الدوحة – بزنس كلاس:
ما أن يصمت غراب الإمارات الأول ضاحي خلفان” من النعيق حول قطر، حتى يستلم الأمر عنه، الغراب الآخر أنور قرقاش ويبدأ عزف أسطوانة مشروخة أخرى عن الدوحة |وأغنية المظالم” التي لم تعد تجد من يسمعها. وهذه المرة حان وقت اللعب الإماراتي على حبل موسم الحج وقضية حجاج قطر التي بات القاصي والداني مدركاً تماماً للدور السعودي الخبيث في تعطيل مسيرة الحج القطرية بكل أنواع العراقيل على أرض الواقع والتطبيل والتزمير بالترحيب بحجاج قطر فقط أمام وسائل الإعلام .
هي سياسة الهروب من الحقيقة على ما يظهر، ورمي كرة الحج الملتهبة إلى ملعب الدوحة بعد أن أدانت كثير من الجمعيات والمنظمات الحقوقية منع وعرقلة الرياض حجاج قطر من أداء مناسك الحج هذا العام كسابقة.
“أنور قرقاش” وزير الشؤون الخارجية الإماراتي يغرد بصوت نشاز كعادته ويقول بأن قرار الحكومة القطرية بمنع مواطنيها من أداء فريضة الحج، ومهما كانت المبررات التي روجت لها، يعبر عن غياب واضح للرؤية الواعية التي تميّز بين ما هو سياسي آني وما هو أهم”، ويضيف قرقاش قائلاً “إن التسييس والترويع ضد أداء مواطنيك للحج فعلامة عدم ثقة فيهم وفِي أولوياتهم وخياراتهم.”
هي ذاتها الأسطوانة المشروخة التي مل منها القطريون وكل متابع لأحداث الحج الأخيرة، فالسلطات السعودية تشير المعطيات بأنها هي من تمنع خطوط الطيران القطرية بالتحليق في الأجواء، وتمنعها من نقل حجاج قطر، ولا تسمح لهم بحجز تذاكر السفر إلا على خطوط الطيران السعودي، ومنع التعامل بالريال القطري وعدم صرفه. والسعودية ذاتها تقول اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان أنها تقود حملات التشويه والكراهية والتحريض ضد القطريين، الأمر الذي أثر على طريقة تعامل المجتمع السعودي مع القطريين، فلن يجد القطري نفسه آمناً، وهذا سيعرضه لحملات الكراهية والعنف.
كما أنّ حملات الحج والعمرة القطرية تضررت كثيراً من خسائر موسم الحج العام 2017، ومنعت السلطات السعودية التعامل مع الحملات القطرية، وأغلقت سفارتها في الدوحة، ولم تسمح لأيّ بعثة قطرية رسمية بالتواصل مع الوزارة السعودية. وذكرت الحملات القطرية أنها تتخوف من تعريض حياة القطريين للخطر بترتيب إجراءات السفر للحجاج خوفاً من موقف لا يحمد عقباه، ومن تعريض حياتهم لإجراءات تعسفية.
السعودية اعتقلت مواطنين قطريين كانوا في طريقهم لأداء العمرة ذهبوا ولم يعودوا إلى الآن، ويبدو أن التاريخ سيذكر جيداً بأن السعودية منعت القطريين ومن يقيمون على أرض قطر من الحج بوضع عوائق وعراقيل تمنع أي مسلم من أداء الفريضة.. مثلما فعل القرامطة قبل مئات السنين..
وفي تغريدة أخرى يقول قرقاش وهو الوزير الذي عرف بتخبطه وكذبه في أحيان كثيرة، “إنه حين تنقضي أزمة قطر وتمضي السنوات سيبقى عالقا قرار الحكومة القطرية بمنع مواطنيها من أداء فريضة الحج، لأن مثل هذا القرار الخاطئ والشاذ، خارج عن الإجماع و الدول التي لجأت إليه عبر السنوات لا تشرف في سياساتها وموقعها”.
إلا أن الحقيقة والمعطيات تؤكد بما لا يدع مجالا للشك بأن التاريخ سيذكر جيداً بأن السعودية هي من وضعت كل العراقيل لمنع أهل قطر من الحج، وستذكر الأجيال القادمة بأن من يملك مفتاح الحرم هو من أغلق الحدود ورفع السقف وضرب بتعاليم الإسلام عرض الحائط لأغراض سياسية بحتة.
وسيذكر التاريخ أيضاً أن قرقاش طبل ولمع للقرارات السعودية بمنعها حجاج قطر من أداء فريضتهم، لا بل وتعدى الأمر إلى اتهام دولة قطر بمنعها حجاجها من الحج تحت أسباب ربما يصح وصفها بالخرافية لا يقبلها عقل ولا يتحملها عاقل.
وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في قطر قالت قبل أيام إنه وفي هذا السياق استمرار لنفس العراقيل والمعوقات التي تقوم بها السعودية دون تطور ملموس واستمرار منع حملات الحجّ القطرية من الدخول إلى الأراضي السعودية، بالإضافة إلى عدم تمكين وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية من رعاية شؤون الحجاج كما هو معمولٌ به مع جميع دول مجلس التعاون.
وأكدت أنه تم رصد عشرات الانتهاكات المتعلقة بحقوق القطريين والمقيمين على أرض دولة قطر أثناء أداء فريضة العمرة خلال الفترة الماضية ومنع الكثير منهم من دخول الأراضي السعودية وقد وصل الأمر حدّ إعادة بعضهم بعد وصولهم إلى مطار جدّة ، مما يؤكد على الانتقائية وضبابية الإجراءات التي تخضع أحيانا لمزاج الأفراد.
مبينة تواصل الخطاب الإعلامي المؤجج للمشاعر ضد المواطنين القطريين وبشكل ممنهج مما قد يشكّل خطراً على سلامتهم.هذا مما حال دون استكمال حملات الحج القطرية تنظيم رحلات الحج والعمرة للقطريين والمقيمين أسوة بدول مجلس التعاون الخليجي بناءً على محاضر الاتفاق على ترتيبات وأسس شؤون الحج قبل موسم عام 1438هـ .