وكالات – بزنس كلاس:
أكد الدكتورسيبستيان بوسيوس، الأستاذ في العلوم السياسية بالجامعة الحرة في بروكسل، في مقال له بصحيفة لاليبرا البلجيكية، أن رهان كأس العالم 2022 الذي ستنظمه الدوحة وتصاعد الهجوم والتشكيك في ظروف عمل العمال في المنشآت الرياضية ساعد قطر على امتلاك ساحة معركة جديدة والقيام بخطوات جريئة لتأسيس لقانون في قطر لا مثيل له في المنطقة، واعتبر التقرير أن الاهتمام و التركيز على الدوحة في مكان يثبت أنها دولة في المقدمة.
قطر في المقدمة
قالت الصحيفة أنه بالعودة إلى قراءة في الساحة العالمية، نجد أنه بينما تعيش السعودية حالة اضطراب، فإن قطر رائدة في مجال الإصلاحات بين الدول الأخرى في مجلس التعاون الخليجي. وتعد الإجراءات التي تم الإعلان عنها من قبل دولة قطر منذ عدة أسابيع دليلاً على الرغبة في التحديث والتطوير لإظهار صورة إيجابية عن المقيمين الذين يعيشون ويعملون على أرض قطر ويشكلون ما نسبته 80 % من السكان. حيث إن المهم في الموضوع أن الدوحة تتحرك إلى الأمام، في حين لا يوجد بلد مجاور يعمل بهذا النسق الإصلاحي فلم تحقق السعودية أو الإمارات تقدما في هذه القضية.
وذكر بوسيوس أن قطر قامت بعدة تحركات إيجابية في مجال حقوق العمال والمقيمين منها التخلي الجزئي عن نظام ” الكفالة” في عام 2016، الذي ينظم العلاقة بين العامل الأجنبي وصاحب العمل وسعت قطر إلى تحسين وضعية العمال في البلاد على جميع النواحي. كما أن فتح مكتب في الدوحة لمنظمة العمل الدولية في أبريل 2018، يعطي لهذه الجهود دفعا قويا من خلاله تعمل الدوحة عن كثب، حيث يجري وضع اللوائح المنظمة للحقوق الشغلية التي تقلص من الانتهاكات والتجاوزات في حق العمال، وهذا أحد أهداف مكتب المنظمة التي تعمل على إنشاء القانون وتنفيذه على أرض الواقع.
استاد البيت أحد مشاريع المونديال الواعدة
رؤية قطر
أكد بوسيوس أنه مع كل الأضواء المسلطة على الدوحة حتى عام 2022 على الأقل، خيارها الوحيد هو التطوير و الإصلاح، حيث ليس لديها ما تخفيه، وذلك نهج يتماشى مع إستراتيجية التنمية في الدولة، وهو ما تهدف له رؤية قطر الوطنية التي تعم على تنويع الاقتصاد. وبدورها تعمل منظمة العمل الدولية على وضع عقود بمعايير دولية وحماية العمال من خلال تقديم ضمانات، تأمين، جداول زمنية. وفي هذه الحالة يتعين على الدول المجاورة في نهاية المطاف اتباع خطى قطر في تحسين ظروف العمال.
وواصل التقرير أن آخر بوادر التطوير في الدوحة هو الامتياز الذي تحصلت عليه عدد من الكفاءات والخبرات الأجنبية التي يمكنهم الحصول على الإقامة الدائمة، حيث يمكن استفادة عدد من المقيمين سنوياً من الإقامة الدائمة، وهذا يستجيب لاستمرار إستراتيجية التنمية في الدوحة وجذب الأدمغة. لفترة طويلة، حاربت الدوحة من أجل رفع من المستوى التعليمي والأكاديمي من خلال جذب أكبر الجامعات والكوادر التعليمية لتصبح الأفضل في المنطقة على مستوى جودة التعليم وتضم مؤسسة قطر فروعا كبيرة ومهمة لأهم الجامعات الأجنبية، لذلك فإن الدوحة تشجع الكفاءات والخبرات للاستقرار في البلاد والاستفادة من مهاراتهم وخبراتهم. وذلك من خلال نظام الإقامة الدائمة الذي ينص على أنه ينطبق على المقيمين لمدة 20 عامًا، الذين بإمكانهم التمتع بالعديد من الفوائد في مجال النقل والضمان الاجتماعي. لم تقدم أي دولة خليجية حتى الآن مثل هذه المزايا للمواطنين المقيمين وستكون هذه الخطوة التي قامت بها الدوحة تغيير عميق في المستقبل.
قطر جاهزة
رغم الحصار الذي فرضته دول الخليج الثلاث -السعودية والإمارات والبحرين- على دولة قطر ومقاطعتها دبلوماسيا، فإن العمل في الملاعب المرشحة لاستضافة منافسات بطولة كأس العالم 2022 يتواصل بشكل مستمر وبوتيرة متسارعة، لتكون قطر جاهزة لاستضافة هذا الحدث العالمي الكبير.