قمة قطرية – روسية اليوم في موسكو

موسكو – وكالات – بزنس كلاس:

تستمر الزيارة الرسيمة التي يقوم بها حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر إلى دولة روسيا الاتحادية بعد أن وصل إلى موسكو مساء أمس، حيث يقابل سموه اليوم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

فقد وصل حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، العاصمة موسكو مساء امس، في زيارة عمل لروسيا الاتحادية. وكان في استقبال سموه لدى وصوله والوفد المرافق مطار فنوكوفو الدولي، سعادة السيد مخائيل بوغدانوف مبعوث فخامة الرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا نائب وزير الخارجية، وعدد من كبار المسؤولين الروس، وسعادة السيد فهد بن محمد العطية سفير الدولة لدى روسيا، وسعادة السيد نور محمد خولوف السفير الروسي لدى الدولة، والسادة أعضاء السفارة القطرية في روسيا.

وتكتسب زيارة العمل التي يقوم بها حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، إلى روسيا الاتحادية وتستمر يومين بدعوة من فخامة الرئيس فلاديمير بوتين أهمية سواء من حيث التوقيت أو من جهة القضايا والموضوعات المطروحة أمامها كونها تأتي في ظل سلسلة متغيرات ومستجدات إقليمية ودولية بارزة حيال عدد من القضايا العربية والدولية ومسيرة السلام في الشرق الأوسط، والعلاقات والأوضاع الاقتصادية والتجارية على مستوى العالم.

ومن المنتظر أن تعطي الزيارة دفعةً قويةً للتعاون الثنائي بين قطر وروسيا الاتحادية، وأن تدفع بعلاقات البلدين نحو آفاق أكثر رحابة واستكشاف مجالات جديدة للتعاون والشراكات بين البلدين بما يعود بالنفع على شعبيهما الصديقين وتحقيق المزيد من التعاون المشترك بينهما وكل ما من شأنه تطوير التعاون الثنائي في مختلف المجالات.

وسيجري سمو الأمير المفدى خلال الزيارة مباحثات مع فخامة الرئيس الروسي، تتناول سبل تعزيز وتنمية العلاقات بين البلدين في مختلف المجالات لاسيما في الطاقة والاقتصاد والتجارة، إضافة إلى بحث عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.

وتعد زيارة سمو الأمير المفدى لروسيا الاتحادية الرحلة الثانية لسموه للخارج خلال شهر مارس الجاري، فقد سبق وأن زار سموه كلا من مملكة بلجيكا وجمهورية بلغاريا أوائل مارس الجاري، وذلك في إطار زيارات وجولات سموه الخارجية والتي ترمي لتوطيد علاقات دولة قطر وتعاونها مع مختلف دول العالم، والتنسيق والتشاور معها بشأن مختلف القضايا الراهنة.

وتندرج هذه الزيارة في إطار مسيرة العلاقات المتنامية بين دولة قطر والاتحاد الروسي والتي انطلقت بعد قيام العلاقات الدبلوماسية بينهما عام 1988، وظلت منذ ذلك الوقت في نمو وازدهار، استناداً على مبادئ القانون الدولي والاحترام المتبادل والمصالح المشتركة، وشملت العديد من المجالات وخاصة السياسية والاقتصادية والتجارية والثقافية والعسكرية والإنسانية وغيرها من المجالات.

وتشهد العلاقات القطرية – الروسية تطوراً مستمراً في مختلف المجالات، بتوجيهات من حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى، وفخامة الرئيس الروسي الذي زار الدوحة في فبراير عام 2007، كما قام سمو الأمير بزيارة روسيا في يناير عام 2016.

وتقدم زيارة سمو الأمير لروسيا الاتحادية تأكيداً جديداً على حرص قيادتنا الرشيدة على التواصل وبناء الشراكات الإستراتيجية ومد جسور التواصل والتعاون مع مختلف دول العالم، كما تشكل الزيارة مؤشراً واضحاً على حرص دولة قطر على الاستفادة من دور روسيا المحوري والمهم للاستقرار في العالم، وتوظيف علاقات قطر بعواصم القرار الدولي لصالح قضاياها الوطنية وقضايا أمتها العربية والإسلامية، كما تظهر بجلاء تعاظم الدور الدبلوماسي القطري في التعاطي مع القضايا الإقليمية والدولية.

وانطلاقاً من إدراك القيادتين القطرية والروسية للمصالح المشتركة للبلدين فإن من المنتظر أن تتطرق مباحثات سمو الأمير المفدى مع القيادة الروسية إلى التعاون الثنائي في مختلف المجالات، وأن تشهد تبادلاً بناء وصريحاً للآراء حول القضايا الملحة على الأجندة الإقليمية والدولية، بما يدعم الاستقرار الإقليمي والدولي ويساعد في التوصل إلى تسويات لعددٍ من الملفات الساخنة، ونزع فتيل التوتر بالنسبة لعدد من الأزمات الراهنة.

وقد اكتسبت قطر بمواقفها الإيجابية ونهجها السياسي الواضح ودبلوماسيتها المرنة احترام العالم أجمع، خصوصاً في مواجهتها وتصديها للحصار الجائر المفروض عليها، ودحضها للأكاذيب والافتراءات التي تروجها دول الحصار، ومن المؤكد أن زيارة سمو الأمير لروسيا الاتحادية تعكس عزم دولة قطر على رسم وتشكيل منظومة علاقاتها الدولية وفق مصالحها ورؤيتها الوطنية التي تحفظ أمن الوطن وسيادته واستقراره وازدهاره وكذلك أمن ومصالح مواطنيها حاضرا ومستقبلا وفي كل المجالات.

كما تؤكد زيارة سمو الأمير لروسيا الاتحادية حضور قطر القوي وتفاعلها المميز على الساحة الدولية، وأن قطر انتصرت على الحصار وباتت أقوى بكثير مما كانت عليه قبل الحصار، بعد أن نجحت في إيجاد خطوط بحرية وجوية وبدائل اقتصادية وتجارية أكثر استقرارا، عبر تحركات دبلوماسية نشطة، وتخطيط اقتصادي استراتيجي، للمحافظة على مصالحها واستقلالها وسيادتها، ومصالح مواطنيها وكل المقيمين على أرضها.

وتأتي زيارة سمو الأمير لروسيا الاتحادية تتويجاً لسلسلة من المحطات البارزة في مسيرة العلاقات بين البلدين والشعبين الصديقين، ففي تواصل للزيارات والاتصالات المتبادلة بين البلدين قام سعادة الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية، بزيارتين إلى روسيا خلال العام الماضي التقى خلالهما نظيره الروسي سيرجي لافروف في موسكو، وقام الوزير الروسي بزيارة للدوحة في أغسطس من العام الماضي.

السابق
غرفة قطر: أكثر من 10 مليار دولار حجم التبادل التجاري مع الصين
التالي
أساسيات نجاح المشروع من “بداية”