ضرورة الاستعجال بتوقيع اتفاقية الأراضي الجافة

الدوحة – بزنس كلاس:

انطلقت صباح أمس بمدينة الدوحة اجتماعات الدورة العادية الأولى للمجلس التنفيذي للتحالف العالمي للأراضي الجافة، برئاسة دوسوهي كومبي غاستون وزير الزراعة والثروة الحيوانية والبحرية بجمهورية بنين، بحضور وفود تمثل 11 دولة من أعضاء التحالف اجمعت على ضرورة الإسراع بالمصادقة على اتفاقية التحالف لإيداعها بالأمم المتحدة ولكي يأخذ التحالف طابع المنظمة الدولية.
ووصف خبراء تلك الاجتماعات التي انطلقت أمس بالدوحة بأنها تبعث برسالة سلام من الدوحة للعالم تؤكد حرص قطر على العمل مع مختلف دول العالم لتوفير الامن الغذائي والطعام للمحتاجين وانقاذ المنكوبين، وفي ذات السياق أكد سعادة محمد بن عبدالله الرميحي وزير البلدية والبيئة حرص الدولة على الوفاء بالتزاماتها حيال التحالف والتي تجيء ضمن توجيهات حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى والذي كان صاحب فكرة إنشاء التحالف ووجه بمتابعتها ودعمها في كل المراحل. وأكد بدر بن عمر الدفع المدير التنفيذي لتحالف الاراضي القاحلة على الرغم من وجود إجماع على اتفاقية التحالف فإن مصادقة 5 دول فقط عليها يكسبها طابع المنظمة الدولية.

الأمن الغذائي

وشدد الرميحي على أن الاتفاقية تمثل اطارا فعالا تتوحد فيه جهود الاعضاء لمواجهة التحديات المشتركة واولها ضمان الامن الغذائي وتخفيف الاثار السلبية للتغير المناخي. وشدد الرميحي على ان وزارة البلدية وغيرها من القطاعات الحكومية تحرص على تنفيذ هذه الالتزامات في آجالها المحددة وتعمل بالتنسيق مع الامانة العامة للتحالف.
واشار الوزير الى أنه ضمن مشروع جدول اعمال مجلسنا الموقر تم ادراج مسودة اتفاقية التحالف تمهيدا لتوقيعها مع جهة الاختصاص في دولة قطر حتى تتمتع المنظمة بالشخصية القانونية الكاملة وتستفيد من المزايا والامتيازات الممنوحة للمنظمات الدولية المماثلة. وكشف الرميحي بانه ستتم مناقشة اعتماد آلية مبتكرة ومستدامة تساهم في تمويل البرنامج والمشاريع ذات الأولوية بالنسبة لدول التحالف وتعزز الموارد المالية للمنظمة.

أنشطة التحالف

ومن جانبه كشف بدر بن عمرالدفع المدير التنفيذي لتحالف الاراضي القاحلة والذي يضم 11 دولة عن 7 أنشطة للامانة العامة التنفيذية وهي متابعة تنفيذ توصيات الاجتماع التشاوري بين الدول المؤسسة للتحالف وزيارات عمل لبعض الدول الاعضاء وورقة عمل حول مصادر تمويل التحالف ومقترح للهيكلة الادارية والتنظيمية واتفاقية مقر التحالف تمهيدا لتوقيعها مع وزارة خارجية قطر وتوسعة وتجهيز المقر المؤقت للتحالف. ويعرف التحالف نفسه بأنه منظمة معنية بالأمن الغذائي موجه عملها لـ 51 دولة ويستهدف التحالف محاربة شح المواد الغذائية، وتغير المناخ، وتدهو التربة عند حدوث ازمات مثل الجفاف ونقص الغذاء الذي يؤدي لإرتفاع الأسعار ويتدخل التحالف وقت الأزمات وتزويد الدول بالمواد الغذائية. واوضح بدر بن عمر الى ان التحالف اتفق مع شركة امريكية لتصميم تطبيق على الانترنت يتعلق بالاراضي القاحلة في دوله وسبل التغلب على حالتها. ودعا ممثلي الدول الاعضاء بالتحالف بالإسراع بالتوقيع على الإتفاقية وإقرارها ووضع نسخة منها في الأمم المتحدة حتى يكون التحالف منظمة دولية معترف بها.

تغيرات المناخ وخطورة التصحر

تعاني الدول ذات الأراضي الجافة من الهشاشة في وجه تغيرات المناخ وتبعاتها السيئة، مما يؤثر سلباً على التربة والمياه والتنوع الحيوي، ناهيك عن تضرر إنتاج الأغذية وتوريدها، مما يعرض شعوب هذه البلدان إلى أسوأ موجات انعدام الأمن الغذائي والفقر في العالم. وتكشف وثيقة للأمم المتحدة أن الأراضي الجافة تغطي 41.3 في المائة من اليابسة، وهذه نسبة كبيرة من اليابسة التي لا يمكن اهمالها لأنها صالحة للسكن، كما أنها جزء من الأراضي التي عليها بعض الجبال. ويراد بالأراضي الجافة المناطق القاحلة وشبه الرطبة وشبه القاحلة والجافة. وبصفة عامة، تستثنى الصحارى عندما يتعلق الأمر بالمناطق الجافة في سياق التنمية المستدامة.
وتمثل الأنواع النباتية المتوطنة في الأراضي الجافة 30 % من المحصول حاليا. ما زالت أسلافها وأقاربها البرية تنمو هناك، وجرت العادة على استخدم الأراضي الجافة في رعي الماشية، إلا انها تُحول بصورة متزايدة إلى أراضي زراعية. وتوفر المراعي سبل العيش لـ 50 % من الثروة الحيوانية، وموئلا للحياة البرية. وتربية الماشية هي الإنتاج السائد في المناطق الأكثر جفافا، في حين تسيطر الأراضي الزراعية على المناطق الجافة شبه الرطبة.
تشير الوثيقة الى ان ” التصحر يهدد سبل عيش أكثر من مليار شخص، يقيمون في 100 بلد. وهؤلاء، وهم الأكثر فقرا وتهميشا، يعيشون في المناطق الأكثر ضعفا والأكثر تضررا من التصحر. ويصل مجموع سكان المناطق القاحلة إلى 2.1 مليار نسمة، مما يعني أنها وطن لواحد من كل ثلاثة أشخاص في العالم. ووفقا للأمم المتحدة، فإن معدل نمو السكان في المناطق القاحلة، 18.5 % كان أسرع من أي منطقة بيئية أخرى. وتزداد الكثافة السكانية كلما قل الجفاف، حيث تتراوح الكثافة السكانية من 10 نسمة لكل كيلومتر مربع في الصحراء إلى 71 شخصا في المناطق شبه الرطبة (المراعي). وتؤكد وثيقة الأمم المتحدة أن الجفاف يتعلق بتوافر المياه أو ندرتها. ويؤثر على رفاهية الأشخاص وعلى الوظيفتين الأساسيتين للأرض، وهما إنتاج المواد الغذائية الأولية وإعادة تدوير المغذيات. وتعني ندرة المياه، والفرق بين عرضها والطلب عليها هو أكبر في المناطق القاحلة ويزداد مع زيادة الجفاف. ويحتاج كل فرد، لرفاهيته الأساسية، الى 2000 متر مكعب على الأقل من المياه سنويا. ولا يحصل سكان الأراضي الجافة سوى على 1300 متر مكعب، ومن المتوقع أن تنخفض وفرة المياه. حاليا، تؤثر ندرة المياة على ما بين مليار إلى ملياري شخص، يعيش معظمهم في المناطق القاحلة. ووفقا لسيناريو تغير المناخ، سيعيش، في عام 2030، ما يقارب من نصف سكان العالم في مناطق فيها ندرة المياه كبيرة. وفي بعض المناطق القاحلة وشبه القاحلة، سيتسبب ذلك في نزوح من 24 إلى 700 مليون شخص.

تأسيس التحالف

يذكر أن الدوحة شهدت في الخامس عشر من أكتوبر 2017 المؤتمر التأسيسي للتحالف العالمي للأراضي الجافة والذي عُقد تحت الرعاية الكريمة لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، حيث تم توقيع المعاهدة التأسيسية للمنظمة الدولية الجديدة ومقرها الدوحة، والتي جاءت بمبادرة من سمو الأمير المفدى بهدف مواجهة النتائج المترتبة على انعدام الأمن الغذائي والآثار البيئية والاقتصادية السلبية للتغير المناخي.
ويهدف التحالف العالمي للأراضي الجافة إلى وضع الحلول المستدامة لمشاكل الأمن الغذائي الشائعة، وتبادل المساعدة في أوقات الشدة، مساهماً بذلك في تحقيق الأمن والسلم الدوليين.

السابق
الشورى يعقد جلسته الأسبوعية
التالي
صاحب السمو يصدر مجموعة مراسيم أميرية