قطر: توقعات بارتفاع أسعار العقارات في 2019

الدوحة – وكالات:

على خلاف ما كان معهودا خلال السنوات الماضية التي كان نشاط قطاع العقار فيها حيويا بنسبة أكبر، لم تشهد أسعاره خلال الفترة الأخيرة أي ارتفاع، بعد أن ثبتت مؤشراتها عند مبالغ معينة، مع ارتفاع أو تراجع بسيط في بعض الأحيان، ما أرجعه البعض إلى الخيارات الجديدة لرجال الأعمال الذين توجهوا إلى الاستثمار في قطاعات أخرى مثل الصناعة والزراعة، مبتعدين قليلا عن هذا المجال الذي كان يعد في زمن قريب الأفضل بالنسة لهم، باعتباره الأسهل والأكبر من ناحية جني الأرباح ولا يتطلب سوى شراء الأراضي وبنائها إذا أمكن الأمر والصبر عليها لبيعها بعد ذلك في المرحلة التي يشهد فيها السوق زيادة في الأسعار.
وفي استطلاع أجرته “الشرق” كشف مستثمرون أن العقار السكني يعد الأكثر طلبا في الراهن، مقارنة بباقي أقرانه، ما كشفت عنه إحصاءات وزارة التخطيط التنموي والإحصاء لشهر يوليو بتقديمها 729 رخصة بناء كانت النسبة الأكبر منها لبلدية الوكرة بـ 28 بالمائة، تليها الريان والدوحة تباعا، مضيفين أن من الوعي والمعرفة الكبيرين اللذين باتا لدى المستهلكين ساهما بدورهما في عدم ارتفاع الأسعار مؤخرا، وذلك بعد امتناعهم عن شراء المساكن الغالية التي يفوق سعرها في بعض الأحيان 3 ملايين ريال واتجهوا لاقتناء الفلل الصغيرة في مناطق كالشمال التي بلغ سعر القدم فيها 155 ريالا، ما أدى حتى إلى تراجع واضح في أسعار الإيجار.
وأكدوا على أن سعر العقار سيشهد قفزة نوعية مع بداية سنة 2019 بتواجد السيولة الكافية والنمو الكبير في البورصة، إضافة إلى فتح الحكومة لهذا القطاع أمام الراغبين في ولوجه من المواطنين والمقيمين، زد إلى ذلك نجاح قطر في تجاوز الأزمة التي ساهمت مع بدايتها في نشر بعض المخاوف لدى رجال الأعمال المختصين في هذا المجال الذين انتظروا في ذلك الوقت سقوطا حرا للأسعار، وهو الأمر الذي لم يحدث على الإطلاق.

ثبات الأسعار

وفي حديث لـ”الشرق”، أكد رجل الأعمال شاهين المهندي أن أسعار العقار لم تشهد نشاطا كبيرا في الفترة الأخيرة، بل ثبتت عند مبالغ معينة، ضاربا المثال بسعر القدم في بعض المناطق، منها الشمال التي لم يراوح ثمن القدم فيها خلال المرحلة الماضية 155 ريالا للقدم، مشيرا إلى أن أثمان العقار في البلديات الأخرى بقيت على حالها أيضا أو سجلت بعض التغييرات البسيطة بالتراجع تارة أو الارتفاع تارة أخرى، مرجعا ذلك إلى تقلص نسبة الطلب على العقارات، مقارنة بما كان عليه الحال في السابق، واتجاه رجال الأعمال إلى الاستثمار في قطاعات أخرى كالزراعة والصناعة التي اكتشفها المستثمر القطري في الفترة التي تلت الأزمة ووجد فيها أرباحا كبيرة أغنته عن النشاط في قطاع العقار، وهو ما يتناقض والأعوام الماضية التي كان فيها هذا المجال صاحب الأولوية والأفضلية لدى ملاك رؤوس الأموال.

وتابع المهندي حديثه بالقول بأن المنافسة الكبيرة التي يشهدها العقار لعبت دورا كبيرا في ثبات الأسعار مع وصول العرض في بعض الأحيان إلى كميات تفوق الطلب، ما أدى حتى إلى تراجع الإيجار وليس الأراضي والسكن فقط، متوقعا أنه ووفق هذه المعطيات لا ينتظر أي ارتفاع في الأسعار على الأقل من هنا إلى غاية نهاية السنة الحالية، بل بالعكس يرى بأن ثمن العقار سيبقى على حاله في ظل تركيز رجال الأعمال على العمل في قطاعات أخرى لتنويع مصادر دخلهم والخروج بفوائد أكثر.

طلب على الشقق

من جانبه، صرح رجل الأعمال عبدالله المنصوري بأن أكبر الطلبات في قطاع العقار في الفترة الحالية تسجل على صعيد الشقق والفلل الصغيرة، في حين تشهد باقي أنواعه ركودا في الفترة الأخيرة، مؤكدا ذلك من خلال استعراضه لأرقام وزارة التخطيط التنموي والإحصاء في شهر يوليو المنصرم، التي كشفت تقديم الوزارة حوالي 729 رخصة بناء على مختلف بلديات قطر، وكانت بلدية الوكرة قد احتلت الصدرارة بنسبة بلغت 28 بالمائة تليها الريان بـ 24 بالمائة والدوحة في المرتبة الثالثة بـ 17 بالمائة، وهي الإحصاءات التي قال عنها بأنها جاءت لتعكس الوعي الكبير لدى المواطنين الذين باتوا يفضلون اقتناء أراض وبنائها بطريقتهم الخاصة عوض اللجوء إلى شراء البيوت الجاهزة من طرف المقاولين أو السماسرة الذين وصلت بهم المغالات في بعض الأحيان إلى بيع شقق بمبالغ خرافية، كما حدث ولا زال يحدث في لوسيل واللؤلؤة على سبيل المثال، بعد أن تراوح سعر الشقة فيهما ما بين 3 و 4 ملايين ريال، وأردف المنصوري قائلا: “الأسعار في اللؤلؤة ولوسيل خيالية، ومن المفروض أن لا تتجاوز حاجز المليوني ريال على أقصى تقدير”، مضيفا بأن الابتعاد عن هذه المدن الترفيهية والتوجه لشراء الفلل الصغيرة أو تشييدها في مناطق أخرى هو أفضل ما يقوم به المواطنون في الوقت الحالي بسبب معرفتهم الكبيرة بالوضع الحالي وسعيهم للحفاظ على قدراتهم المالية والمساهمة في تحقيق الإعمار السكني في مناطق لم تكن كذلك قبل سنوات من الآن.

توقعات بالإرتفاع

من جانب آخر، كشف رجل الأعمال خالد السويدي بأن الحال لن يبقى على حاله في سوق العقار وسيتغير في المستقبل القريب، متوقعا أن يشهد القطاع قفزة واضحة مع بداية سنة 2019، وذلك للعديد من الأسباب أهمها اقتراب قطرم من احتضان مونديال 2022، ما سيزيد بالتأكيد من نسب الطلب على العقارات لتشييد العديد من المشاريع التي تهدف الدوحة بها إلى إخراج كأس العالم في صورة مثالية تجعلها الأفضل على مدى التاريخ البطولة، ما سيرفع آليا من الأسعار وفقا لقانون العرض والطلب، بالإضافة إلى اقتراب نهاية العديد من المشاريع الخاصة بالبنية التحتية في بعض المناطق في صورة المترو الذي سيزيد بطبيعة الحال من أسعار العقار في المناطق القريبة منه، دون نسيان التسهيلات التي تقدمها الحكومة لرجال الأعمال غير القطريين الراغبين في الاستثمار في هذا المجال، زد إلى ذلك عودة أصحاب رؤوس الأموال من المواطنين للنشاط في هذا القطاع، وتوفير البدائل لكل شيء، وختم السويدي قوله: بأن أزمة الحصار أعطت درسا جديدا لرجال الأعمال بعدم ضخ أموالهم إلا في المشاريع الناجحة، وهو ما سيحدث السنة المقبلة في قطاع العقار الذي قد سيكون السوق الأكثر ضمانا للأرباح.

نقلا عن صحيفة الشرق القطرية
السابق
قطر تشارك الاجتماعات التحضيرية للدورة الوزارية الـ 102 للمجلس الاقتصادي والاجتماعي العربي بالقاهرة
التالي
دراسة HSBC: قطر ضمن أكثر 3 دول بالعالم في جذب المغتربين