وكالات – بزنس كلاس:
في تصعيد إضافي لمواجهة غير لازمة مع الآخرين، شنت وسائل إعلام سعودية حملة شرسة ضد هيئة الإذاعة البريطانية فيما اعتبر تمهيداً لتصرف مماثل قامت به المملكة “المتهورة” ضد كندا في شهر أغسطس الماضي من قطع لكامل العلاقات السياسية والاقتصادية معها، حيث يُصعد الإعلام السعودي حالياً من نبرته مع لندن ويطلق زبانيته لمهاجمة هيئة الإذاعة البريطانية BBC ، على خلفية مقال نشرته النسخة العربية لها للكاتب مايكل برلي، أكد فيه أن الضجة الإعلامية والحماس الذي صاحب وصول ولي العهد السعودي بدأت تتلاشى وأن أيامه باتت معدودة.
تشابت آلية الهجوم كما تشابهت التهم، فكل من ينتقد المملكة ويعري فضائحها أو يسلط الضوء على تفحيط قادتها سياسياً واقتصادياً، داخلياً وخارجياً.. فهو بالطبع يخدم أهداف إيران، ويتوافق مع سياسة قطر، هذه السذاجة في الطرح أضحت سمة الإعلام السعودي وإعلام الحصار منذ بدء الازمة الخليجية، ذلك لأنها تخرج من معين واحد “سعود القحطاني” كبير المفحطين بالديوان الملكي السعودي.. “بي بي سي على خطى الجزيرة”، هكذا وصفت صحيفة عكاظ السعودية، السياسة التحريرية للهيئة البريطانية، التي وقعت، حسب زعم الصحيفة السعودية، في المستنقع المهني الذي تسبح فيه الجزيرة.
يتكهن رواد مواقع التواصل الاجتماعي والنشطاء حالياً، في سخرية لاذعة، رد فعل المملكة تجاه ما نشرته BBC ، فالبعض ذهب ساخراً إلى إمكانية أن يمتد تفحيط النظام السعودي لييتخطى ما حدث في أزمة المملكة مع كندا، فنسمع قريباً عن سحب السفير السعودي من لندن وطرد نظيره البريطاني من الرياض، كما تلتحق فرقة الردح الفني بقيادة تركي آل الشيخ بنظيرتها الإعلامية بقيادة سعود القحطاني، في توأمة قوية للنيل من بريطانيا ومن يقف وراءها.
كما سخر البعض من إمكانية ان ترسل المملكة 200 سيارة “جيب” لتغزو لندن، فضلاً عن تقديم قائمة مطالب تتضمن إغلاق الـ BBC ، في مقاربة لما حدث في بداية أزمة قطر وما تبعها من تهديدات رسمية على لسان سعود القحطاني وغيره من مسؤولي دول الحصار.
حال الإعلام السعودي “الكرتوني” وصفه بدقة، إبراهيم آل مرعي، وهو محلل سعودي وأحد أبواق الديوان الملكي، في تغريدة نشرها أمس على حسابه في تويتر، قال فيها: “غير راض أبداً عن الاعلام السعودي الرسمي والخاص، لا في تغطية حرب اليمن، ولا في تغطية جهود رجال الأمن، ولافي مواجهة الحملة الاعلامية المعادية، ولا في تغطية جهود الحج.. وأضاف: “إعلام يفتقد إلى الدهاء”.
تغريدة آل مرعي تكشف بوضوح، نظرة نظام المملكة لحال الإعلام الرسمي والخاص هناك، فبعد أن أضاع النظام أموال الشعب السعودي، القابع بين رحا الفقر والبطالة والقمع، على تمويل الأقلام الماجورة والأذرع الفاسدة لمهاجمة من يعارض أو ينتقد سياسته ، تراه الآن يحصد الفشل الكراهية والسخط من قبل شعوب المنطقة فضلاً عن النظرة القاسية التي يرمقه بها الغرب وقنواته الإعلامية.