ضابط سابق في CIA: هذه هي المخاطر التي يتحملها ترمب في دفاعه عن ابن سلمان

وكالات – بزنس كلاس:

حذر ضابط سابق في وكالة المخابرات المركزية الأمريكية “سي آي أيه” من 5 مخاطر متوقعة تهدد أمريكا والعالم في حال استمرت علاقة الرئيس دونالد ترامب مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان وتأييد الأول للثاني فيما يتعلق بقتل جمال خاشقجي.

ويرى إميل نخلة، وهو عضو بمجلس العلاقات الخارجية، أن بيان ترامب الأخير إزاء جريمة قتل خاشقجي في القنصلية السعودية في إسطنبول 2 أكتوبر الماضي يثير عدداً من القضايا الخطيرة، إما أن ترامب يرفضها بعجرفة وإما أنه لا علم له بها أساساً، على حد قوله.

ويعتبر “نخلة” في مقال له بموقع “لوب لوغ” الأمريكي أن الولايات المتحدة تساعد السعودية على جعل الشرق الأوسط منطقة خطيرة جداً، وذلك من خلال طريقة تعامل الرئيس ترامب مع بن سلمان.

ويقول، بحسب المقال الذي نشرته “الجزيرة نت” مساء الثلاثاء، إن تصريح ترامب الذي يرمي طوق النجاة لولي العهد السعودي بعد جريمة قتل خاشقجي يعتبر خطوة في الاتجاه الخطأ، محذراً من أن أنصاف الحقائق والمنطق الأعوج الذي يتبعه الرئيس الأمريكي في محاولاته الدفاع عن محمد بن سلمان بعد جريمة قتل خاشقجي يؤدي إلى 5 مخاطر هي:

(1) يسهم في تقويض المصالح الأمريكية على المدى الطويل.. (2) تعريض حياة المواطنين المدنيين والدبلوماسيين والعسكريين الأمريكيين في الشرق الأوسط.. (3) تقويض الشراكة الإستراتيجية الأمريكية السعودية التي استندت على مر السنين على علاقة دولة مع دولة بغض النظر عمن يكون في السلطة في واشنطن أو الرياض، غير أن هذه الشراكة صارت تؤول إلى مجرد كونها سلسلة من التصريحات المدفوعة بأهواء شخصين اثنين، ترامب ومحمد بن سلمان.

(4) التسبب في تقويض صدق وفاعلية وكالة المخابرات المركزية الأمريكية “سي آي أيه”..(5) إعطاء الضوء الأخضر للطغاة لاضطهاد خصومهم دونما ذنب أو مساءلة.

ويشير الكاتب إلى أن معلومات وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية بشأن جريمة قتل خاشقجي ومسؤولية محمد بن سلمان عنها كانت مبنية على “ثقة عالية”، مُذكّراً بدور السعودية في هجمات 11 سبتمبر 2001 وفي مناطق أخرى، وإلى دور محمد بن سلمان في الحرب الكارثية على اليمن وحصار قطر والتلويح لإشعال حرب ضد إيران.

ويقول إن العالم يحترم الولايات المتحدة ليس بسبب قوتها العسكرية ولكن بسبب إيمانها بالقيم الديمقراطية، وإنه عندما يعطى الطغاة تفويضاً مطلقاً ليفعلوا ما يريدون، فإن العالم يصبح مكاناً خطيراً للغاية.

ويؤكد إميل نخلة أنه كلما أدركت واشنطن بسرعة أن حليفها “المذهل” محمد بن سلمان ساهم في جعل عالم الشرق الأوسط أكثر خطورة -بدعم من الولايات المتحدة نفسها- فإن المسؤولين الأكثر حكمة في واشنطن سيبدؤون في البحث عن حلول لتوجيه سفينة الدولة إلى بر الأمان.

وكانت وسائل إعلام أمريكية ووكالات أنباء عالمية كشفت في 16 نوفمبر الجاري نقلاً عن “سي آي إيه” أن تقرير المخابرات الأمريكية خلص إلى أن ولي العهد السعودي هو من أمر بقتل جمال خاشقجي.

ونقلت رويترز عن مصدر مطلع قوله إن وكالة المخابرات الأمريكية تعتقد أن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان أمر بقتل جمال خاشقجي في اسطنبول مما يعقد جهود الرئيس دونالد ترامب للحفاظ على العلاقات مع حليف رئيسي للولايات المتحدة.

وأضاف المصدر يوم الجمعة أن الوكالة أطلعت جهات أخرى بالحكومة الأمريكية على استنتاجها الذي يتناقض مع تأكيدات الحكومة الأمريكية بعدم تورط ابن سلمان في هذا الأمر.

وشكّك ترامب الأسبوع الماضي في تقييم وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، قائلاً للصحفيين في فلوريدا إن العالم البشع هو من يتحمل المسؤولية عن جريمة قتل خاشقجي، مدافعاً عن ولي العهد السعودي مضيفاً: تقييم “سي آي إيه” يحمل وجهين مختلفين، وهو يشير إلى أمور بالإمكان أن يخلص المرء من خلالها إلى أن ولي العهد السعودي، ربما فعلها وربما لا.

وجدد ترامب دعمه لولي العهد السعودي، بالتشكيك في تقييم الاستخبارات المركزية الأمريكية “CIA” قائلاً: سواء كان ولي العهد السعودي على علم بقتل جمال خاشقجي أم لا فهو ينفي ذلك بشدة.

وكان المدير السابق للمخابرات المركزية الأمريكية “سي آي أيه” جون برينان ومسؤول سابق في الـ”سي آي أيه” كذّبا من قبل ترامب تعقيباً على بيان البيت الأبيض.

وشدد مدير CIA السابق جون برينان على أنه لا ينبغي أن يفلت أحد في السعودية من المحاسبة وخصوصاً ولي العهد، مطالباً أعضاء الكونغرس بالتحرك للنظر في ما خلصت إليه وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية بشأن دور بن سلمان في قتل خاشقجي، فيما وصف المسؤول السابق في CIA نيد برايس بيان ترامب (بشأن خاشقجي) بأنه يساوي بين تقرير المخابرات الأمريكية ذي المصداقية العالية والإنكار السعودي.

وكشف وزير الدفاع الأمريكي الأسبق ليون بانيتا أن التقرير الذي قدمته “سي آي أيه” للرئيس دونالد ترامب بشأن التقييم الخاص بقضية خاشقجي يحمل درجة “الثقة العالية”، موضحاً في لقاء بثته شبكة “إم إس إن بي سي” الأمريكية أن درجة التصنيف هذه تعني أن هناك دليلاً واضحاً وقوياً على تورط ولي العهد السعودي بشكل مباشر في عملية قتل خاشقجي، مشيراً إلى أن الآخرين يعلمون ذلك، أكانت تركيا أم دولاً أخرى.

السابق
د. عائشة اليوسف: الجراحة باستخدام الروبوت تمثل طفرة نوعية
التالي
إيكاو: قطر بين أكثر الدول تطوراً في السلامة الجوية