شخصية كرواتيا تصنع “ريمونتادا” أضاعت إنجلترا

 

انتهت مباراة منتخب كرواتيا مع منتخب إنجلترا، بفوز المنتخب الكرواتي بنتيجة (2-1)، بعد خوض شوطين إضافيين، عقب التعادل الإيجابي خلال الوقت الأصلي للمباراة بنتيجة (1-1)، في المباراة التي جرت بينهما ضمن مبارتيّ دور نصف النهائي، من بطولة كأس العالم.
جاءت المباراة قوية ومتباينة المردود، سيطر كل منتخب على شوط، وعلى صعيد الرسم التكتيكي للفريقين في بداية المباراة، فقد اتبع المنتخب الكرواتي طريقة اللعب (4-2-3-1)، تتحول في حالة الدفاع الى (4-5-1)، بينما لجأ المنتخب الإنجليزي الى طريقة (3-5-2).

الفوز كان مستحقًا للمنتخب الكرواتي، بعد عودته من التخلف بالنتيجة، وقلب كل التوقعات، بضعف مخزونه البدني، وايضًا بعد مردوده الباهت بالشوط الأول، أظهروا شخصية وتماسك، جعلتهم يقبضون على المباراة، وفعلوا كل شيء بالشوط الثان، والشوطين الإضافيين.
الإنجليز هيمنوا على مجريات الشوط الأول وكادوا ينهون المباراة في هذا الشوط، لكن اهدارهم المتتالي للفرص جعلهم يذوقون الأمرين بالشوط الثان، الذين راهنوا فيه على سقوط الكروات بعد نصف ساعة، بفعل التهاوي البدني بعد مباراتين بأشواط متتالية.
فكانت فكرة الدفاع بالشوط الثان، لاستدراج كرواتيا وانهاكها، فكرة لم يكتب لها النجاح، بل كادوا يدفعون ثمنه باهظا، الأغرب أن بعد هدف تعديل الكروات، لم نشاهد أية ردة فعل هجومية، ولا ملامح شخصية قوية للاعبيه، وكأنهم هم من خاضوا مباراتين بأشواط إضافية!
أما المنتخب الكرواتي فقد عانى بشدة في كيفية الدخول بالمباراة، بسبب الهدف المبكر، الذي سبب حالة من الارتباك في صفوفه، انسحبت بشكل واضح على الترابط والتنظيم للفريق، حيث ظلت هناك فجوة بين خطيّ الوسط والدفاع، وهو ما منح لاعبو المنتخب الإنجليزي في الخط الأمامي حرية أكثر في التوغل وتشكيل خطورة على دفاعات الكروات، لكن بالشوط الثان، نجح في تعديل أوضاعه، ونظم خطوطه، ونقل الضغط على النصف الآخر من الملعب، وهو ما جعل الأداء يشهد تباين واضح بين الشوطين.

المفارقة..المباراة كانت بين فريقين لديهما طريقتين مختلفتين في التهديف خلال البطولة، فالمنتخب الإنجليزي يسجل معظم أهدافه عبر الكرات الثابتة، بينما معظم أهداف المنتخب الكرواتي من لعب مفتوح.

الشوط الأول: تفوق إنجليزي شامل.. المنتخب الإنجليزي وفق في التسجيل في بداية المباراة، وهو أمر صب في مصلحته، خاصة أنه لن يرتكن للدفاع والانكماش، بل ظل يمارس الضغط على منافسه، وهو ما جعل المنتخب الكرواتي يعيش حالة عدم اتزان، بفعل صدمة الهدف المبكر، وضغط الاسود المتقدم، فلم يستطع الكروات سوى التسديد بعيد المدى لمحاولة تعديل النتيجة، ولكن لم يكتب لهم النجاح في مبتغاهم.
الشوط الثاني: الكروات قلبوا الطاولة.. عكس ما كان عليه المنتخب الكرواتي في شوطه الأول، دخل هذا الشوط بنشاط وحماس هجومي بغية التهديف والوصول للتعادل، وهو ما تحقق لهم، بمساعدة سلبية من المنتخب الإنجليزي، الذي سعى للحفاظ على تقدمه، ولكن كاد يدفع الثمن غاليًا.
الشوطين الإضافيين : استمرار لنفس النسق الكرواتي المتحكم في مجريات اللعب، وحالة اللا شخصية واللا تنظيم لدى الإنجليز، وهو ما كان من المحتم أن ينتج عنه هدف الصعود للنهائي.

 

أفضل ما في المباراة : قدرة المنتخب الكرواتي على العودة في النتيجة والمردود.
أسوأ ما في المباراة : حالة التشرذم التي ضربت أوصال المنتخب الإنجليزي بالشوط الثاني.

 

أفضل لاعب : مناصفة بين.. بيرسيتش، تريبيير، بيكفورد، فيرسالكو.
اسوأ لاعب : مناصفة بين.. كايل ووكر، لينغارد، ريبيتش، ديللي آلي.

السابق
رونالدو بين الفشل الكبير والنجاح الأعظم
التالي
جماهير ريال مدريد تختار مبابي لخلافة رونالدو.. وتراجع أسهم نيمار