الدوحة- بزنس كلاس:
دعا رجل الأعمال السيد سعد آل تواه الهاجري عضو غرفة قطر للتجارة، نظراءه إلى رد الجميل لبلادهم التي قدمت لهم التسهيلات الكفيلة بتنمية أعمالهم، وذلك من خلال قيام الدور المناط بهم في المساعدة على تسريع الجهود الكفيلة بزيادة اعتماد الاقتصاد الوطني على ذاته. جاء ذلك في تعليق له على الدور الواجب قيامه من قبل القطاع الخاص في مواجهة الحصار الجائر الذي فرضته 3 بلدان خليجية على دولة قطر. وقال: «دولتنا العزيزة لم تقصر معنا في يوم من الأيام وها هو قد جاء الدور علينا لكي نرد الجميل لها من أجل الإسراع في وتيرة الإنتاج في المجالات كافةً لتحقيق الاكتفاء الذاتي من الصناعات والغذاء».
وأشار الهاجري في تصريحات صحفية إلى أنه يجب على الجميع من رجال أعمال ومستثمرين قطريين أن يبدؤوا في نقلة جديدة لزيادة المنتج الوطني ودعمه بكل قوة خلال الفترة المقبلة، ويجب أن نعتبر هذه الأزمة بمثابة الفرصة الحقيقية لكي نقول جميعاً «نحن مع قطر.. والدور علينا».
الاستثمار بشكل مختلف
وطالب الهاجري بضرورة فتح المجال أمام المستثمرين القطريين للدخول في الاستثمار بالقطاع الزراعي وإنتاج المواد الغذائية بشكل مختلف، بحيث تكون هناك آلية واضحة وحازمة في نفس الوقت، وقال: «يجب أن نسير بنفس نظام وزارة الطاقة والصناعة بحيث يتم منح المستثمرين فرصة أمام المشاريع التي تقام على الأراضي الممنوحة من الدولة؛ فرصة 6 شهور، بحيث إذا لم يقام المشروع خلال هذه الفترة يتم سحب الأرض تلقائياً ومنحها لمن هم جادّين، خاصة وأن هناك الكثير من الأراضي تم تحويلها إلى مساكن وفلل ولم تتم الاستفادة منها».
لجنة خاصة
وشدد على أن هذه الآلية لابد أن تخرج من خلال لجنة خاصة من رجال الأعمال والقطاع الحكومي معاً، وأن تكون هذه اللجنة من خارج القطاع الزراعي أو المتخصصين في الصناعات الغذائية حتى لا تحدث محاباة، وأن تقوم اللجنة باختيار الدراسات المقدمة من المستثمرين، وتقرر الموافقة على المقترحات الخاصة بهذه المشاريع.
مسؤولية اللجنة
وتابع قائلاً: «هذه اللجنة ستكون مسؤولة أيضاً عن مراقبة ومتابعة كل المشاريع التي يتم الموافقة عليها، وإذا لم يبدأ المستثمر في الإنتاج خلال فترة الستة أشهر الأولى فيتم سحب الأرض منه مباشرة، وهذا الحل أعتقد أنه سيسرع من زيادة الإنتاج المحلي سواء في القطاع الزراعي أو في الصناعات الغذائية المختلفة، لأن الأرض التي سيتم منحها ستقام عليها إما مزارع لإنتاج الخضراوات أو مصانع للمواد الغذائية التي هي من الأساس مرتبطة بالمزارع في الكثير من الجوانب».
وعن دور وزارة الاقتصاد والتجارة والغرفة في هذا الموضوع أوضح أن رجال الأعمال والمستثمرين هنا يمثلون الغرفة، وأعتقد أن الغرفة لا تبخل بتقديم أي دعم في هذا الاتجاه، وهو ما ينطبق على وزارة الاقتصاد والتجارة، بالإضافة إلى وجود بنك قطر للتنمية الذي يعتبر بمثابة المساند الأكبر للمستثمرين القطريين.
فوائد الأزمة أكبر
وبنبرة حماسية قال الهاجري: «والله احنا ما عندنا مشكلة خالص.. فالموضوع سهل جداً، ولكن يبقي الناس تشتغل وتنتج لتطوير البيت من الداخل، لأن الدولة تقدم كل الدعم للجميع ولم تقصر مع أحد، ويجب أن نعترف جميعاً بأن هذه الأزمة التي تعيشها قطر نفعها أكثر من ضررها، ولابد أن نبدأ في الجد ونستثمر في الداخل وننتج لندعم المنتج المحلي بكل قوة، لأنه حتى لو لم يكن هناك أزمة يكون التطوير للبيت من الداخل مستمراً ولا يتوقف، خاصة وأننا نملك كل المقومات والإمكانات للتطوير والتطور».
الإسراع في وتيرة الإنتاج
واستطرد في هذه الجزئية مؤكداً أنه لو تم الإسراع في وتيرة الإنتاج منذ عام أو عامين على سبيل المثال لما حدثت أزمة مع وجود هذا الحصار المفروض على قطر، وقال: «على سبيل المثال نحن الآن لا نستورد من الإمارات والسعودية أي شيء بسبب الحصار، وعندما تعود المياه إلى مجاريها في أي وقت يجب أن يكون المنتج المحلي منافساً قوياً لمنتجات هذه الدول، خاصة وأننا نملك الكثير من الأمور التي تسهل عملية الإنتاج بسهولة، مثل عدم وجود جمارك أو ضرائب، وهو ما يؤثر في النهاية على الأسعار، ويكون وقتها المنتج الوطني أقل سعراً».
دعم المنتج المحلي
وطالب الهاجري في نفس الاتجاه أن يكون هناك دعم قوي وإجباري للمنتج المحلي في جميع المجمعات التجارية، سواء اليوم أو غداً، وسواء استمرت الأزمة أو انتهت، وذلك من أجل تشجيع رجال الأعمال بشكل أكبر على أن تكون للمنتج الوطني الأولوية في العرض والبيع والتسويق بالسوق المحلي، وبعدها يكون منافساً قوياً للمنتج الخارجي، وقال: «بصفتي عضو سابق في لجنة الزراعة بالغرفة، أؤكد بأننا يجب أن نتحرك بشكل أسرع وعلى أرض الواقع، وليس من خلال المكاتب، لأنه بكل وضوح وصراحة فإن حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى -حفظه الله ورعاه- يوجه بتقديم كل الدعم للمستثمر القطري، والدولة تقدم دعماً غير مسبوق له، وإن شاء الله الأمور تتحسن إلى الأفضل خلال الفترة المقبلة، والأزمة هذه لن تؤثر فينا، ونعود أقوياء».