ألمانيا – وكالات – بزنس كلاس:
تتابع وسائل الإعلام الأجنبية التركيز على نقطة على غاية من الأهمية في الأزمة الخليجية والتي تتجلى بأن أحد أهم أسباب فشل الحصار الذي فرضته دول خليجية ومصر على قطر كان بسبب الالتفاف الشعبي حول قرارات القيادة في الدوحة ورد الفعل المفعم بالحالة الوطنية ما أدى ببساطة لإفشال الهدف النهائي للحصار بشكل مريع. فقد قالت مجلة «فرانكفورتر ألجماينه فوخه» الألمانية إن أزمة الحصار على قطر زادت من شعور القطريين بالاعتزاز بالنفس. وأضافت المجلة – في تقرير بعنوان «قطر تنهض من جديد» بقلم الصحفي «كريستوف إرهارد- إن الأزمة ساعدت قطر في التعرف على أخطائها، وأن تسعى إلى الاستقلال سياسياً واقتصادياً. ونسبت المجلة للمواطنة دانا الفردان القول إن الأزمة جعلت الكثير من المواطنين القطريين، يهتمون بهويتهم القطرية، في حين أشارت المجلة إلى غضب المواطن ناصر الخاطر من الحملة الإعلامية السعودية ضد قطر.
وقالت المجلة نقلا عن دانا الفردان قولها لماذا نكرر السؤال القائل: «لماذا لم نتحدث عن تاريخنا؟». وأوضحت المجلة أن دانا الفردان أشهر موسيقية في قطر، ومؤلفة ناجحة، وتنتمي إلى النخبة الشابة في قطر، التي تلقت تعليمها في الخارج، وتعمل في مدن غربية كبرى مثل لندن ونيويورك كما أنها تهوى الاستماع إلى أغنيات المغني الأمريكي «بوب ديلان»، بالإضافة إلى الأغنيات القطرية التي كان يرددها صيادو اللؤلؤ. وأضافت المجلة إن الأزمة الحالية زادت من شعور القطريين بالاعتزاز بالنفس في هذه المرحلة. وقالت يبدو أن المجتمع القطري قد استيقظ بسبب الحصار، الذي فرضته السعودية والإمارات والبحرين ومصر على بلدهم، وما رافق ذلك من اتهامات قاسية وإجراءات عقابية، يتعرض لها المواطنون القطريون لأول مرة في تاريخهم، حيث يشعر الكثير منهم بالغضب ويتحدثون علناً حول القضايا السياسية.
ونقلت المجلة الألمانية عن دانا الفردان، قولها أن الأزمة جعلت الكثير من المواطنين القطريين، يهتمون بهويتهم القطرية. وترفض دانا وصف ذلك بحملة سياسية وتقول إنها نهضة اجتماعية. فقد كانت السياسة في الماضي مجالاً منفصلاً عن الحياة الخاصة. وقد تبين للنخبة القطرية مدى أهمية الحديث الآن عن حياتهم وتاريخ قطر.وقالت المجلة إن حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، قد شجع مواطنيه على ذلك، حيث قال في كلمة للشعب ألقاها مؤخراً «إن كل الناس الذين يقيمون في قطر، يتحدثون باسم قطر». وقد ساعدت الأزمة قطر في التعرف على أخطائها، وأن تسعى إلى الاستقلال سياسياً واقتصادياً. وأوضحت المجلة أن كلاماً كثيراً قد دار حول قطر لكن دانا الفردان لها وجهة نظر أخرى عندما تتحدث عن بلدها. ذلك أن المؤلفة الموسيقية، ترى أن قطر تشهد منذ سنوات نهضة تنموية ومرحلة تغيير. وقالت إنها قامت بتأليف أغنية وطنية عندما بدأت السعودية تشن حملة إعلامية شرسة ضد قطر، عبرت من خلالها عن فخر واعتزاز القطريين بوطنهم، وأصبحت الأغنية على كل شفة ولسان.وأضافت المؤلفة القطرية «يجب أن نعرف تاريخ بلدنا جيداً». وكانت دانا الفردان تشير هنا إلى الأموال الطائلة التي استثمرتها قطر في مجالات التعليم والثقافة والمتاحف وأوركسترا السمفونية، وهذه ليست عبارة عن مشاريع مكلفة تقوم بها دولة غنية. بل توفر فرص عمل كثيرة لمواطنين من مختلف بلدان العالم.
وقال ناصر الخاطر كلاماً مماثلاً، حول مشروع مونديال كرة القدم 2022، الذي أكد أنه اكتشف ولعه بالسياسة بعد اندلاع الأزمة، وقال «على الرغم من انتمائي إلى أسرة تهتم كثيراً بالسياسة، ولكنني أقوم الآن بمتابعة التطورات». ونقلت المجلة عن ناصر الخاطر تأكيده أن ما جاء من مزاعم في ما يُسمى «تقرير جارسيا» الذي تم نشره قبل فترة، بأن قطر قدمت رشا للفوز باستضافة مونديال 2022، لا صحة له ولا يستند على أية أدلة. وأضاف «نحن سعداء لأنه تم نشر التقرير بالكامل». وقالت المجلة إن ناصر الخاطر لا يخفي غضبه لأن السعوديين يشنون حملة إعلامية وصفها بالقذرة، عبر وسائل الإعلام السعودية، والتي تشكك بنزاهة فوز قطر باستضافة مونديال 2022. ولفت ناصر الخاطر النظر إلى أنه تم إغلاق قناة الرياضة Bein Sports في السعودية والإمارات بعد ختام نهائي مباراة «أبطال أوروبا»، وقال إن المنطقة مولعة بلعبة كرة القدم. وقالت المجلة نقلاً عن دانا الفردان قولها إنها ترى أن الوقت حان للحديث عن إنجازات قطر، والتأكيد على أن مشاريع عملاقة في المنطقة مثل استضافة مونديال كرة القدم 2022، تشكل أهمية كبيرة مثل أهمية النهضة التي تشهدها قطر، وقالت إنها تكاد لا تصدق ما يدور حولها من نهضة عمرانية وصحوة في المجتمع القطري.