الدوحة – بزنس كلاس:
انطلقت، مساء أمس، أعمال المؤتمر الرابع عشر لجمعية القلب الخليجية، وملتقى الأوعية الدموية الحادي عشر، تحت رعاية سعادة الدكتورة حنان محمد الكواري وزيرة الصحة العامة، ويستمر حتى غد السبت بمشاركة 1000 اختصاصي من 40 دولة.
ناقش اليوم الأول 3 جلسات عمل رئيسية، تناولت الأولى تخطيط القلب، وناقش المتحدثون أساليب التفريق بين اضطرابات نظم نبضات القلب وأسباب بطء نبضات القلب، وكيفية التعرف على الاضطرابات التي تهدد الحياة. وقدمت المبادئ الأساسية لتخطيط القلب الكهربائي في أمراض القلب الخلقية الولادية والعلاج بالأشعة الكهرومغناطيسية لبعض مشاكل نبضات القلب في مختبر قسطرة القلب.
أما حلقة العمل الثانية، فتناولت تطورات الأجهزة الطبية الجديدة في الأجهزة القلبية، وعقدت دورة استثنائية في حلقة عمل مع التركيز على برمجة الجهاز الداخلي لرجفان القلب ومختلف أجهزه ضبط النبض والأجهزة الجديدة.
وتناولت حلقة العمل الثالثة الإيكو القلبي (تصوير القلب بالأمواج فوق الصوتية)، وعقدت جلسة عمل خاصة حول التصوير القلبي بالأمواج فوق الصوتية (الإيكو القلبي)، مع عرض الحالات والتكنولوجيا المتقدمة، مثل تقنيات التصوير الثلاثي الأبعاد وتصوير عضلة القلب.
كما عقدت جلسة عرض رئيسية للتركيز على آخر المستجدات المتعلقة بالرجفان الأذيني والنبض غير المنتظم ولادياً والسكتة القلبية المفاجئة في الشباب والرياضيين، ناقشت تأثير الأجهزة الكهربائية المنزلية وغيرها من الأدوات الكهربائية في المستشفيات والمطارات على نظم نبضات القلب.
د. نضال أسعد: تظاهرة علمية كبرى بالمنطقة
قال الدكتور نضال أحمد أسعد، رئيس أقسام أمراض القلب مدير وحدة كهربية القلب بمستشفى القلب بمؤسسة حمد الطبية، ورئيس اللجنة العلمية للمؤتمر: إن عدد المشاركين في المؤتمر بلغ 1000 مشارك ما بين طبيب وجرّاحي القلب وأطباء وجرّاحي الأوعية الدموية وصيادلة وتمريض وتقنيين من 40 دولة حول العالم، وفي مقدمتها الولايات المتحدة وكندا وأوروبا وعدد ممن من الأشقاء من الدول العربية.
ولفت إلى أن المؤتمر يوفر 20 نقطة في إطار برنامج التعليم الطبي المستمر، مما جعل الكثير من المتخصصين في المجال الطبي يحرصون على الحضور للاستفادة من محاضرات ومناقشات المؤتمر.
وأوضح أنه يغيب عنا للأسف أشقاء من دول الحصار، وكنا نطمح إلى مشاركتهم في هذا الحدث الدولي الكبير والمميز، لافتاً إلى أن المؤتمر يُعقد بإشراف جمعية القلب الخليجية، وعدد من الهيئات المعاونة وفي مقدمتها مؤسسة حمد الطبية وجمعية جراحة الأوعية الدموية الخليجية وكلية الصيدلة وجامعة ويل كورنيل للطب – قطر، بالإضافة إلى الشراكة المتميزة لمستشفى القلب.
وأكد أن المؤتمر تظاهرة علمية كبرى في مجالها بالمنطقة وبمشاركة كبرى جمعيات القلب العالمية التي ترسم الخطوط العريضة للممارسة الصحية في مجال طب القلب.
وأوضح أن هناك أكثر من 40 طبيباً عالمياً يحاضر ويدير ورش العمل بالمؤتمر، كما يشارك أطباء من الكويت وفي مقدمتهم الدكتور محمد الزبيدي رئيس جمعية القلب الخليجية حالياً، وأطباء من سلطنة عُمان. كما يتميز المؤتمر بأنه يتم بث جلساته لكل من اليمن وغزة لمتابعتها من قبل الأطباء هناك.
وأشار الدكتور نضال إلى أن البرنامج العلمي للمؤتمر يتضمن 150 محاضرة وخمس ورش عمل، إلى جانب جلسات حوارية ولقاءات مع الخبراء في مجالات القلب المختلفة، وذلك لتبادل الخبرات والمعارف المشتركة.
وأشار إلى أن الجلسات تتناول الجديد والحديث في طب وجراحة القلب والأوعية الدموية وخلل النظم الكهربائي للقلب وأحدث طرق علاج القلب وعلاقة الكوليسترول وأيضاً السكري بالقلب. كما تتناول الجلسات العيوب الخلقية لقلب الطفل من ناحية التشخيص والعلاج، وكذلك الجديد في كهرباء القلب وعلاجها بالأجهزة المساعدة وأمراض صمامات القلب والتعاطي معها.
وأوضح الدكتور أسعد أن المشاركين يناقشون كذلك آخر ما استجد من توصيات جمعيات القلب الأميركية والأوروبية في التشخيص والعلاج وإمكانية تطبيقها في المنطقة، إلى جانب أمراض الشريان التاجي وقصور القلب والتعامل الأمثل معه مع عقد ورش عمل في جراحات الأوعية الدموية المتطورة.
كما تتضمن فعاليات المؤتمر 5 ورش عمل لنقل الخبرة للأطباء الشباب في مجالات رسم القلب والموجات الصوتية على القلب وقسطرة القلب وتصوير القلب وخلل نظم القلب.
د. زبيد: استقطاب خبراء عالميين
أكد الدكتور محمد زبيد -رئيس جمعية القلب الخليجية- في تصريح للصحافيين، أن المؤتمر الرابع عشر للجمعية يكتسب أهمية بالغة؛ نظراً لأنه يجمع نخبة كبيرة من أطباء القلب من مختلف أنحاء العالم في مكان واحد لتبادل الآراء والخبرات حول مستجدات الطب في علاج أمراض القلب والتشخيص، خاصة أن الكثير من الأطباء في الدول العربية لا يتمكنون من حضور المؤتمرات العالمية التي تُعقد في أوروبا وأميركا الشمالية.
وأضاف أن جمعية القلب الخليجية أصبحت من الجمعيات القوية في هذا المجال، وهي معترف بها على مستوى العالم بين الجمعيات الأوروبية والأميركية؛ ولذلك فإن مؤتمراتها تحظى دائماً بحضور عدد مهم وكبير من الأطباء المعروفين من مختلف دول العالم والذين يقومون بعرض خبراتهم وتجاربهم أمام المشاركين في جلسات تفاعلية، يتم فيها تقديم العديد من الأبحاث والدراسات المفيدة. وأشار إلى أن المؤتمر فرصة مهمة لعرض الدراسات المحلية والعربية، للاستفادة منها في معرفة واقع الإصابة بأمراض القلب في المنطقة والبناء عليها في وضع الخطط والبرامج الوقائية التي تساهم في تقليل نسب الإصابة.
وشدد زبيد على أهمية التعاون بين جمعيات القلب والجهات الحكومية المعنية بالتخطيط في القطاع الصحي لإقامة برامج مشتركة ودراسات تهدف إلى معرفة نسب الإصابة بأمراض القلب في المنطقة، وبالتالي تنفيذ سياسات ترمي إلى الوقاية من الأمراض قبل حدوثها، خاصة أن جمعية القلب الخليجية لديها أطباء أكفاء يساهمون بدراسات وأفكار قيّمة في هذا المجال.
د. كاظم سليمان: لا تأثير لغياب أطباء دول الحصار
قال الدكتور كاظم جعفر سليمان، استشاري أول أمراض القلب بسلطنة عُمان ورئيس جمعية القلب العُمانية: إن المرحلة المقبلة سوف تشهد المزيد من التطورات وعلى رأسها أن المؤتمر المقبل سيكون مع اتحاد القلب العالمي في ديسمبر المقبل، كما نسعى إلى فتح آفاق أكبر للتعاون مع الجمعيات العالمية؛ حيث إنها تمثّل فرصة كبيرة لجمع الأبحاث المختلفة، كما سيتم التوسع في عمليات التدريب وإعطاء فرص أكثر للأبحاث وتبادل الخبرات بشكل مستمر.
وأضاف: إن أعداد الأطباء المنضمين للجمعية في تزايد مستمر، خاصة أنها تضم سبع دول، كما سيتم تطوير مجلة الجمعية في الفترة المقبلة، لأن تطويرها سيكون له أثر كبير.
ولفت إلى أن غياب الأعضاء من دول الحصار لم يؤثر كثيراً على أعمال المؤتمر والمشاركة فيه، في الوقت الذي كان يطمح فيه الجميع أن يكونوا متواجدين معاً ويشاركونا الأبحاث والمناقشات، منوهاً إلى أن الدول المشاركة حاولت تعويض النقص من خلال زيادة أعداد المشاركين.