بعد “مساهمته” بانقلاب تركيا .. كيف تودد بن زايد للدوحة لتجنب الغضب التركي.. ثم انقلب عليها!!

الدوحة – أنقرة – وكالات – بزنس كلاس:

بالتزامن مع كشف مصادر تركية تفاصيل الدور الخبيث الذي لعبته الإمارات في انقلاب تركيا الفاشل العام الماضي، تتكشف حقيقة الادوار التى يلعبها محمد بن زايد ولى عهد ابو ظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بدولة الامارات، بدعمه الانظمة العسكرية الاستبدادية والقضاء على طموحات الشعوب نحو الحرية والعدالة.

نائب الرئيس ورئيس الوزراء الإماراتي وحاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل-مكتوم (وسط الصورة)، والرئيس السوداني عمر البشير (يمين)، وولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد آل-نهيان (يسار الصورة) يصلون معرض آيدكس الدولي للسلاح والمعدات العسكرية في أبو ظبي، الإمارات العربية المتحدة 19 فبراير/ شباط 2017

ووقد تم رصد العديد من المواقف والاحداث التى تبرهن على براغماتية بن زايد الرجل ذو الالف وتقديمه المصالح والمنافع على اى قيم او مبادئ اخلاقية، وإتباعه اساليب ملتويه، تبرر فيها الغاية الوسيلة، حتى ضد شعبه الاماراتي او الشعوب الخليجية ككل.

واتضح ذلك بصورة لافته فى قيادته مؤامرة الحصار الجائر على قطر وحرمانه شعوب الخليج من حرية التنقل والتعليم وتشريده للاسر والعائلات.

فلا ينسى التاريخ دعم ابو ظبي لمحاولة الانقلاب ضد نظام الحكم فى سلطنة عمان وهو عار سيلاحق حاكم ابو ظبي ، مثلما سيلاحقه عار التآمر ضد دولة قطر وشعبها بقيادة مخطط   الحصار الجائر بعد ان كشفت الواشنطن بوست ضلوع الامارات في القرصنة على موقع وكالة الانباء القطرية ، كبداية لمخطط  فرض الحصار، حيث كشفت الصحيفة عن تفاصيل اجتماع حضره مسؤولين اماراتيين كبار قبل يوم من واقعة الاختراق للتخطيط لتلك الجريمة التي توصف بانها ” ارهاب الكتروني ” يهدد زعزعة واستقرار الدول .

تبرهن نتائج الاحداث المتسارعه على استعداد فطري لدى بن زايد للعب ادوار متناقضه وصولا الى اغراضه الحقيقية.

ولا ينسى اهل الخليج الزيارات المتتالية التى قام بها الى الدوحة عقب الانقلاب الفاشل فى تركيا.. وتودده الى القيادة القطرية اكثر من مره لتخفيف غضبة الرئيس رجب طيب اردوغان بعد ان تاكد دعم مسؤولين وقنوات اعلامية اماراتيه للمحاولة الانقلابية منتصف يوليو العام الماضي.

ويبرز تهميش بن زايد للمملكة العربية السعودية لتبدو تابعا لاجندة ابو ظبي بما لا يليق بدور المملكة ومكانتها. ويتضح ذلك فى تحركات اماراتية مشبوهه بعدد من دول المنطقة ابرزها مصر وليبيا واليمن بمباركة الحليف السعودي الذى اصبح فى موقف الممتن والمعترف بالجميل لابو ظبي.. وذلك بعد اتصالات ولقاءات سرية بين بن زايد ومسؤولين امريكان واسرائيليين لتقديم اوراق اعتماد محمد بن سلمان للادارة الامريكية ودعم وصوله الى ولاية العهد على حساب الامير محمد بن نايف ولى ولى العهد السعودي ووزير الداخلية السابق الذى كانت تربطه بدولة قطر علاقات جيدة.

وكشفت احداث الازمة الخليجية عن تنسيق لافت بين بن زايد ومؤسسات اسرئيلية تمهيدا لحصار قطر.

فقد تعاقدت الامارات مع خبراء ومراكز ابحاث مثل مؤسسة الدفاع عن الديمقراطية في امريكا بهدف للاساءة الى قطر ونشر مقالات تزعم دعمها للارهاب.

وفيما اصبحت ابو ظبي بمثابة اسبرطة الخليج حيث اشتهرت اسبرطة بانها مدينة لها نفوذ الدولة فى اليونان القديمة، صارت تل ابيب اقرب الى قلب بن زايد من العديد من العواصم الخليجية.

دعم الأنظمة العسكرية ضد إرادة الشعوب

لا يفوت بن زايد ذو الخلفية العسكرية أي فرصة لدعم الأنظمة التي تقودها الجيوش في المنطقة.

ورغم اندلاع الثورات العربية في بعض الدول اعتراضاً على فساد الأنظمة العسكرية الحاكمة لعقود مثل مصر، إلا أن بن زايد تصدر المشهد السينمائي الاستعراضي لافتتاح قاعدة محمد نجيب العسكرية بمحافظة مرسى مطروح شمال البلاد.

وبرزت مصر في السنوات الأخيرة بمشترياتها من حاملة المروحيات الميسترال ومقاتلات الرافال وسط تقارير عن دعم إماراتي سعودي بمليارات الدولارات لإتمام هذه الصفقات وأيضاً عبر تسهيل حصول القاهرة على قروض دولية، بدأت تظهر تداعياتها على الاقتصاد المصري الذي يعاني في الفترة الحالية من معدلات تضخم كبيرة وانخفاض في قيمة العملة أمام الدولار.

تكميم الأفواه في أرض السعادة

يزعم بن زايد أن بلاده أكثر حرية من غيرها من دول الخليج فيما يصدر قوانين تكمم الأفواه وتمنع التعاطف مع أهل قطر. ووصل التناقض المعتاد في مواقف الرجل ذي الألف وجه في دولة تقيم وزارة للسعادة بينما تفرض عقوبات بالغرامة والسجن الذي يصل إلى 15 عاماً على بعض المشاعر.

وكشفت العديد من التقارير الإخبارية عن انتهاكات جسيمة في الدولة الإماراتية لا تقتصر على حرمان مواطنيها من حرية الرأي والتعبير وإنما ممارسة ممنهجة لتعذيب المعارضين في اتساق ملحوظ مع العقلية الأمنية العسكرية التي تسيطر على بن زايد فلا تجده يتحدث عن حريات أو حقوق إنسان.

رفع الإقامة الجبرية عن نجل المخلوع صالح

كشفت أنباء رفع حالة الإقامة الجبرية عن نجل الرئيس اليمني المخلوع أحمد علي عبدالله صالح ، عن تمهيد بن زايد لعودة نجل المخلوع إلى المشهد اليمني في تأكيد على دعمه للأنظمة التي ثارت ضدها الشعوب.

وأصبح نجل صالح قادراً على الحركة داخل مدينة أبوظبي بحرية ولكن تحت حراسة أمنية مشددة. فيما دعا إلى تعزيز الجبهة الداخلية لمواجهة ما سمّاه العدوان، قاصداً التحالف العربي الذي تقوده السعودية.

وقاد نجل صالح الحرس الجمهوري لبلاده فترة طويلة، وكان له دور في قمع ثورة الشباب التي أدت تداعياتها إلى تنحي والده، قبل أن يقيله الرئيس عبدربه منصور هادي في مارس 2015 من منصبه كسفير لليمن بالإمارات.

وعلى الضفة التركية لنشاطات بن زايد، فسر الكاتب التركي، محمد أجات، أن تصريحات وزير خارجية بلاده، مولود جاويش أوغلو، التي ألمح فيها إلى دور لبلد مسلم في أحداث انقلاب تركيا، حيث كشف عن أن البلد المقصود هي الإمارات.

قطر

وسرد أجات ما وصفه بأنه تفاصيل دور الإمارات في تدبير الانقلاب على الرئيس أردوغان في صحيفة “يني شفق” التركية، وقال إن الإمارات دفعت  3 مليارات دولار للإطاحة بالرئيس وحكومته، في لقاء له مع صحيفة “ديلي صباح”.ونقل أجات عن مصادر في وزارة الخارجية التركية تأكيدها أنّ البلد المسلم الذي تحدّث عنه جاويش أوغلو هو الإمارات، وشدد على مشاركة الإمارات في محاولة سابقة ضد الحكومة التركية منذ انطلاق الربيع العربي، مضيفاً أن لها جهود دبلوماسية واقتصادية على هذا المستوى.

وأشارت صحيفة “ديلي صباح”  إلى أن مؤسس موقع “ميدل إيست آي”، البريطاني ديفيد هيرست، قال إنه بعد مرور فترة وجيزة على محاولة الانقلاب، نقل القيادي الفلسطيني المقرب من أبو ظبي محمد دحلان أموالاً للانقلابيين المنتمين إلى جماعة الداعية فتح الله غولن وتواصل مع زعيمها عبر شخص مقرّب منه.

ونوهت الصحيفة إلى ظهور غولن على تلفزيون الغد الذي يملكه دحلان بعد محاولة الانقلاب، حيث دعا الغرب إلى الإطاحة بأردوغان، وأشارت إلى وجود رسائل مسربة للسفير الإماراتي لدى الولايات المتحدة الأمريكية يوسف العتيبة  ألمحت إلى مشاركة أبو ظبي بمحاولة الانقلاب في تركيا.

السابق
العمادي يدعو دول الحصار للإحتكام للغة العقل: لننهي هذا المأزق المأساوي
التالي
“فرانكفورتر ألجماينه فوخه” الألمانية: شعب قطر لقن المحاصرين درساً قاسياً!