فيديو.. هذا ما قاله أبناء جمال خاشقجي..

وكالات – بزنس كلاس:

أطلق عبدالله وصلاح خاشقجي نجلا الصحفي السعودي جمال خاشقجي، الذي اغتالته بلاده في قنصليتها بأسطنبول في الثاني من أكتوبر الماضي، في أول ظهور علني لهما منذ وقوع الجريمة، نداءا للسلطات السعودية يطالبون فيه بالكشف عن مكان جثة والدهم، مؤكدين أهمية تسليمهم جثمان والدهم ليتمكنوا من دفنه وفقا للشعائر الإسلامية، وقال نجلا خاشقجي في مقابلة تلفزيونية بثتها السي ان ان من واشنطن اليوم إن الملك سلمان بن عبدالعزيز قد تعهد لهم خلال تعزيتهم بأن يقدم كل المتورطين في جريمة إغتيال والدهم للعدالة.

وقالوا في حديثهم خلال المقابلة إنهم تعرضوا للألم لأسابيع بعد إختفاء والدهم ومن ثم موته، واصفين والدهم بأنه رجل كريم وشجاع للغاية، لافتين الى أنهم لا يملكون أي أجوبة حول الأسئلة المطروحة بشأن قضية إغتيال والدهم وانهم يبحثون عن معلومات حول القضية مثلهم مثل الجميع ، مضيفين أنهم قد أبلغوا السلطات السعودية عن رغبتهم  في دفن جثمان والدهم في البقيع بالمدينة المنورة.

ويقول نجلا خاشقجي إن أسرتهم تعيش حالة يرثى لها من الألم والحزن في ظل عدم معرفتهم مكان جثة والدهم ، ولعدم معرفة المصير الذي تعرض له، وسيظلون على هذه الحالة الى ان تظهر الحقيقة كاملة ويغلق ملف القضية.

وقال عبدالله خاشقجي “33 عاما”  مهما حدث وتعرض له والدي إلا أنني أتمنى ألا يكون قد آلمه ذلك كثيرا ولو كان سريعا، وآمل في أن يكون قد حدث له موتا هادئا.

وبدوره قال صلاح “35 عاما” : كل ما نريده في الوقت الحالي هو دفن الوالد في البقيع بالمدينة المنورة مع باقي أفراد العائلة، مضيفا أنهم قد أخبروا السلطات السعودية بذلك ويأملون في أن يتحقق ذلك في القريب العاجل.

وكانت المملكة العربية السعودية قد قدمت روايات متناقضة حول المصير الذي تعرض له جمال خاشقجي، ففي بادئ الأمر أنكرت رسميا علمها بمكانه وأكدت السلطات السعودية على لسان ولي العهد محمد بن سلمان بأنه دخل الى القنصلية وخرج منها بعد وقت قصير، قبل أن تعترف بعد 18 يوما من اختفائه بأنه قتل على يد مجموعة من المارقين وتبين لاحقا أن هذه المجموعة هي من الدائرة المقربة جدا من ولي العهد بن سلمان.

وِاشارت السي ان ان في تقريرا لها عن المقابلة أن الأحداث التي شهدتها القضية أصبحت مصدر إزعاج لأسرة خاشقجي “ولدين وبنتين وأمهما” ، مؤكدين أن هناك اكاذيب كثيرة تم تداولها ، مضيفين أن والدهم قد أسيء فهمه وتعرضت أفكاره للتحريف المتعمد وذلك لأسباب سياسية.

وقال ابنه صلاح أن والده كان شخصا معتدلا ومتقدما يحب الجميع وكانت لديه خلافات وقيم مشتركة مع الجميع ، مضيفا أن والده كان انسان حقيقي وأب رائع.

وتناولت السي ان ان التقارير الصحفية التي نشرتها كل من الواشنطن بوست ونيويورك تايمز المتعلقة بالإتصال الذي أجراه ولي العهد السعودي بكل من جاريد كوشنر صهر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وجون بولتون مستشار الأمن القومي الأمريكي والتي وصف لهما فيها جمال خاشقجي بالإسلامي الخطير وأنه ينتمي لجماعة الأخوان المسلمين، وقال التقرير إن جماعة الأخوان المسلمين صنفتها عدد من الدول العربية على أنها جماعة إرهابية، بينما لم تصنفها الولايات المتحدة وأوروبا بذلك، وأضاف أن الجماعة أصبحت منذ فترة طويلة مهددا لوجود القيادة في المملكة الصحراوية، على حد وصف السي ان ان.

وتعليقا على إدعاءات إنتماء والده لجماعة الأخوان قال عبدالله إنها مجرد ديباجات جاهزة ولم يقوم الناس بواجبهم على النحو الصحيح فهم لم يقرأون ما يكتب ثم يتعمقون فيه ، وإذا لم يفعلوا ذلك فمن السهل أن تلصق به أي ديباجة أو صفة.

وبسؤاله عن كيفية تذكره لوالده ، قال صلاح “كان رجل معتدلا ولديه قيم مشتركة مع الجميع، وكان يحب وطنه ويؤمن به وبمقدراته وإمكانياته”.
ويضيف صلاح: جمال لم يكن أبدا معارضا أو منشقا لأنه كان يؤمن بالنظام الملكي فهو النظام الذي يبقي البلاد متحدة، وكان مؤمنا بالتحول الذي تمر به البلاد.

وبحديثهم عن مهنة والدهم كصحفي قال نجلا خاشقجي إن والدهما كان نجما بارزا فعندما يخرجون برفقته في شوارع المملكة الجميع يتهافتون للسلام عليه ومصافحته. وأضاف صلاح أن والده كان شخصية عامة محبوبة وأعجب بها الجميع.

ويقول عبدالله إن الأمر بالنسبة لهم صعبا جدا ولم يكن سهلا خاصة عندما تتسع دائرة القضية، هذا أمر مربك للغاية بالنسبة لنا حتى الطريقة التي نعبر بها عن حزننا على والدنا ، مضيفا أنهم يتابعون وسائل الإعلام والمعلومات المضللة وأن هناك الكثير من التغييرات حول القضية، وكل ذلك ونحن نحاول أن نعبر عن مشاعرنا وعواطفنا وفي نفس الوقت نريد أن نعرف ما الذي تعرض له والدنا ، نأخذ ما يتم تداوله ونرتبه ترتيبا حتى نستطيع أن نتحصل على القصة الكاملة وهذا أمر صعب جدا ومربك فوالدنا لم يتعرض لحادثة طبيعية ولا موتا طبيعيا.

ومضت السي إن إن في تقريرها إلى القو إن صلاح وعبدالله واخواتهما نهى “27 عاما” و رزان “25 عاما” جميعهم يريدون أن يستمروا في حياتهم بصورة طبيعية وهم مازالوا متواجدين ويعملون في الشرق الأوسط ولكنهم يتعرضون لضغوط كبيرة بسبب القضية للدرجة التي جعلتهم في وضع لا يحسدون عليه.

ويعتبر صلاح الأبن الأكبر لجمال خاشقجي هو حلقة الوصل بين الأسرة والسلطات السعودية ، مما يعني أن كل آل خاشقجي يتواصلون معه وهي عائلة كبيرة تعرضت لعبء عاطفي أكبر ولن يزيح هذا العبء إلا ظهور الحقيقة الكاملة حول إغتياله، ويقول صلاح فيما يتعلق بالتحقيقات الجارية حول جريمة إغتيال والده، إنه يتابع التقارير الإخبارية للحصول على أخر ما توصلت له التحقيقات في القضية.

وقال صلاح خلال حديثه في المقابلة مع المذيع الذي يحاوره، إن مصادرهم هي نفس المصادر التي تعتمدون عليها انتم، وهذا يضعنا جميعا تحت وطأت عبء كبير، فالجميع في وسائل الاعلام  يسعى إلى الحصول على المعلومات ونحن كذلك نسعى للحصول عليها، وكثيرين يعتقدون بأن لدينا إجابات كاملة لأسئلتهم ولسوء الحظ أننا لا نملك أي اجابات.

ويقول عبدالله خاشقجي الذي يعيش ويعمل في دولة الإمارات العربية المتحدة إنه أخر شخص من الاسرة رأى والده قبل وفاته، مؤكدا انه عندما سمع بأن والده في تركيا ذهب إليه لزيارته وقضى  بعض الوقت معه ومع خطيبته خديجة جنكيز، التي وصف علاقتها بوالده بأنها علاقة راقية ومزدهرة جعلت والده سعيدا.

ويضيف عبدالله بالقول: “كان والدي سعيدا جدا، وبالنسبة لي كانت فرصة جيدة للغاية لرؤيته على هذا الحال، قضينا وقتا ممتعا في اسطنبول، وكنت محظوظا بأنه قد سنحت لي الفرصة بأن اقضي اخر اللحظات معه وانا أشعر بالإمتنان الشديد لهذه اللحظات”.

ويقول عبدالله إنه أول فرد في الأسرة يدخل شقة والده في ولاية فرجينيا بالولايات المتحدة الأمريكية بعد إغتياله، وعندما دخل وجد والده قد وضع صورة أحفاده “طفلين” وابنة اخيه صلاح بالقرب من سرير نومه.، ويضيف عبدالله أنه أدرك في تلك اللحظة مدى حب والده لهم ولأبنائهم حيث أنه وضع صورهم بالقرب من سريره ليكونوا أخر من يراه قبل أن يخلد إلى النوم.

ويضيف عبدالله بأنه عندما شاهد صور ابنائه وابنت اخيه بالقرب من سرير والده بأنه قد صدم لأن هذه المشهد يعكس كيف كان والدهم رقيقا ومعطاءا ومحبا لعائلته وأحفاده وكان هذا المشهد مؤثرا جدا بالنسبة لي وأثر في كل أفراد الأسرة عندما أخبرتهم به.

ويمضي الأخوان صلاح وعبدالله إلى القول إن والدهم كان يخطط للإنتقال من واشنطن إلى تركيا حتى يكون قريبا من ابنائه واحفاده، والسبب الرئيسي وراء إختياره تركيا هو أن يكون قريبا من العائلة ، فهو تربطه علاقات قوية جدا مع شقيقاته ، وكان من الصعب جدا بالنسبة لنا أن نسمع عنه هذه الأخبار المأساوية.
وتقول السي ان ان في تقريرها إن صلاح وعبدالله يعيشان معاناة فعلية وهم لا يشعرون بالشفقة على أنفسهم، وهم يتحدثون الأن لوسائل الإعلام حتى يتمكنوا من معرفة القصة الكاملة، ويقولون أن كل يوم يقضونه يعتبر يوما صعبا، حيث أن الأخبار تتواتر عليهم لتكشف أصغر التفاصيل حول ما تعرض له والدهم عند قتله.

وذكرت السي ان ان أنه من المقرر أن يعود صلاح قريبا إلى عمله في القطاع المصرفي بالسعودية وهو يخشى ردة فعل الناس وتعليقاتهم على وسائل التواصل الإجتماعي ، حيث أنه يقول أن مقابلته لولي العهد قبيل مغادرته للسعودية قبل اسبوعين قد أسيء تفسيرها بشكل كبير.
وقال صلاح إنه ينتظر إنتهاء التحقيقات وظهور الحقيقة الكاملة، مضيفا أن الملك قد اكد له بأن جميع المتورطين في إغتيال والده سيتم تقديمهم للعدالة، مستطردا بأنه يعرف أن ذلك ما سيحدث، واستدل بذلك بالتحقيق الذي تجريه السلطات السعودية بشأن القضية.
وفي رده على سؤال طرحته عليه السي ان ان حول ما إذا كان يثق في كلام الملك سلمان .. اجاب صلاح : “نعم”.

في غضون ذلك ما تزال السلطات التركية التي أكدت أن جمال خاشقجي قد تعرض للإغتيال من قبل فرقة أمنية قدمت من الرياض خصيصا لتنفيذ هذه الجريمة ، وما تزال تواصل تحقيقاتها في الجريمة ومعرفة مكان جثة الفقيد.

وكان المدعي العام التركي قد قال مؤخرا إن خاشقجي تم خنقه ومن ثم قتله وتقطيع جثته، في الوقت الذي ذكرت فيه الواشنطن بوست وفقا لمصادرها من الخبراء الإستخباراتيين أن الجثة قد تم إذابتها بواسطة حمض الأسيد.

وكان الصحفي السعودي جمال خاشقجي قد دخل قنصلية بلاده في الثاني من أكتوبر الماضي بغرض إنهاء أجراءات متعلقة بأوراق زواجه من الباحثة التركية خديجة جنكيز ، ولكنه لم يخرج منها أبدا، حيث تم إغتياله وتقطيع جثته التي لم تتوصل اليها السلطات التركية حتى الآن ، ولم تكشف عن مكانها السلطات السعودية بالرغم من إعترافها الرسمي بوقوع جريمة الإغتيال.

السابق
قطر ترفع إنتاجها من النفط إلى 6.5 مليون برميل يومياً
التالي
هذه الملفات بانتظار وزير التجارة الجديد