وكالات – بزنس كلاس:
أثارت مغادرة العديد من الرؤساء التنفيذيين اهتمام المستثمرين في 2019 مع تعدد أسباب هذه التغييرات.
ويمكن إطلاق تسمية عام رحيل الرؤساء التنفيذيين على 2019 مع مغادرة 1480 مسؤولاً تنفيذياً بالشركات الأمريكية التي تمتلك 10 موظفين على الأقل والتي تم إنشاؤها منذ أكثر من عامين خلال الفترة بين يناير/كانون الثاني وحتى نوفمبر/تشرين الثاني، بحسب شركة “تشالنجر جراي آند كريسماس”
ويعتبر هذا الرقم هو الأعلى لرحيل كبار المديرين التنفيذيين خلال 11 شهراً منذ أن بدأت الشركة في تتبع هذا المؤشر في عام 2002.
ماذا وراء هذا التغييرات؟ يعزوها الخبراء إلى مجموعة من العوامل، بما في ذلك زيادة المستثمرين النشطاء الذين يدفعون نحو تغيير الاتجاه في الشركات العامة،علاوة على ذلك لدى الجمهور توقعات جديدة أكثر صرامة لسلوك الرؤساء التنفيذيين، هذا السلوك الذي ربما كان مقبولًا في العقود الماضية – مثل مواعدة موظفين في الشركة – لن يعد كذلك اليوم، وفقاً لموقع “ياهو فايننشال”.
والقائمة تطول هذا العام لرحيل الرؤساء التنفيذين مع اختلاف شكل المغادرة ما بين التقاعد والاستقالة القسرية والإقالة نرصد في هذا التقرير أبرز عمليات الرحيل هذا العام.
أزمة “بوينج” تطيح بالرئيس التنفيذي
أعلنت صانعة الطائرات الأمريكية “بوينج” رحيل الرئيس التنفيذي “دينيس مويلينبورج” في 23 ديسمبر/كانون الأول ليحل محله “ديفيد كالهون” بعد أشهر من التحقيقات والتدقيق بشأن الشركة على خلفية حادثتين مميتتين لطراز “737 ماكس” راح ضحيتهما 346 شخصاً.
وأوضحت “يوينج” أن التغيير في القيادة كان ضروريًا لاستعادة الثقة في تقدم الشركة لأنها تعمل على إصلاح العلاقات مع الجهات التنظيمية والعملاء وجميع أصحاب المصلحة الآخرين.
وبعد حادثة إندونيسيا في العام الماضي، كان سقوط طائرة أخرى لطراز “737 ماكس” كفيلة بإعلان العديد من دول العالم وقف تحليق هذه الطائرات، لتدخل “بوينج” في أزمة كبيرة وطريق لم تنته حتى الآن مع الجهات التنظيمية لآخذ الموافقة على العودة للتحليق بعد أن أجرت بعض الإصلاحات البرمجية ولكن التصديق عليها لا يزال مستعصياً حتى الآن.
ودفع هذ الأمر الشركة الأمريكية إلى اتخاذ قرار مؤقت بوقف إنتاج طراز “737 ماكس” بداية من يناير/كانون المقبل.
ولكن المثير للاهتمام أن سهم “بوينج” وسط هذه الأزمات ارتفع 3 بالمائة احتفالاً برحيل الرئيس التنفيذي.
الحياة الشخصية ليس فوق المحاسبة
هناك بيانات تدعم الملاحظة التي تشير إلى أن الهفوات الأخلاقية لدى الرؤساء التنفيذيين هي السبب وراء حركة التغيير، وفي مايو/آيار من هذا العام، وجدت دراسة لشركة “برايس ووتر هاوس كوبرز” لأكبر 2500 شركة عامة في العالم أن المعدل الإجمالي لرحيل الرؤساء التنفيذيين القسري كان حوالي 20 بالمائة في عام 2018.
ورغم أن هذه النسبة تأتي متوافقة مع السنوات السابقة تقريباً، لكن لأول مرة في تاريخ الدراسة الذي دام 19 عامًا، تم أسباب الإقالة بسبب السلوك الأخلاقي أكثر مقارنةً بالأداء المالي الضعيف أو المشكلات مع مجلس الإدارة.وعلى الرغم من أنه ليس من السهل دائمًا التمييز بين أسباب الإطاحة، وبالإضافة إلى العام الماضي، كان الرئيس التنفيذي لشركة “ماكدونالدز” ستيف إيستربروك والذي تم إقالته في 4 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي أبرز المفصولين نتيجة لأسباب تتعلق بالسلوك الأخلاقي وليس بالأداء المالي.
وقررت الشركة المالكة لسلسلة مطاعم الوجبات السريعة فصل الرئيس التنفيذي بسبب علاقة مع موظفة، ما يعتبر انتهاكاً لسياسة الشركة رغم أن إن العلاقة كانت بالتراضي بين الطرفين.
واعترف “ستيف إيستربروك” بالعلاقة التي وصفها بأنها أمر خاطئ خلال رسالة إلى العاملين، قائلاً: “اتفق مع مجلس الإدارة بأنه قد حان الوقت للمغادرة”.
ومنذ تاريخ الإطاحة بالرئيس التنفيذي حتى نهاية جلسة 23 ديسمبر/ كانون الأول، حقق سهم “ماكدونالدز” مكاسب نحو 4 بالمائة.
المستثمرون النشطون أحد الأسباب
لا يتعين على الرؤساء التنفيذيين فقط أن يتعاملوا مع الجمهور الذي يحكم سلوكهم، في هذه الأيام يجب عليهم أيضًا خوض معركة مع ما يسمى بالمستثمرين النشطين – الأشخاص أو الجماعات الذين يشترون عددًا كبيرًا من أسهم الشركة للحصول على مقاعد في مجلس الإدارة.
وشهد العقد الماضي طفرة في نشاط المساهمين، وكان العام الماضي قياسياً في ذلك النقطة حيث أشار تقرير لشركة “لازارد” أن المستثمرين النشطاء استهدفوا 228 شركة في عام 2018 مقارنة بـ 188 في العام السابق، وفاز هؤلاء النشطاء بـ 161 مقعدًا في مجالس الإدارة.
ويرى “ويليام كليبر” أستاذ الإدارة في جامعة كولومبيا للأعمال أن هناك المزيد من المديرين النشطين الذين يشاركون الآن في مجالس الإدارات يدعون إلى التغيير”.
وفي مارس/آذار العام الجاري ، غادرت “ليز سميث” الرئيس التنفيذي لشركة “بلومان براندز”، بعد ضغوط من المستثمرين النشطين الذين شككوا في استراتيجيتها.
وفي سبتمبر/أيلول الماضي، رحل “ديفين وينج” عن شركة “إيباي” بعد أن حصل المستثمرون النشطون على مقاعد في مجلس إدارته.
فرصة أخرى
ومع ذلك، فإن غالبية الرؤساء التنفيذيين – 1020 من أصل 1480 من المغادرين هذا العام – قرروا الرحيل من تلقاء أنفسهم سواء من أجل التقاعد أو للانتقال إلى شركة أخرى.
وأعلن “هارالد كروغر” الرئيس التنفيذي لشركة “بي.إم.دبليو” التنحي عن منصبه بعد 10 سنوات في مجلس الإدارة وما يزيد عن 4 سنوات كرئيس مجلس إدارة للمجموعة، قائلاً: ” الآن أود أن أبدأ جهود مهنية جديدة”.
وفي أكتوبر/ تشرين الأول أعلن “بوب دودلي” الرئيس التنفيذي لشركة النفط البريطانية “بي.بي” عزمه الاستقالة من منصبه في العام المقبل، بعد 10 سنوات من قيادة الشركة حيث يخطط للتقاعد يوم 31 مارس/آذار المقبل.