فضاءات أوسع واتجاهات أبعد ورحلات أكثر.. القطرية في مواجهة مطبات الحصار ومحركاتها النفاثة تزداد هديراً

صناعة السياحة في قطر منظومة متكاملة العناصر
توسعة مطار حمد تفتح بوابات جديدة على أفق اقتصادي جديد
زيادة عدد رحلات القطرية إلى صحار علامة كاملة الدلالة
إطلاق نظام إخطار السفر الإلكتروني إجراء عصري

الدوحة- بزنس كلاس
تتسارع الخطوات القطرية المتناغمة في بناء منظومة سياحية متفوقة في ظل تحدي الحصار الجائر الذي حاولت فرضه عليها بعض دول الخليج ومصر منذ الخامس من يونيو / حزيران الماضي، وذلك بتظافر جهود وتعاون مؤسسات الدولة من الهيئة العامة للسياحة إلى الهيئة العامة للطيران المدني وصولاً إلى الخطوط الجوية القطرية في سيمفونية مشتركة يبدع كل عازف فيها أنغامه بتناغم قل مثيله للوصول بالمشهد السياحي في قطر إلى مستويات تضاهي أفضل المعايير الدولية.
فقد تزامن توسيع نشاط وأعمال مطار حمد الدولي ليبلغ عدد المسافرين عبره رقم الطموح 53 مليون مسافر، مع حدثين هامين أولهما زيادة عدد رحلات القطرية إلى صحار العمانية إلى 56 رحلة أسبوعية، وإطلاق قطر لنظام إخطار السفر الإلكتروني لزوارها من جميع الجنسيات.
فضاءات جديدة
واحتلت خطط قطر الرامية لزيادة حركة المسافرين وتوسيع نطاق وصولها إلى مجموعة واسعة من الوُجهات غير المستغلة، صدارةَ النقاشات بين عبد الله بن ناصر تركي السبيعي، رئيس الهيئة العامة للطيران المدني في قطر، وفريق من مجموعة أكسفورد للأعمال.، حيث أبدى رئيس الهيئة العامة للطيران المدني في قطر ثقته بشأن قدرة قطر على إبرام اتفاقيات أخرى إضافةً إلى اتفاقيات النقل الجوي الثمانية التي تمّ توقيعها بالفعل في هذا العام، والتي وفرت للبلاد إمكانية الوصول إلى العديد من الأسواق للمرة الأولى، بما في ذلك وُجهات رئيسية في أمريكا اللاتينية ودول البلقان. والمبشر بكلام السبيعي ما قاله لاحقاً عن التوقعات بمزيد من الاتفاقيات فيما تبقى من شهور العام الحالي 2017 رغم كل المطبات “السعودية والإماراتية”، إضافة إلى الموضوع الأهم والمتعلق بالتوسعة التالية على مطار حمد الدولي، والتي تشكل جزءاً رئيسياً من تحضيرات قطر لاستضافة كأس العالم 2022، بالإضافة إلى جهود التنويع الاقتصادي الأوسع نطاقاً. هذا الأمر مع تحققه سوف يرفع قطر الدوحة السياحية بدرجة كبيرة لا سيما بمواجهة استحقاق على مستوى مونديال قطر 2022، حيث من المتوقع أن تبدأ في الأشهر القادمة أعمال تصميم المشروع، الأمر الذي سيُمكِّن المطار من استيعاب 53 مليون مسافر سنوياً وهذا رقم طموح ينبغي العمل بجد للوصول إليه بكل اقتدار.
المسافرون عبر مطار حمد الدولي يمكنهم كما هو معلوم للجميع الاستمتاع بالعديد من الأنشطة والخدمات المقدمة في المطار، منها على سبيل المثال لا الحصر، الاتصال اللاسلكي المجاني بالإنترنت Wi-Fi، وبركة السباحة، وساحات لعب الأطفال، والعديد من المناطق الهادئة للراحة بالإضافة إلى الخيارات العديدة التي تقدمها السوق الحرة القطرية من مطاعم ومحلات للتسوق.
إلى صُحار العُمانية
وكان الدور الرئيسي المخصص للناقل الوطني، الخطوط الجوية القطرية، بوصفها دافعاً للنمو، أحد المواضيع الأخرى في المحادثة، حيث أفاد السيد السبيعي بأن الهيئة العامة للطيران المدني في قطر وضعت خططاً لزيادة الدعم لشركة الطيران، بإضافتها طرقاً ومسارات جديدة إلى قائمة الوُجهات التي تُخدِّمُها وسعيها لزيادة أعداد المسافرين.
وفي ذات السياق كانت الخطوط الجوية القطرية قد أعلنت في وقت سابق هذا الأسبوع عن إضافة أربع رحلات إضافية إلى صُحار، أحدث وجهاتها في سلطنة عُمان، ابتداءً من 1 أكتوبر المقبل، ليصبح بذلك عدد رحلاتها الأسبوعية إلى صحار لعمانية 56 رحلة بالأسبوع. وهذا رقم مهم بالنسبة لتبدل الخريطة التي أصبحت تسير عليها القطرية بعد إغلاق المجال الجوي السعودي والإماراتي والبحريني بوجهها. حيث يمكن للقطرية تعويض جزء مهم جداً ما الحصة السوقية التي فقدتها نتيجة الحصار الجائر وتعويض سريع لما فاتها خلال الفترة الأولى للحصار.
وقد تمت إضافة الرحلات الجديدة استجابةً للطلب المتزايد من المسافرين، وسوف ترفع الرحلات الجديدة عدد الرحلات الأسبوعية بين الدوحة وسلطنة عُمان من 52 رحلة إلى 56 رحلة أسبوعياً. وقد أطلقت شركة الطيران الحاصلة على عدة جوائز في أعلى التصنيفات العالمية وعلى مدار سنوات حتى الآن، رحلاتها إلى ثالث وأحدث وجهاتها في سلطنة عُمان في الشهر الماضي. وتُعرف صُحار المدينة الساحلية بالتقاليد العُمانية، وشواطئها الجميلة التي تقدّم للسياح العديد من الأنشطة، مثل الغوص وركوب الأمواج، وأيضاً يمكن للمسافرين زيارة الأسواق التقليدية والتعرف على الحرف اليدوية العُمانية.
وتأتي الزيادة المهمة على عدد رحلات القطرية إلى صحار لتلبية الطلب المتزايد على رحلاتها بين الدوحة وصُحار، بغرض السياحة أو للأعمال، والنقطة المهمة أنها أتت لتمنح زبائن القطرية خيارات أكثر للسفر إلى الهند وجنوب شرق آسيا، عبر مقر عمليات القطرية مطار حمد الدولي وعن طريق سلطنة عُمان. وستشغل الرحلات الجديدة بواسطة طائرة «أيرباص» من طراز (A320) من خلال البيئة الرحبة التي تقدمها من خلال 12 مقعداً في الدرجة الأولى و132 مقعداً في الدرجة السياحية.
السفر الإلكتروني
وفي مواكبة لهذه الجهود الجبارة التي تقوم بها هيئة الطيران المدني بالتعاون مع مطار حمد الدولي والخطوط الجوية القطرية، انضمت لهما وزارة الداخلية القطرية والهيئة العامة للسياحة لتأدية عمل متناغم يصب في بوتقة واحدة تتمثل بالقيام بكل ما يمكن إنجازه من أجل تحقيق زيادة مستدامة في أعداد السياح القادمين إلى قطر وخلق بيئة جاذبة لهم عبر توفير افضل الإمكانيات لهذا الأمر. وفي جديد هذا الأمر أعلنت وزارة الداخلية والهيئة العامة للسياحة بأن الدوحة سوف تتيح إخطار السفر الإلكتروني لزوارها من جميع الجنسيات ممن يحملون تصريحاً للإقامة أو تأشيرة سارية للمملكة المتحدة أو الولايات المتحدة أو كندا أو أستراليا أو نيوزيلندا أو بلدان اتفاقية “شنجن” أو دول مجلس التعاون الخليجي.
ويتيح هذا النظام الجديد، الذي سيطلق بالتزامن مع يوم السياحة العالمي، للزوار الذين يستوفون الشروط الحصول على إخطار السفر الإلكتروني بعد تعبئة طلب عبر الموقع الإلكتروني www.qatarvisaservice.com.
وسوف يتعين على مقدمي الطلبات إظهار دليل على الإقامة (مثل الحجز الفندقي) وبيانات رحلة العودة (أو رحلة المتابعة)، بالإضافة إلى صورة من جواز سفر لا تقل صلاحيته عن ستة أشهر وصورة من تصريح الإقامة أو تأشيرة الدخول إلى البلدان المذكورة أعلاه، على ألا تقل صلاحيتها عن 30 يوماً. وبمجرد الموافقة على الطلب* سوف يحصل صاحبه على إخطار سفر إلكتروني صالحاً للاستخدام لمدة 30 يوماً، مع إمكانية تجديده عبر الإنترنت، ليكون صالحاً للاستخدام 30 يوماً أخرى.
ويتيح إخطار السفر الإلكتروني للمسافرين إلى قطر الحصول على تأشيرة الدخول لدى وصولهم إليها، مما يسمح لهم بالبقاء في البلاد مدة تصل إلى 30 يوماً خلال زيارة واحدة، مع إمكانية تمديد التأشيرة 30 يوماً أخرى عبر الإنترنت لاستخدامها خلال الزيارة نفسها. وإذا ما غادر الزائر البلد ورغب في العودة، فسوف يتعين عليه التقدم بطلب للحصول على إخطار سفر جديد قبل العودة إلى قطر.
وتأتي كل هذه الإجراءات الحكومية لدعم وتنشيط القطاع السياحي في البلاد وهي تأتي في إطار عملية مراجعة مستمرة لسياسات التأشيرات لدى دولة قطر، حيث تقوم الجهات الحكومية بتحديثها بصفة دورية بما يتماشى مع تطلعات قطر الاقتصادية والاجتماعية. كل هذا في سياق عمل جماعي لمختلف الفعاليات المتعلقة بهذا القطاع من أجل تمكين قطر من استقبال مزيد من الزوار من شتى أنحاء العالم عبر هذا النظام الجديد، الذي يُبسِّط إجراءات الحصول على التأشيرات. أما هؤلاء الزوار ممن لا يستطيعون حالياً التقديم على إخطار السفر فإنهم أيضاً قادرون على بطلبات للحصول على التأشيرة السياحية العادية عبر منصة التأشيرات الإلكترونية نفسها (www.qatarvisaservice.com).”
مزيد من التسهيلات
وتأتي هذه الخطوة العملية لمنح مزيد من التسهيلات إلى القادمين لدولة قطر بعد أقل من شهر على قرار الحكومة إعفاء مواطني 82 دولة حول العالم من تأشيرة الدخول إلى أراضيها. وجاء الإعلان عن نظام إخطار السفر الجديد خلال اجتماعات الجمعية العامة لمنظمة السياحة العالمية في مدينة تشنجدو بالصين ليأتي في سياق تعزيز مكانة قطر كوجهة سياحية عالمية. لا شك أن مثل هذه التسهيلات في سياسة التأشيرات لدى دولة قطر هي دليل واضح على التزام قطر بالانفتاح وإيمانها بأن السياحة حقٌ للجميع، بما يتماشى مع المدونة العالمية لأخلاقيات السياحة التي أقرتها منظمة السياحة العالمية.
ويعتبر تبسيط إجراءات الحصول على التأشيرات مكوناً أساسياً ضمن الاستراتيجية الوطنية لقطاع السياحة التي أخضعتها الهيئة العامة للسياحة مؤخراً لعملية مراجعة شاملة بالتعاون مع شركائها في القطاعين العام والخاص. وفي ضوء الاهتمام المتزايد الذي توليه قيادة الدولة لتنويع موارد الاقتصاد الوطني، من المقرر إطلاق المرحلة القادمة من الاستراتيجية الوطنية لقطاع السياحة في 27 سبتمبر/ ايلول الجاري، بالتزامن مع استضافة قطر للاحتفالات الرسمية بيوم السياحة العالمي الذي تنظمه منظمة السياحة العالمية.
كل ما سبق من خطوات وإن بدت متفرقة إلا أنها تصب في قالب واحد يتمثل بتعزيز المنتج السياحي القطري وتقديمه ضمن أفضل باقة وفق أعلى المعايير العالمية وبنفس الوقت تعكس الخطوات السابقة القدرة العالية لكافة فعاليات دولة قطر سواء في القطاع الخاص أو الحكومي على التحرك وتنسيق الجهود لخلق حالة سياحية مثالية مكتملة الأركان نتيجة تظافر جهود الجميع من أجل دراسة ومراجعة جميع العناصر الكفيلة بخلق تجربة سياحية جذابة وسلسة وقادرة على استقطاب الزوار من جميع أنحاء العالم. وقد ثَبُت لدينا مرّة تلو أخرى أن انفتاح أي دولة وسهولة الوصول إليها يمثلان معاً عنصرين حاسمين في تنويع الأسواق المصدرة للسياح. وهذا بالضبط ما باشرت به الدوحة منذ اشهر قليلة وفتح ابوابها أمام عشرات الجنسيات من أنحاء العالم.

 

السابق
يلخص حكايته في عام.. مطعم أرض كنعان.. عبق المتاحف الفاخرة
التالي
علامة فارقة في الخريطة الثقافية وإعادة تعريف لمفهوم القيمة.. متحف الفن الإسلامي.. منارة ثقافية تزين صدر الدوحة