعودية في إجراءاتها ضد قطر، الإمارات والبحرين فقط، بينما اتخذت سلطنة عمان موقفا محايدا، في حين أن الكويت فضلت لعب دور الوسيط بين طرفي النزاع.

 

كما أن أزمة الخليج دفنت وإلى أمد غير منظور فكرة الوحدة العربية، وخاصة أن الساحة العربية لم تشهد مثل هذا الانشقاق في الصف العربي منذ إنشاء جامعة الدول العربية بعد الحرب العالمية الثانية.

 

وبالمناسبة، هذا ما استعرضته الحرب اليمنية، التي تعكس صورة للمواجهة بين السعودية وإيران، بين السنة والشيعة، حيث أصبح هذا الصراع بالذات واحدا من العناصر المركزية الطاغية على الوضع في الشرق الأوسط.الاستنتاج الثالث – هو نشوء محاور سياسية جديدة في الشرق الأوسط: محور السعودية ومصر مقابل محور قطر وتركيا. هذا إضافة إلى أن إيران تعمل على إنشاء مجموعتها التي تضم سوريا والعراق، وتبذل نشاطا كبيرا لينضم إليها لبنان.

الاستنتاج الرابع – ويحمل بعض الجوانب الإيجابية، من حيث أن أطراف أزمة قطر، فضحوا بعضهم بعضا بما يتعلق بدعم المنظمات الإرهابية. فمن جهة، نشرت الصحف السعودية وثائق تشير إلى دعم قطر لتنظيمات “داعش” و”جبهة النصرة” و”أحرار الشام” و”القاعدة” وأسامة بن لادن، وتمويلها الإرهابيين في سوريا. ومن جهة أخرى، تتهم قناة الجزيرة السعوديين بدعمهم عددا من المنظمات الإرهابية الأخرى.

 

الاستنتاج الخامس – وهو أن أزمة الخليج أثبتت مرة أخرى الانقسام في المعسكر الغربي، حيث تتزايد انتقادات بعض الزعامات الأوروبية سياسةَ الولايات المتحدة في الخليج، ومنها انتقاد وزير الخارجية الألماني الموقف الأمريكي من الأزمة، وكذلك لبيعها كميات هائلة من الأسلحة إلى دول المنطقة، مع التشديد على الحاجة إلى استئناف التواصل مع إيران.

 

الاستنتاج السادس – بنتيجة المواجهة بين قطر والسعودية، وهذا ما يؤكده العديد من وسائل الإعلام العربية، انخفض بشكل كبير تمويل المنظمات الإرهابية في سوريا، وهذا ما يؤثر إيجابا في تسريع خطوات التسوية السياسية في هذا البلد، توازيا مع قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وقف برنامج وكالة الاستخبارات المركزية لتقديم المساعدة إلى المعارضة السورية. (روسيا اليوم)

السابق
قوات اليمن دخلت السعودية.. وصواريخ الحوثي تهدد موسم الحج!!
التالي
حجاج قطر.. الدوحة تشكو الرياض في الأمم المتحدة