صحيفة سويسرية: قاعدة العديد ساهمت ببروز الدوحة كقوة إقليمية

وكالات – بزنس كلاس:

أكدت صحيفة رومندي السويسرية أن قطر تتميز بأن لديها أعلى دخل فرد في العالم بفضل وفرة احتياطيات النفط والغاز فيها، إلى جانب عمل الحكومة القطرية بشكل نشيط واستباقي للغاية مما جعل نفوذها ينتشر إلى ما وراء المنطقة. وفي هذا الصدد، كان إطلاق قناة الجزيرة في عام 1996 والتي أصبحت علامة بارزة في المشهد السياسي والإعلامي، وساهمت هذه “القوة الناعمة” في تألق الدوحة وسطوع نجمها في جميع أنحاء العالم من خلال برامجها الفضائية الخاصة. واعتبرت الصحيفة أن نقل القاعدة الجوية الأمريكية في عام 2003 إلى العديد خطوة إضافية حاسمة الأهمية، أبرزت بشكل لا لبس فيه أن دولة قطر مركز قوة إقليمية، تستضيف 11.000 من الجنود الأمريكيين وأكبر منشأة دفاعية في المنطقة.

وأضافت رومندي أن تزايد القوة ونمو الدوحة أثار غيرة جيرانها الذين جندوا مصر لإقامة حصار على قطر، حيث زعموا أنها متورطة في دعم الإرهاب وأقنعوا الولايات المتحدة في البداية بهذه الحجة التي وجهوها ضد قطر التي بدأ طموحها يزعج دول المنطقة.

تقدم وعلاقات جديدة

قالت الصحيفة إن هذا اللاوعي من قبل دول الحصار تسبب في موت مجلس التعاون الخليجي، في حين تمر دول الخليج بأسوأ أزماتها، وتبدو وضعية قطر جيدة لأنها نشطة كالمعتاد على عدة جبهات. إلى جانب احتياطياتها البالغة 40 مليار دولار والتي يملكها بنكها المركزي، كما تتمتع بصندوق سيادي يبلغ 300 مليار دولار، مما يعزز الأمان الاقتصادي للدوحة. وعلاوة على ذلك، تجاوزت قطر ببراعة حظر الرحلات الجوية الذي فرض عليها من قبل شركات الطيران التابعة لدول الحصار بالتوصل بسرعة إلى اتفاق مع إيران، ونتيجة لذلك، قامت الخطوط الجوية القطرية بافتتاح طرق جديدة عبر إيران والعراق وتركيا. ودعمت تركيا قطر في الحصار، حيث اعتبر أردوغان أن ما حصل “خطأ جسيم جداً ارتكب ضد قطر” ، واصفاً الحصار بأنه “غير إنساني ومخالف لـ” القيم الاسلامية “.

اعتبرت رومندي أنها في طور الفوز بهذه المواجهة التي اعتمدت على لي الذراع، كما أن الدبلوماسية القطرية تمكنت من كسب ثقة كبار المسؤولين في إدارة ترامب، وبينت الصحيفة أن أبو ظبي والرياض تعيشان حرجا بسبب المرونة التي تميزت بها الدوحة في تجاوز الحصار، سيما وأن السعودية التي تبحث على الانتصار غارقة في رحلتها المحفوفة بالمخاطر في اليمن ، وتبدو تصريحات الرياض وتحركاتها الأخيرة مصممة على استمرار الحصار وعدم التوصل لاتفاق حيث وصل الأمر إلى تشبيه الحصار على الدوحة بحصار كوبا الذي استمر 60 عاما، الأمر الذي لا ينبئ بقرب حل في الأزمة الخليجية، بالإضافة إلى الترويج إلى مشاريع وسلوكيات متطرفة على جدول أعمال الرياض ستعمق من المشاكل الموجودة بين البلدان الخليجية، ودفعت هذه التصرفات والتحركات اللا مسؤولة لدول الحصار سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، للتصريح “بأن هناك دولا كبيرة لديها عقول صغيرة وآفاق ضيقة”.

واستنتجت الصحيفة بأن التفاهم بالنسبة لحكومة الرياض يقوم على السيطرة على القرار في الدوحة وجعلها تابعا مثل ما هو الحال لدولة البحرين، مؤكدة أنه حان الوقت لتصحيح المسار بالنسبة للسعودية التي يجب أن تتواصل مع الدوحة، وأن تتحلى القيادة في الرياض بالنضج والعقلانية في التعامل مع قضايا المنطقة لتكتسب المكانة والهيبة التي تبحث عنها سيما وأنها البلد الذي يستضيف – الأماكن المقدسة بالنسبة للمسلمين – ومن هذا المنطلق يجب عليها إبراز وسطية الإسلام والاعتدال الذي يقوم على مبادئ التسامح .

السابق
رأي المواطن.. عيوب برنامج التوظيف
التالي
بدء تداول أسهم زاد المجانية غدا الاثنين